Encyclopedia of Muhammad

أشراف العرب في العصر الجاهلي

Published on: 07-Apr-2025

إن من الذوات الطيبة النفوس الذكية، الذين ولدوا وبعثوا في جزيرة العرب، هم الأنبياء الأصفياء، خيرة عباد اللّٰه، أسمى منزلة وأرفع مكانة، وهم أربعة أنبياء عليهم الصلاة والسلام. يقول أبو ذر الغفاري رضي اللّٰه عنه في حديث طويل: قلت: يا رسول اللّٰه، كم الأنبياء؟ قال: مئة ألف وعشرون ألفا. قلت: يا رسول اللّٰه، كم الرسل من ذلك؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا. قال: قلت: يا رسول اللّٰه ، ‌من ‌كان ‌أولهم؟ قال: آدم عليه السلام. قلت: يا رسول اللّٰه، أي مرسل؟ قال: نعم، خلقه اللّٰه بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قبلا، ثم قال: يا أبا ذر، أربعة سريانيون: آدم وشيث وأخنوخ وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم ونوح، وأربعة من العرب: هود وشعيب وصالح ونبيك محمد صلى اللّٰه عليه وسلم. 1 بالإضافة إلى ذلك اشتهر في الجاهلية بعض قبائل وعشائر، نحو بني كنانة وهوازن وعبس وذبيان وبني بكر وتغلب وقريش؛ لأشراف وأسياد ولدوا فيها، وعاشوا في كنفها، ولهم سعي جليل في تطوير القبائل وتشهيرها بين العرب، وتنزيلها منزلة أسمى وأعلى.

أشهر أشراف العرب

كان في العرب بعض أشراف وأسياد، عرفوا بين الناس بشعرهم أو بشجاعتهم وفروسيتهم، أو بسيادتهم وسياستهم، ومن أفضل العرب وأسماهم شأنا ومقاما قريش، ونلخص أحوال بضع أشرافهم؛ لنكون على معرفة واطلاع على أحوالهم وأوصافهم.

قصي بن كلاب

قصي اسمه زيد، وإنما قيل له قصي؛ لأن أباه كلاب بن مرة كان تزوج أم قصي، فاطمة بنت سعد بن سيل -وقيل: اسم سيل خير- بن حمالة بن عوف بن غنم بن عامر الجادر بن عمرو بن جعثمة بن يشكر، من أزد شنوءة حلفاء في بني الديل، فولدت لكلاب زهرة وزيدا، فهلك كلاب وزيد صغير، وقد شب زهرة وكبر، فقدم ربيعة بن حرام بن ضنه بن عبد بن كبير ابن عذرة بن سعد بن زيد، أحد قضاعة، فتزوج، وقصي فطيم أو قريب من ذلك، فاحتملها إلى بلاده من أرض بني عذرة، من أشراف الشام، فاحتملت معها قصيا لصغره، وتخلف زهرة في قومه، فولدت فاطمة بنت سعد بن سيل لربيعة بن حرام رزاح بن ربيعة. فكان أخاه لأمه، وكان لربيعة بن حرام ثلاثة نفر من امرأة أخرى، وهم حن بن ربيعة، ومحمود بن ربيعة، وجلهمة بن ربيعة، وشب زيد في حجر ربيعة، فسمي زيد قصيا؛ لبعد داره عن دار قومه، ولم يبرح زهرة مكة، فبينا قصي بن كلاب بأرض قضاعة لا ينتمي -فيما يزعمون- إلا إلى ربيعة بن حرام، إذ كان بينه وبين رجل من قضاعة شيء -وقد بلغ قصي، وكان رجلا شابا- فأنبه القضاعي بالغربة. وقال له: ألا تلحق بقومك ونسبك؛ فإنك لست منا، فرجع قصي إلى أمه، وقد وجد في نفسه مما قال له القضاعي. فسألها عما قال له ذلك الرجل. فقالت له: أنت واللّٰه يا بني، أكرم منه نفسا ووالدا، أنت ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي، وقومك بمكة عند البيت الحرام، وفيما حوله، فأجمع قصي الخروج إلى قومه واللحوق بهم، وكره الغربة بأرض قضاعة. فقالت له أمه: يا بني، لا تعجل بالخروج حتى يدخل عليك الشهر الحرام، فتخرج في حاج العرب، فإني أخشى عليك أن يصيبك بعض البأس. فأقام قصي حتى إذا دخل الشهر الحرام، خرج حاج قضاعة، فخرج فيهم حتى قدم مكة، فلما فرغ من الحج أقام بها، وكان رجلا جليدا نسيبا، فخطب إلى حليل بن حبشية الخزاعي ابنته حبى بنت حليل، فعرف حليل النسب ورغب فيه، فزوجه -وحليل يومئذ فيما يزعمون- يلي الكعبة وأمر مكة. فأقام قصي معه -يعني مع حليل- وولدت له ولده عبد الدار، وعبد مناف، وعبد العزى، وعبد بن قصي، فلما انتشر ولده، وكثر ماله، وعظم شرفه هلك حليل بن حبشية، فرأى قصي أنه أولى بالكعبة وأمر مكة من خزاعة وبني بكر. 2 فلم يلبث أن ساد على أهل مكة.

نظامه السائد

جعل قصي نظاما سياسيا وإداريا في مكة المكرمة، وألزمه فعلا حتى سار ينتقل في ولده جيلا إثر جيل ولو كان ذلك أمرا صعبا، فكان قصي لما ‌كبر ورق عظمه وكان عبد الدار بكره، وكان أكبر ولده، وكان -فيما يزعمون- ضعيفا، وكان عبد مناف قد شرف في زمان أبيه، وذهب كل مذهب، وعبد العزى بن قصي وعبد بن قصي، فقال قصي لعبد الدار: أما واللّٰه، لألحقنك بالقوم، وإن كانوا قد شرفوا عليك، لا يدخل رجل منهم الكعبة حتى تكون أنت تفتحها، ولا يعقد لقريش لواء لحربهم إلا أنت بيدك، ولا يشرب رجل بمكة ماء إلا من سقايتك، ولا يأكل أحد من أهل الموسم طعاما إلا من طعامك، ولا تقطع قريش أمورها إلا في دارك، فأعطاه داره، دار الندوة التي لا تقضي قريش أمرا إلا فيها، وأعطاه الحجابة واللواء والندوة والسقاية والرفادة. 3 كل هذه المآثر فوضها قصي إلى ابنه عبد الدار. 4 كانت قريش قد احتلت مقاما كبيرا وشأنا جليلا بين العرب، تعظمها العرب وتوقرهم كلها؛ لما كانت فيهم مناصب ومآثر مهمة، ومنها ما تلي:

الحجابة

الحجابة أو السدانة هي حراسة مفاتيح الكعبة، وكانت وظيفة دينية مهمة وضعت في يد بني عبد الدار بن قصي، ولما أسلمت مكة بعد الفتح ظلت السدانة في يد عثمان بن طلحة من بني عبد الدار، وقد قال لهم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: (( خذوها تالدة خالدة إلى يوم القيامة لا ينزعها منكم إلا ظالم )). 5

الرفادة

كانت الرفادة خرجًا تخرجه قريش في كل موسم من أموالها إلى قصي بن كلاب، فيصنع به طعاما للحاج، فيأكله من لم يكن له سعة ولا زاد، وذلك أن قصيا فرضه على قريش. 6 هذا المنصب أي: الرفادة وتوليتها قريش إياها أيضًا دليل على رفعة قريش بين العرب.

السقاية

جعلت قريش للحجيج حياضا من الماء، يملأونها من الماء، ويحلونها بشيء من التمر والزبيب، فيشرب الناس منها إذا وردوا مكة. 7

زید بن عمرو بن نفیل

زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح العدوي، كان من أشراف العرب وحكمائهم ورؤسائهم، ولم يكن فيهم أعدل أمرا ولا أعدل شأنا منه في العصر الجاهلي، اعتزل الأوثان، وفارق الأديان من اليهودية والنصرانية والوثنية والملل كلها إلا دين إبراهيم، يوحّد اللّٰه عز وجل ويخلع من دونه، ولا يأكل ذبائح قومه، بادأهم بالفراق لما هم فيه. 8 فوصل إلى الشام والبلقان، ووقف على اليهودية والنصرانية، فلم ير في الديانتين ما يريد. 9 وكان في الجاهلية على الحنيفية، ويقول: يا معشر قريش، واللّٰه ما منكم على دين إبراهيم غيري، وكان يحيي الموءودة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها، أنا أكفيك مؤونتها، فيأخذها، فإذا ترعرعت، قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك، وإن شئت كفيتك مؤونتها. 10 روي فيه عن عبد اللّٰه بن عمر رضي اللّٰه تعالى عنهما أن النبي صلى اللّٰه عليه وسلم لقي ‌زيد ‌بن ‌عمرو ‌بن ‌نفيل بأسفل بلد قبل أن ينزل على النبي صلى اللّٰه عليه وسلم الوحي، فقدمت إلى النبي صلى اللّٰه عليه وسلم سفرة، فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذكر اسم اللّٰه عليه. وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم. ويقول: الشاة خلقها اللّٰه، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم اللّٰه؛ إنكارا لذلك وإعظاما له. 11 ويروي نفيل بن هشام عن أبيه أن جده سعيد بن زيد سأل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم عن أبيه زيد بن عمرو فقال: يا رسول اللّٰه، إن أبي زيد بن عمرو كان كما رأيت، وكما بلغك، فلو أدركك آمن بك، فأستغفر له؟ قال صلى اللّٰه عليه وسلم: (( نعم، فاستغفر له؛ فإنه يجيء يوم القيامة أمة وحده )). وكان فيما ذكروا: يطلب الدين، فمات وهو في طلبه. 12

ورقة بن نوفل

ورقة بن نوفل بن راشد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة رضي اللّٰه تعالى عنها، من الحكماء الشعراء، يعتزل الأوثان، ويرفض ما ذبح على غير اسم اللّٰه، ويعرف اللغات الثلاثة: العربية، والعبرية، والسريانية، وكان ممن قرأ الكتب. 13 وكان قد تنصر في الجاهلية، ويكتب الكتاب العربي. 14 أي: كتب من الإنجيل الذي هو بالعبرانية هذا الكتاب الذي هو بالعربي. 15

أدرك بداية البعثة النبوية على صاحبها آلاف التحيات والتسليمات، وذهبت خديجة بالنبي صلى اللّٰه عليه وسلم إليه وقالت له: يا بن عم! اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا بن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم خبر ما رأى. فقاله له ورقة: هذا الناموس الذي نزله اللّٰه به على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: أومخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي. 16 ولذلك قال بعض العلماء: مات مؤمنًا. وقال البعض: مات موحدا في فترة الوحي. ذكر الذهبي: مات في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة. 17

عمرو بن معديكرب الزبيدي

عمرو بن معديكرب كان من قوم سعد العشيرة، المذحجي الزبيدي. 18 يكنى أبا ثور. 19 وكان فارس العرب، مشهورا بالشجاعة. 20 كانت له في الجاهلية صولات وغارات، وأيام ووقائع عظيمة عجيبة، وكان على سيفه مكتوب:

ذكر على ذكر يصول بصارم
ذكر يمان في يمين يماني 21

قدم على رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم في وفد زبيد فأسلم، وذلك في سنة تسع. وقال الواقدي: في سنة عشر. 22 فلما توفي النبي صلى اللّٰه عليه وسلم ارتد مع الأسود العنسي، فسار إليه خالد ابن سعيد بن العاص فقاتله، فضربه خالد على عاتقه، فانهزم، وأخذ خالد سيفه الصمصامة. فلما رأى عمرو قدوم الإمداد من أبي بكر رضي اللّٰه عنه إلى اليمن، عاد إلى الإسلام، ودخل على المهاجر بن أبي أمية بغير أمان، فأوثقه وسيره إلى أبي بكر. فقال له أبو بكر: أما تستحيي! كل يوم مهزوم أم مأسور! لو نصرت هذا الدين لرفعك اللّٰه. قال: لا جرم لأقبلن ولا أعود، فأطلقه ورجع إلى قومه، ثم عاد إلى المدينة فسيره أبو بكر إلى الشأم، فشهد اليرموك، ثم سيره عمر إلى سعد بن أبي وقاص بالعراق، وكتب إلى سعد أن يصدر عن مشورته في الحرب، وشهد القادسية، وله فيها بلاء حسن، وقتل يوم القادسية. وقيل: بل مات عطشا يومئذ. وقيل: بل مات سنة إحدى وعشرين بعد أن شهد وقعة نهاوند مع النعمان بن مقرن، فمات بقرية من قرى نهاوند. 23 وقيل: قبره في نهاوند بموضع يقال له: الأسفيذبان. 24 وقيل: دفن ‌بروذة وهي بين قم والري. 25

كانت له حكاية غريبة وهي أنه لقي حيي الكندية بذي المجاز، سوق عرفات في الجاهلية، فأعجبه جمالها وعقلها، فعرض عليها نفسه، وقال: هل لك في كفؤ كريم، ضروب لهام الرجال، غشوم موات، لك طيب الجسم، من سعد العشيرة في الصميم. قالت: أمن سعد العشيرة؟ قال: من سعد العشيرة، في أرومة محتدها وعزتها المنيرة، إن كنت بالفرصة بصيرة. قالت: إن لي بعلا يصدق اللقاء، ويخيف الأعداء، ويجزل العطاء. قال: لو علمت أن لك بعلا ما سمتك نفسك ولا عرضت نفسي عليك، فكيف أنت إن قتلته؟ قالت: لا أصيف عنك، ولا أعدل بك، ولا أقصر دونك، وإياك أن يغرك قولي فتعرض نفسك للقتل، فإني أراك مفردًا من الناصر والأهل، وصاحبي في عزة من الأهل وكثرة المال، فانصرف عنها عمرو، وجعل يتبعها وهي لا تعلم، فلما قدمت على زوجها سألها عما رأت في طريقها. فقالت: رأيت رجلا مخيلا للناس، يتعرض للقتال، ويخطب حلائل الرجال، فعرض نفسه علي، فوصفتك له، فقال زوجها: ذاك عمرو، ولدتني أمه إن لم أتك به مقرونا مجنونا إلى حمل صعب المراس غير ذلول. فلما سمع عمرو كلامه دخل عليه بغتة فقتله، ووقع عليها، فلما قضى وطره منها قال لها: إني لم أقع على امرأة قط إلا حملت، ولا أراك إلا قد فعلت، فإن رزقت غلاما فسميته الخزر، وإن رزقت جارية فسميها عكرشة. وجعل ذلك بينهما أمارة، ثم مضى لطيبه. ثم خرج يوما يتعرض للقتال، فإذا هو برجل على فرس شاكي السلاح، فدعاه عمرو للمبارزة، فلما اتحدا صرع الفتى عمرا وجلس على صدره يريد ذبحه، فقال له: من أنت؟ قال: أنا عمرو، فقام الفتى عن صدره، وقال: أنا ابنك الخزر. فقال له عمرو: سر إلى صنعاء ولا تنافني في بلد، فلم يلبث أن ساد من هو بين ظهريه، فاستنفروه وأمروه بقتال أبيه، وشكوا إليه غارات عمرو عليهم، فالتقيا فقتله عمرو. 26

الوليد بن المغيرة

الوليد بن المغيرة بن عبد اللّٰه بن مخزوم، هو أبو خالد سيف اللّٰه رضي اللّٰه عنه، كني بأبي عبد شمس. ويقال: أبا المغيرة. كان عظيم القدر في زمانه. يقال ‌له ‌العدل؛ لأنه كان يكسو الكعبة سنة، وتكسوها قريش سنة، فكان يعدلها. وقيل له الوحيد. 27 وكان ممن حرّم في الجاهلية الخمر والسكر والإزلام، وضرب فيها ابنه هشاما على شربها. 28 ولما جاء الإسلام ‌كان ‌ممن ‌حاد ‌اللّٰه ورسوله، وعاند فلم يتبع النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، بل ناصبه العداء، وحرّض عليه. 29 وجمع قريشا على كلمة واحدة ضد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم حين حضر موسم الحج، فقال: يا معشر قريش، إن محمدا قد علا أمره في البلاد، وما أرى الناس براجعين حتى يلقونه وهو رجل حلو الكلام، إذا كلم الرجل ذهب بعقله، وإني لا آمن أن يصدقه بعضهم، فابعثوا رهطا من ذوي الحجى والرأي فليجلسوا على طريق مكة مسيرة ليلة أو ليلتين، فمن سأل عن محمد فليقل بعضهم: إنه ساحر، يفرق بين الاثنين. ويقول بعضهم: إنه كاهن، يخبر بما يكون في غد؛ لئلا تروه خير من أن تروه. فبعثوا في كل طريق بأربعة من قريش، وأقام الوليد بن المغيرة بمكة. فمن دخل مكة في غير طريق سالك يريد النبي صلى اللّٰه عليه وسلم يلقاهم الوليد، فيقول: هو ساحر كذاب. ومن دخل من طريق لقيه الستة عشر فقالوا: هو شاعر وكذاب ومجنون، ففعلوا ذلك وانصدع الناس عن قولهم، فشق ذلك على النبي صلى اللّٰه عليه وسلم وكان يرجو أن يلقاه الناس فيعرض عليهم أمره. 30

أهلكه اللّٰه تعالى بعد هجرة النبي صلى اللّٰه عليه وسلم بثلاثة أشهر. 31 مر الوليد برجل يقال له حراث بن عامر، من خزاعة وهو الثبت. وبعضهم يقول: حراب، ويكنى أبا قصاف، وهو يريش نبلًا له ويصلحها، فوطئ على سهم منها، فخدش أخمص رجله خدشا يسيرا. ويقال: علق بإزاره، فخدش ساقه خدشا خفيفا، فأهوى إليه جبريل عليه السلام فانتقض الخدش، وضربته الأكلة في رجله أو ساقه، فمات. 32 وهو ابن خمس وتسعين سنة. دفن بالحجون.

النضر بن الحارث

كان النضر بن الحارث أفاكا أثيما، كذابا لئيما. كني أبا قائد، كان أشد تكذيبا للنبي صلى اللّٰه عليه وسلم وأشد أذى له ولأصحابه، وكان ينظر في كتب الفرس ويخالط اليهود والنصارى. 33 ويغني بالعود. 34 فكان إذا جلس رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم مجلسًا، فدعا فيه إلى اللّٰه تعالى وتلا فيه القرآن، وحذر فيه قريشا ما أصاب الأمم الخالية، خلفه في مجلسه إذا قام، فحدثهم عن رستم السنديد وعن أسفنديار وملوك فارس. ثم يقول: واللّٰه، ما محمد بأحسن حديثا مني، وما حديثه إلا أساطير الأولين، اكتتبها كما اكتتبتها. 35 كان حامل لواء الحرب في بدر، فجرح وأسر، وكان المسلمون في طريق المدينة المنورة راجعين من بدر ومعهم أسارى قريش، حتى إذا كان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بالصفراء قتل النضر بن الحارث، قتله علي بن أبي طالب رضي اللّٰه عنه. 36

هاشم بن عبد مناف

واسمه عمرو العلا، ولقب هاشما؛ لأن الهشم كسر الشيء اليابس والأجوف، وهو أول من هشم الثريد لقومه بمكة وأطعمه، وذلك أن أهل مكة أصابهم جهد وشدة، فرحل إلى فلسطين، فاشترى منها دقيقا كثيرا وكعكا، وقدم بذلك إلى مكة فأمر به فخبز، ثم نحر جزورا، وجعلها ثريدا عم به أهل مكة، وما زال يفعل ذلك حتى استكفوا. وهو أول من سن الرحلتين، رحلة الشتاء إلى الحبشة، ورحلة الصيف إلى الشام. وكانت قريش تجارتهم لا تعدو مكة، وكانت الأعاجم تقدم عليهم بالسلع فيشترون منهم، حتى ركب هاشم إلى الشام فنزل بقيصر، وكان كل يوم يذبح شاة فيصنع جفنة ثريد، ويدعو من حوله فيأكلون، فذكر ذلك لقيصر أن هاهنا رجلا من قريش، يهشم الخبز، ثم يصب عليه المرق، ويفرغ عليه اللحم، وإنما كانت العجم تضع المرق في الصحاف، ثم تأتدم عليه بالخبز، فدعا به قيصر، وكلمه، فأعجبه كلامه وأعجب به، وجعل يرسل إليه ويدخل عليه، فلما رأى مكانه منه، قال: أيها الملك، إن لي قوما وهم تجار العرب، فإن رأيت أن تكتب لي كتابا تؤمنهم وتؤمن تجارتهم فيقدموا عليك بما يستظرف من أدم الحجاز وثيابه فيمكنوا من بيعه عندكم فهو أرخص عليكم، فكتب له كتاب أمان لمن أتى منهم، فأقبل هاشم بالكتاب، فجعل كلما مر بحي من العرب على طريق الشام أخذ لهم من أشرافهم إيلافا، والإيلاف أن يأمنوا عندهم وفي طريقهم وأرضهم بغير حلف. إنما هو أمان الطريق، فأخذ هاشم الإيلاف فيمن بينه وبين الشام حتى قدم مكة فأعطاهم الكتاب، فكان ذلك أعظم بركة. 37

كان هاشم رجلا موسرا، يقوم أول يوم من ذي الحجة فيسند ظهره إلى الكعبة من تلقاء بابها، فيخطب ويقول: يا معشر قريش، أنتم سادة العرب أنسابا، وأنتم أقرب العرب بالعرب أرحاما. يا معشر قريش، إنكم جيران بيت اللّٰه، أكرمكم اللّٰه تعالى بولاية بيته، وخصكم بجواره دون بني إسماعيل، حفظ منكم أحسن ما حفظ جار من جاره فأكرموا ضيفه وزوار بيته، فإنهم يأتون شعثا غبرا، من كل بلد على ضوامر كالقداح، وقد أرحضوا، وثفلوا، وقملوا، وأرملوا، فاقروهم وأعينوهم، ولو كان لي مال يحمل ذلك كله كفيتكموه، وأنا مخرج من طيب مالي وحلاله ما لم يقطع فيه رحم، ولم يؤخذ بظلم، ولم يدخل فيه حرام فواضعه، فمن شاء منكم أن يفعل مثل ذلك فعل، وأسألكم بحرمة هذا البيت أن لا يخرج رجل منكم من ماله لكرامة زوار بيت اللّٰه ومعونتهم إلا طيبا لم يؤخذ ظلما ولم يقطع فيه رحم ولم يؤخذ غصبا. فكانت بنو كعب بن لؤي كلها تجتهد في ذلك، ثم يخرجون ذلك من أموالهم حتى إن كان أهل البيت ليرسلون بالشيء اليسير على قدرهم، وكان أهل اليسار منهم ربما أرسل بمئة مثقال هرقلية فيأتون به هاشما فيضعونه في داره دار الندوة. وكان من أحسن الناس وأجملهم. وكانت العرب تسميه قدح النضار والبدر. ولهاشم من الأولاد: نضلة، وبه كان يكنى، وعبد المطلب، وعقبه منه. وأسد والد فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي رضي اللّٰه عنه. وأبو صيفي. والشفاء، وخلدة، ورقية، وحبيبة. 38 مات هاشم بغزة وله عشرون سنة. ويقال خمس وعشرون سنة. 39

عبد المطلب

عبد المطلب جد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، كان اسمه عامر. وقالوا: شيبة، وهو الصحيح. وقيل: سمي شيبة؛ لأنه ولد وفي رأسه شيبة. 40 وكنيته أبو الحارث، بابن له، أكبر ولده. قيل: وإنما قيل له ‌عبد ‌المطلب؛ لأن أباه هاشما قال لأخيه المطلب، وهو بمكة، حين حضرته الوفاة: أدرك عبدك بيثرب، فمن ثم سمي ‌عبد ‌المطلب. وقيل: إن عمه المطلب جاء به إلى مكة رديفه، وهو بهيئة بزة، فكان يسأل عنه، فيقول: هو عبدي، حياء أن يقول: هو ابن أخي. فلما أدخله وأحسن من حاله، أظهر أنه ابن أخيه، فلذلك قيل له: ‌عبد ‌المطلب. 41

كان عبد المطلب جسيما أبيض، وسيمًا طوالا فصيحا، ما رآه أحد قط إلا أحبه، وصار إليه السقاية والرفادة، وشرف في قومه وعظم شأنه، وكان يعرف فيه نور النبوة وهيبة الملك، ومكارمه أكثر من أن تحصر، فإنه كان سيد قريش، غير مدافع نفسا وأبا وبيتا وجمالا وبهاء وفعالا. وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية. 42 وهو أول من خضب بالسواد من العرب، عاش مئة وأربعين سنة. 43

قريش

إن اللّٰه أنعم على قريش بنعم كثيرة، حيث أقر لهم أهل العرب كلهم بعلو النسب، والسيادة، وفصاحة اللغة، ونصاعة البيان، وكرم الأخلاق، والشجاعة، والفتوة، وذهب ذلك مثلًا لا يقبل نقاشا ولا جدلا. 44 وأبدى اللّٰه بئر زمزم بيد عبد المطلب بعد ما كانت مفقودا، يقال: إنها لم تزل دفينا بعد ولاية بني إسماعيل الأكبر وجرهم حتى أمر بها عبد المطلب في المنام، فخرج عبد المطلب إلى قريش، فقال: يا معشر قريش، إني قد أمرت أن أحفر زمزم، فقالوا له: أبين لك، أين هي؟ فقال: لا. قالوا: فارجع إلى مضجعك الذي أريت فيه ما أريت، فإن كان حقا من اللّٰه عز وجل بين لك، وإن كان من الشيطان لم يعد إليك. فرجع فنام في مضجعه، فأتى فقيل له: احفر زمزم، إنك إن حفرتها لم تندم، هي تراث من أبيك الأقدم، لا تنزف الدهر ولا تذم، تسقي الحجيج الأعظم، مثل نعام حافل لم يقسم، ينذر فيها ناذر لمنعم، فهي ميراث وعقد محكم، ليست كبعض ما قد يعلم، وهي بين الفرث والدم. فقال حين قيل له ذلك: أين هي؟ فقيل له: عند قرية النمل، حيث ينقر الغراب غدا، فغدا عبد المطلب ومعه الحارث ابنه، ليس له ولد غيره، فوجد قرية النمل، ووجد الغراب ينقر عندها بين الوثنين: إساف ونائلة، اللذين كانت قريش تنحر عندهما. 45 وهذا كان شرفا عظيما لقريش.

أشراف قريش

اعلم أن من انتهى إليه الشرف من قريش في عصر ما قبيل الإسلام، عشرة رهط من عشرة أبطن، وهم هاشم، وأمية، ونوفل، وعبد الدار، وأسد، وتيم، ومخزوم، وعدي، وجمح، وسهم. فكان من بني هاشم العباس ابن عبد المطلب يسقي الحجيج في الجاهلية، وبقي له ذلك في الإسلام. ومن بني أمية أبو سفيان بن حرب، كانت عنده العقاب راية قريش، وإذا كانت عند رجل أخرجها إذا حميت الحرب، فإذا اجتمعت قريش على أحد أعطوه العقاب، وإن لم يجتمعوا على أحد رأسوا صاحبها فقدموه. ومن بني نوفل الحارث بن عامر وكانت إليه الرفادة، وهي ما كانت تخرجه من أموالها وترفد به منقطع الحاج. ومن بني عبد الدار عثمان بن طلحة، كان إليه اللواء والسدانة مع الحجابة. يقال: والندوة أيضا في بني عبد الدار. ومن بني أسد يزيد بن زمعة بن الأسود، وكانت إليه المشورة، وذلك أن رؤساء قريش لم يكونوا مجتمعين على أمر حتى يعرضوه عليه، فإن وافقه ولاهم عليه، وإلا تخير وكانوا له أعوانا، استشهد مع رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بالطائف. ومن بني تيم أبو بكر الصديق، وكانت إليه في الجاهلية الأشناق، وهي الديات والغرم، فكان إذا احتمل شيئا فسأل فيه قريشا صدقوه وأمضوا حمالة من نهض معه، وإن احتملها غيره خذلوه. ومن بني مخزوم خالد بن الوليد، كانت إليه القبة والأعنة، فأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش، وأما الأعنة فإنه كان على خيل قريش في الحرب. ومن بني عدي عمر بن الخطاب، وكانت إليه السفارة في الجاهلية، وذلك أنهم كانوا إذا وقعت بينهم وبين غيرهم حرب بعثوه سفيرا، وإن نافرهم حي لمفاخرة جعلوه منافرا ورضوا به. ومن بني جمح صفوان ابن أمية، وكانت إليه الأيسار وهي الأزلام، فكان لا يسبق بأمر عام حتى يكون هو الذي تسييره على يديه. ومن بني سهم الحارث بن قيس، وكانت إليه الحكومة والأموال والمحجرة التي سموها لآلهتهم. فهذه مكارم قريش التي كانت في الجاهلية، وهي السقاية، والعمارة، والعقاب، والرفادة، والسدانة، والحجابة، والندوة، واللواء، والمشورة، والأشناق، والقبة، والأعنة، والسفاة، والأيسار، والحكومة، والأموال، والمحجرة، إلى هؤلاء العشرة من هذه البطون العشرة، على حل ما كانت في أوليتهم يتوارثون ذلك كابرًا عن كابر، وجاء الإسلام فوصل ذلك لهم، وكان كل شرف من شرف الجاهلية أدركه الإسلام فوصله. 46

بالإضافة إلى ذلك كانت قريش تخدم الحجيج في أيام الحج، وقد قال لهم قصي قبل سنين: يا معشر قريش، إنكم جيران اللّٰه وأهل بيته وأهل الحرم، وإن الحاج ضيف اللّٰه وزوار بيته، وهم أحق الضيف بالكرامة، فاجعلوا لهم طعامًا وشرابًا أيام الحج، حتى يصدروا عنكم، ففعلوا. 47 فكانوا يخرجون كل عام من أموالهم خرجا يترافدون ذلك، فيدفعونه إليه فيصنع الطعام للناس أيام منى وبمكة، وصنع حياضا للماء من أدم فيسقي فيها بمكة ومنى وعرفة، فجرى ذلك من أمره في الجاهلية على قومه حتى قام الإسلام، ثم جروا في الإسلام على ذلك إلى اليوم. 48

إن العرب أقدم الأمم وأعرق الأقوام على وجه الأرض، سامية الأصل، استوطنت جزيرة العرب، انقسمت في القبائل والعشائر، وكانت لقريش مكانة أعلى ومنزلة أسمى، تتميز بالسياسة والسيادة، وبالفصاحة والبلاغة، وبخلق فاضلة وأوصاف سامية، وبحمية جاهلية وغيرة عربية، فسميت أشراف العرب، واعترفت بفضلها وشرفها قبائل عربية أخرى، وانقادت لها سمعا وطاعة، وتحاكمت إليها في أمورها الاجتماعية والسياسية، وفي المنافرات والمخالفات، كانت جيران بيت اللّٰه الحرا، يطعمون الحجيج، ويسقونهم ويكرمونهم في موسم الحج.


  • 1  أبو حاتم محمد بن حبان البستي، المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع المعروف بصحيح ابن حبان، حدیث: 807، ج-1، مطبوعة: دار ابن حزم، بيروت، لبنان، 2012م، ص: 533-534
  • 2  أبو جعفر محمد بن جریر الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج-2، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، 1387ه، ص: 254-255
  • 3  أیضًا، ج-2، ص: 260-259
  • 4  أبو شهبة محمد بن محمد بن سویلم، السیرة النبویة علی ضوء القرآن والسنة، ج-2، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السوریة، 1427ه، ص: 150
  • 5  الشیخ محمد طيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، مطبوعة: دار الندوة الجديدة، بيروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 50
  • 6  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، السيرة النبوية، ج-1، مطبوعة: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، مصر، 1955م، ص: 130
  • 7  صفي الرحمن المباركفوري، الرحیق المختوم، مطبوعة: دار ابن حزم، بيروت، لبنان، 2010م، ص: 40
  • 8  محمد بن إسحاق المطلبي، كتاب السير والمغازي المعروف بالسيرة النبوية لابن إسحاق، مطبوعة: دار الفكر، بيروت، لبنان، 1978م، ص: 116
  • 9  الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-12، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 31
  • 10  أبو عبد اللّٰه محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، حديث: 3828، مطبوعة: دار السلام للنشر والتوزيع، الرياض، السعودية، 1999م، ص: 642
  • 11  ایضاً، حدیث: 3826
  • 12  محمد بن إسحاق المطلبي، كتاب السير والمغازي المعروف بالسيرة النبوية لابن إسحاق، مطبوعة: دار الفكر، بيروت، لبنان، 1978م، ص: 119
  • 13  أبو فيد مؤرج بن عمرو السدوسي، حذف من نسب قریش، مطبوعة: مکتبة دار العروبة، القاهرة، مصر، 1960م، ص: 54
  • 14  أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، مصنف عبد الرزاق، حديث: 10554، ج-6، مطبوعة: دار التأصيل، القاهرة، مصر، ص: 11
  • 15  أبو الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ج-8، مطبوعة: دار المعرفة، بیروت، لبنان، 1379ه، ص: 720
  • 16  أبو عبد الله محمد بن إسماعیل البخاري، صحیح البخاري، حدیث: 3، مطبوعة: دار السلام للنشر والتوزیع، الریاض، السعودیة، 1999م، ص: 1-2
  • 17  شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، سیر أعلام النبلاء، ج-3، مطبوعة: دار الحديث، القاهرة، مصر، 1956م، ص: 86-87
  • 18  أبو الحسن علي بن محمد الشهير بعز الدين ابن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج-3، مطبوعة: دار الفكر، بيروت، لبنان، 1989م، ص: 770
  • 19  أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر القرطبي، الإستيعاب في معرفة الأصحاب، ج-3، مطبوعة: دار الجيل، بيروت، لبنان، 1992م، ص: 1201
  • 20  أيضًا، ج-3، ص: 1202
  • 21  أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج-4، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1992م، ص: 282-283
  • 22  أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر القرطبي، الإستيعاب في معرفة الأصحاب، ج-3، مطبوعة: دار الجيل، بيروت، لبنان، 1992م، ص: 1202
  • 23  أبو الحسن علي بن محمد الشهير بعز الدين ابن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج-3، مطبوعة: دار الفكر، بيروت، لبنان، 1989م، ص: 770
  • 24  أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري، المعارف، مطبوعة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر، 1992م، ص: 299
  • 25  أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج-4، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1992م، ص: 289
  • 26  أيضًا، ج-4، ص: 283
  • 27  أحمد بن يحيى البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، ج-10، مطبوعة: دار الفكر، بيروت، لبنان، 1996م، ص: 203
  • 28  أبو جعفر محمد بن حبيب الهاشمي البغدادي، المحبر، مطبوعة: دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند، 1942م، ص: 237
  • 29  أبو الوليد هشام بن أحمد الوقشي الأندلسي، التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه، ج-2، مطبوعة: مكتبة العبيكان، الرياض، السعودية، 2001م، ص: 314
  • 30  أبو الحسن مقاتل بن سليمان الأزدي، تفسير مقاتل بن سليمان، ج-2، مطبوعة: دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1423ه، ص: 438
  • 31  أبو الوليد هشام بن أحمد الوقشي الأندلسي، التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه، ج-2، مطبوعة: مكتبة العبيكان، الرياض، السعودية، 2001م، ص: 314
  • 32  أحمد بن يحيى البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، ج-1، مطبوعة: دار الفكر، بيروت، لبنان، 1996م، ص: 203
  • 33  أبو الحسن علي محمد الشهير بعز الدين ابن الأثير الجزري، الكامل في التاريخ، ج-1، مطبوعة: دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، 1997م، ص: 670
  • 34  أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري، المعارف، مطبوعة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر، 1992م، ص: 576
  • 35  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، السيرة النبوية، ج-1، مطبوعة: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، القاهرة، مصر، 1955م، ص: 358
  • 36  أيضًا، ج-1، ص: 644
  • 37  أبو عبد الله محمد بن یوسف الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سیرة خیر العباد، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1993م، ص: 268-269
  • 38  أيضًا، ج-1، ص: 270
  • 39  أيضًا، ج-1، ص: 271
  • 40  أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهيلي، الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، ج-1، مطبوعة: دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 2000م، ص: 25
  • 41  أبو العباس أحمد بن محمد القسطلاني، المواهب اللدنیة بالمنح المحمدیه، ج-1، مطبوعة: المكتبة التوفيقية، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 59
  • 42  أبو عبد اللّٰه محمد بن یوسف الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سیرة خیر العباد، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1993م، ص: 267
  • 43  أبو العباس أحمد بن محمد القسطلاني، المواهب اللدنیة بالمنح المحمدیه، ج-1، مطبوعة: المكتبة التوفيقية، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 60
  • 44  أبو الحسن علي الندوي، السيرة النبوية، مطبوعة: دار ابن كثير، دمشق، سوریا، 1425ه، ص: 121
  • 45  محمد بن إسحاق المطلبي، كتاب السير والمغازي المعروف بالسيرة النبوية لابن إسحاق، مطبوعة: دار الفكر، بيروت، لبنان، 1978م، ص: 23-24
  • 46  أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مکتبة ابن تیمیة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 249-250
  • 47  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، السيرة النبوية، ج-1، مطبوعة: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، مصر، 1955م، ص: 130
  • 48  أبو عبد اللّٰه محمد بن سعد البغدادي، الطبقات الكبری، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1990م، ص: 60

Powered by Netsol Online