Encyclopedia of Muhammad
مولود: 543 ميلاد الموت: 569 ميلاد والد: العبد بن سفیان والدة: وردة بنت عبدالمسيح قبيلة: بکر بن وائل

Languages

اردو

طرفة بن العبد

طرفة بن العبد كان شخصية عبقرية فذة من الطبقة الأولى، أشعر الشعراء بعد امرئ القيس، أحد أصحاب المعلقات، أجود الشعراء قصيدة، وقال الشعر صغيرًا، 1 كما كان في حسب كريم وعدد كثير، وكان شاعرًا جريئًا على الشعر، 2 وأشعاره قلة قليلة بسبب أنه توفي في عنفوان شبابه دون أن يطول عمره، ومن ثم ذكره الإمام السيوطي في الشعراء المقلين الذين كانوا مشاهير، قليل شعرهم في أيدي الناس .3

مولده وأسرته

هو طرفة بن العبد بن سفيان، كان أبوه من بكر بن وائل، قبيلة شهيرة من العرب، يقول الزوزني في مولده وأسرته ولد ‌طرفة ‌بن ‌العبد حوالي عام 543م، لأب بكري وأم غير بكرية. 4 أبوه كان بكريًا أي من قبيلة بكر بن وائل، أما أمه فكانت غير بكرية، إنما كانت هي من بني ضبيعة، أخت الشاعر المعروف "المتلمس"، يذكر الدكتور جواد علي موضحًا عن أقربائه وعشيرته طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك من قيس بن ثعلبة وهو ابن أخي المرقش الصغير، وكان من المقربين إلى عمرو بن هند ملك الحيرة، ومن المنادمين لأخيه أبي قابوس وهو ابن أخت جرير بن عبد المسيح المعروف بـالمتلمس. 5 وقد قال الشعر وهو صغير السن.

فنرى في هذا المساق كأن أسرته قاطبةً كوكبة من الشعراء، فإن أباه وجده، وعميه المرقش الأكبر والأصغر كلهم كانوا شعراء، وينقل طرفة أشعارًا لأعمامه وأخواله كما ذكره الدكتور شوقي ضيف طرفة يروي للمرقش الأصغر عمه ويأخذ عنه، ويروي هذا عن عمه المرقش الأكبر ويحتذي على شعره، وأيضًا فإن طرفة كان يروي عن خاله المتلمّس الذي ربي في أخواله من بني يشكر . 6 وهو كان من أشهر وأجود الشعراء في العهد الجاهلي، يقول ابن قتيبة عن نسبه هو جرير بن عبد المسيح، من بنى ضبيعة، وأخواله بنو يشكر، وكان ينادم عمرو بن هند ملك الحيرة، وهو الذى كان كتب له إلى عامل البحرين مع طرفة بقتله. 7 وهذا أيضًا يدل على أن طرفة ولد ونشأ وترعرع في أسرة أدبية، أسرة الشعراء والأدباء، فنظم الشعر في صغره.

اسمه ولقبه

اسمه كان عمرو، ولقبه طرفة، يقول مهدي محمد ناصر الدين في مقدمة تحقيقه على "ديوان طرفة بن العبد" طرفة بالتحريك في الأصل، واحدة الطرفاء وهو الإثل، وبها لقب طرفة، واسمه عمرو، ولد في البحرين في بيت عريق الأصل والمحتد فقد والده في سن مبكرة فنشأ يتيم الوالد ينفق بغير حساب فضيّق عليه أعمامه ورفضوا أن يعطوه حقه، وجاروا على أمّه، فظلموها حقها. 8 والمراد بـ"البيت المحتد" أنه أهل هذا البيت كانوا يغمضون ويتنحون عنه؛ وذلك فإن أباه توفي وكان طرفة صغيرًا، فرباه أعمامه تربيةً ناقصةً غير موفية حقه، ويذكر ابن منظور الإفريقي معنى كلمة طرفة نقلًا عن ابن سيدة أنه قال والطرفة شجرة وهي الطرف، والطرفاء جماعة ‌الطرفة شجر، وبها سمي طرفة بن العبد . 9

أما تلقيبه بـ"طرفة" فيقول أبو عبد اللّٰه الزوزني في هذا المساق طرفة لقب غلب عليه ببيت قاله وهو

  لا تعجلا بالبكاء اليوم مطرفا... ولا أميريكما بالدار إذ وقفا. 10

فلقب بـ"طرفة" مأخوذًا من "مطرفا" في هذا البيت، وغلب عليه حتى اشتهر بلقبه وتُرك اسمه الحقيقي، وقُتل وهو ابن عشرين سنة، فيقال له "ابن العشرين" ، 11 وقيل إن كنيته أبو عمرو. 12

نسبه

طرفة بن العبد كان من بني قيس، بطن من بكر بن وائل، يقول ابن قتيبة في نسبه هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك ابن عباد بن صعصعة بن قيس بن ثعلبة. 13 وزاد فيه عبد القادر البغدادي، مع تغيير في ابن عباد حيث ذكر هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل .14 وأوصله الزوزني إلى عدنان حيث ذكر بعد بكر بن وائل: بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، كان في حسب كریم .15

فاتضح من هذا النسب أن طرفة بن العبد كان من العرب العدنانين، وفيهم من بكر بن وائل، وفيهم من بطنهم بني قيس، فكان في حسب كريم، ونسب جليل، كما أشار إليه الزوزني بعد ما ذكر نسبه.

أبواه مع قبيلته

كان أبوه من بكر بن وائل، وأمه من بني ضبيعة، واسمها "وردة"، كما ذكره ابن قتيبة أمّه وردة من رهط أبيه، وفيها يقول لأخواله وقد ظلموها حقّها. 16 ذكر ابن قتيبة في نسب طرفة أن وردة كانت من قبيلة أبيه، وذاك خطأ؛ فإن أكثر المؤرخين ذهبوا إلى أنها كانت غير بكرية، وهي أخت الشاعر المعروف بالمتلمس، كما إشار إليه شوقي ضيف إن طرفة كان يروى عن خاله المتلمس الذى ربي في أخواله من بني يشكر، 17 فلم تكن أمه من بني ضبيعة بن قيس، ويحتمل أن كان أبوه تزوج باثنتين، أحدهما بكرية كما ذكره الزوزني إن العبد كان متزوجًا من امرأة أخرى بكرية هي أم معبد، غير وردة أم طرفة. 18

فيحتمل أن ابن قتيبة أخطأ فهمه بذلك؛ لكن الحقيقة أن وردة كانت من ضبيعة بن ربيعة، ولم تكن من قبيلة العبد، أما زوجة أبيها الأخرى فكانت بكرية ملقبة بأم معبد وهو ابنها الحقيقي، وأخو طرفة من أمه البكرية.

لمحات من جوانب حياته

توفي أبوه وهو كان صغيرًا، وأمها كانت زوجة ثانية لأبيه، وهي تحتضنه تربيه، فابتليا بعد موت أبيه مباشرةً بأنواع الآلام وأصيبا بمصاعب وشدائد حتى اضطرت أمه إلى مخالفة الأعراف والتقاليد فغادرت بيت زوجها، وذهبت به إلى أخواله، وحرمت هي وابنه من التركة التي تركها العبد حيث أستولى عليها إخوته، فيقول ناصر الدين في هذا المساق فقد والده في سن مبكرة فنشأ يتيم الوالد ينفق بغير حساب، فضيّق عليه أعمامه ورفضوا أن يعطوه حقه، وجاروا على أمّه، فظلموها حقها. 19 ويشير طرفة إلى ذلك في أبيات نقلها ابن قتيبة في الشعر والشعراء فقال: وكان أبو طرفة مات وطرفة صغير، فأبى أعمامه أن يقسموا ماله، فقال

  ما تنظرون بمال وردة  فيكم     صغر البنون ورهط وردة غيب
قد يبعث الأمر العظيم صغيره     حتى  تظل  له  الدماء تصبب
والظلم  فرق بين حيى وائل     بكر  تساقيها   المنايا   تغلب
والصدق يألفه الكريم المرتجي     والكذب يألفه الدني الأخيب 20

أشار طرفة في هذه الأبيات إلى حرب البسوس مع ذكر أن أعمامه أساءوا إلى أمه، وظلموها حقا، وجاروا عليها وحرموها من ميراث زوجها، أما طرفة فرد عليه حقه من تركة أبيه بعد أن كبر، لكنه أتلف جميع ما لديه من المال في شرب الخمر وإنفاقه على الأصدقاء كما ذكره الزوزني بقوله: من المعروف أن طرفة أنفق ماله الموروث إنفاق غِرّ جاهل، مقبل على الحياة مستنفد متع اليوم، هاربًا من التفكير بغد لا يضمن فيه لنفسه شيئًا، وظل كذلك ينفق عن سعة والأصدقاء يتحلقون حوله، إلى أن افتقر ونفد ماله، تلفت حواليه فوجد الأصدقاء يبتعدون، والرفاق يتخلون، والأهل الذين كانوا يلومون وينصحون باتوا ناقمين متجنبين، لقد غدا وحيدًا وحيدًا، فتألم وندت عنه صيحة أسى "أفردت إفراد البعير المعبد"، وكانت التجربة قاسيةً، تركت أثرًا عميقًا في نفسه، وتجلت في شعره. 21

ولما كان في حسب كريم ونسب شريف ومن أسرة عالية فما كان يخاف من اجتراء على هجاء أحد وذمه في أشعاره، كما يشير إليه النص التالي: وكان في حسب من قومه، جريئًا على هجائهم وهجاء غيرهم، وكانت أخته عند عبد عمرو بن بشر بن مرثد، وكان عبد عمرو سيد أهل زمانه، فشكت أخت طرفة شيئًا من أمر زوجها إليه، فقال

  ولا عيب فيه غير أن له غنى     وأن له كشحا  إذا قام أهضما
وأن نساء الحي يعكفن حوله     يقلن عسيب من سرارة ملهما 22

فأنشد هذه الأبيات في زوج أخته ساخرًا منه ومن سمانة جسمه، وتدل على أنه قد نزلت به الشدائد والنوازل ما أتت بها صروف الدهر، فكانت عنده فصار ذو تجربة حياتية عميقة، يتحدث عنها الزوزني لم يكن طرفة مجرد شاب غرير، قال الشعر وهو يافع، وظل يقوله حتى عُلق على خشب الصلب، ويد المنية تلتف حول عنقه، كذلك لم يكن طرفة مجرد شاعر قتله الشعر في ريعان صباه وهو ابن العشرين ربيعًا، إنما كان طرفة نموذجًا فريدًا لتجربة حياتية عميقة، غنية... لقد اشتهر طرفة بمعلقته التي عدت ثاني معلقات الجاهلية أهمية، وعرف طرفة بالصورة التي أعطاها عن نفسه في هذه المعلقة صورة المظلوم يعتب على ظالميه من أهله ويتألم من جفوتهم، في حين لا يريد لهم إلا الخير، ويقدم لهم شعره وسيفه يذودان عنهم ويطعنان في أعدائهم، وصورة الشاب المقبل على الحياة يعب منها وكأنه مع العمر في سباق، أو كأنه استشعر قصر العمر فأحب أن يستغل كل دقيقة منه في استنفاد المتع؛ لكن هذه الصورة تمثل جانبًا واحدًا من شخصية طرفة. 23

وهذا يعني أن طرفة بن العبد بعد وفاة أبيه واجهته المصاعب والمتاعب الشاقة من افتقاره المحرج، واقتصاده المحوج، والظلم والعدوان عليه وعلى أمه من أعمامه ثم أخواله، مع كل ذلك قد أخذ حظًا وافرًا من الشعر، فأصبح بفنه الشعري قرين الملوك والأمراء كما ذكر عنه ابن قتيبة كان ينادم عمرو بن هند، فأشرفت ذات يوم أخته، فرأى طرفة ظلّها في الجام الذي في يده، فقال

  ألا    يابابي    الظّبي     الّذي يبرق شنفاه
ولولا الملك القاعد     قد     ألثمني    فاه

فحقد ذلك عليه 24 فعلم من هذا التفصيل أن طرفة كان رجلًا شابًا جلدًا صلبًا بالغًا إلى أوج الكمال في عنفوان شبابه مع مواجهته المصائب والمشاكل التي حلت به من أعمامه، كما ذُكر في المفصل: مات أبوه وهو صغير، وأكل أعمامه ماله، وأبوا تقسيمه، فهجاهم، واشتهر بمعلقته التي عاتب فيها ابن عمه "مالكا"؛ لأنه لم يعن أخاه "معبدا" في جمع شتات إبله .25

ذكر الدكتور جواد علي على أنه عاتب ابن عمه مالك، وقد أصاب فيه إلا أنه أخطأ في أنه سببه، وهو أنه لم يعن أخاه معبدا، بل الحقيقة أن طرفة استعانه لنفسه لا لأخيه، كما ذهب إليه بعض المحققين أنه عاد طرفة إلى أهله لا يلوي على شيء ولا يملك شروى نقير فحمله أخوه معبد بن العبد على رعاية إبله فأهملها فأنبه أخوه وقال له تُرى إن أخذت تردها بشعرك هذا؟ فقال طرفة لا أخرج حتى تعلم أن شعري يردّها، فلجأ طرفة إلى ابن عمه مالك ليعينه على استرجاعها من آخذيها، وكانوا قوماً من مُضر فانتهره مالك بعنف فتألم الشاعر ونظم معلقته واصفًا حالته وجور أهله عليه. 26

معبد كان أخا طرفة لأبيه لا شقيقه إلا أنه لم يتعاطف معه ولا واساه نظرًا إلى علاقة الأخوة بينهما، بل أذله واستصغر أشعاره وحقرها، وذلك فإن أم طرفة كانت غير بكرية، أما أم معبد فكانت بكريةً وأبوهما أيضًا كان بكريًا، فكان معبد من كلا الجانبين بكريًا خلاف طرفة، فأضاف نسبه البكري الخالص إلى تفوقه على طرفة، وهذا التمييز النسبي أجبره على أن يرعى الإبل لأخيه، وذكر تفصيل ما بينهما من التمييز ابن قتيبة الزوني: فإن تمييزًا في المعاملة، لا شك واقع بين طرفة وأخيه: فهذا بالنسبة إلى البكريين هو أصيل الجذرين، وبصفته الولد البكر يستقطب العناية ويكون له نوع من السلطة على الأخ الصغير، والواقع أن طرفة حين احتاج إلى مساعدة معبد أخيه لم يبادر هذا إلى تقديم مساعدة عفوية، بل عرض عليه عملًا عنده وهو عمل غير ذي شأن ولا بمستوى طموح الشاعر، بل إنه أقرب إلى عمل السوقة والخدم والخاملين، نقصد به رعي الإبل، وحين أحس معبد من أخيه تقصيرًا في رعاية إبله، وانشغالًا عنها بالركض خلف القوافي الشاردة، قرعه وأنبه وهدده بأنه لن يتهاون معه إذا فقدت الإبل، وأن الشعر لن تكون له أدنى شفاعة عنده، وحين فقدت الإبل، لم يتهاون معبد مع الشاعر، بل حقق فعلًا تهديده وتطلب إعادة إبله بأية وسيلة، لم يرق ولم يسامح كما يفعل الأخ، ولم يقدم قط مساعدة بل بقي متفرجًا مع المتفرجين منتظرًا شأن الأغراب البعداء، ووجد طرفة نفسه يدق الأبواب ويسعى إلى باب كل جواد كريم من عائلته طلبًا لعون، ولا عون، ليس إلا اللوم والتقريع والتهرب، ويجد طرفة نفسه مرةً أخرى فريسةً للأسى والتخلي، ويأسف على أنه لم يكن من ذوي اليسار ولا من السادة الكثيري الخير، الكثيري الولد، ويتمنى لو أنه كان قيس بن خالد أو عمرو بن مرثد، ويسمع السيدان الكريمان بالأمنية، فيعدانها مدحًا يتوجب عليهما إثابته فيثيبان هكذا". 27

فموقف معبد المتصلب مع أخيه طرفة بسبب أن كانت أمه بكرية وأم طرفة غير بكرية، فبهذا التباين النسبي تميز كل منهما عن الآخر، أحدهما يتقدم ويتفوق والآخر يتخلف ويتنزل، فأصبح طرفة عرضةً للجفاء والغرابة والنكارة من الأقرباء والأعزاء، وضاق قلبه؛ لكنه لما مدح قيسًا وعمرًا في أبياته فأحسنا إليه وأنعما عليه بعطايا وهدايا رد منها ما كانت عليه لأخيه من الآبال كما ذكر في كتب التاريخ: وذكر فيها سيدين من أقربائه فمدحهما بكثرة المال والولد وقال

  فلو شاء ربي كنت قيس بن خالدٍ     ولو شاء ربّي كنت عمرو بن مرثدِ
فأصبحت  ذا مالٍ  كثيرٍ  وزارني     بنون   كرامٌ،    سادة    لمسوّدِ

فدعاه أحدهما عمرو وكان له سبعة أولادٍ فأمرهم فدفع كل واحدٍ إلى طرفة عشرة من الإبل ثم أمر ثلاثة من أبناء بنيه فدفعوا له مثل ذلك فردّ إبل أخيه وقد ردّها بشعره كما قال، وأقام ينفق من الباقي حتى نفد. 28

يتضح من النص السابق أن طرفة كبر غير مبال مستمتعًا بما لديه منفقًا له في أمور تافهة ومبذرًا لها في مصارف خاسرة؛ لكنه حظي بفن الشعر الذي يجلب له ما يسد به حوائجه، وهذا ما يظهر في نص أتى به الزوزني حيث قال: ابتسم الحظ لطرفة إذ وجد من يقبض عملة الشعر ويقايضها بالإبل، فخامره الزهو بموهبته الشعرية إذ غدت رأسمالا مؤكد الربح رد الإبل لمعبد، وبقي له منها ما يغذي مرحلة جديدة من اللهو والإنفاق والتبذير إلى أن يفتقر. 29

وهذا يدل على أنه تأثر بأيام صباه حينما فقد والده في سن مبكرة فنشأ يتيم الوالد ينفق بغير حساب30، فأصبح شابًا سارح الفكر دون أن يهتم بشيء، وغرق في الترف والطرب، وأكب على الإنفاق والإهلاك، وإن كان له يد طولى في فن الشعر العربي.

بداية شعره

لا شك أن طرفة قال شعرًا في صغره، ولبدئه الشعر حكاية غريبة تنص على أنه قد تأهل في الفن الشعري بأهليات أخذها من أسرته التي تجيد الشعر بتمامها، وهي كما نقلها الزوزني يقال إن أوّل شعر قاله طرفة أنه خرج مع عمّه في سفر، فنصب فخًّا، فلمّا أراد الرحيل قال

  يالك      من      قبّرة      بمعمر         خلا لك الجوّ فبيضي واصفري
ونقّري   ما  شئت  أن  تنقّري         قد رفع الفخّ  فماذا  تحذري
لا بدّ يوما أن تصادى فاصبري 31

وضح هذه الأبيات أنه ارتجل بالشعر إبان اصطياده الطيور في زمان صباه، وأنه بلغ أوج الكمال في فن الشعر منذ نعومة أظفاره، وأنه روث الملكة الشعرية من الشعراء الذين كانوا في أسرته.

مكانته في الشعر

إن طرفة كان شاعرا لبيبًا متفوقًا، له منزلة منشودة ومكانة مرموقة اعترف بها المتقدمون والمتأخرون، فعده عبد القادر البغدادي أكبر الشعراء بعد امرئ القيس كما ذكره في كتابه أنه قال وهو أشعر الشعراء بعد امرئ القيس ومرتبته ثاني مرتبة، ولهذا ثني بمعلقته، وقال الشعر صغيرًا، قال ابن قتيبة: هو أجود الشعراء قصيدة، وله بعد المعلقة شعر حسن، وليس عند الرواة من شعره وشعر عبيد إلا القليل .32

وأورد ابن قتيبة الدينوري حكايةً تدل على رتبته الرفيعة وهي كما تلي قال أبو عبيدة مرّ لبيد بمجلس لنهد بالكوفة، وهو يتوكّأ على عصا، فلمّا جاوز أمروا فتى منهم أن يلحقه فيسأله من أشعر العرب؟ ففعل، فقال له لبيد: الملك الضلّيل، يعني أمرأ القيس، فرجع فأخبرهم، قالوا: ألّا سألته ثم من؟ فرجع فسأله، فقال ابن العشرين، يعني طرفة، فلما رجع قالوا: ليتك كنت سألته: ثم من؟ فرجع فسأله، فقال: صاحب المحجن، يعني نفسه، قال أبو عبيدة: طرفة أجودهم واحدة، ولا يلحق بالبحور، يعني امرأ القيس وزهيرًا والنابغة؛ ولكنّه يوضع مع أصحابه، الحارث بن حلّزة وعمرو ابن كلثوم وسويد بن أبى كاهل .33

وقد أوضح مزاياه الدكتور شوقي ضيف بقوله: أما طرفة فيقول ابن سلّام إنه أشعر الناس واحدة وهي قوله

  لخولة أطلال ببرقة ثهمد    وقفت بها أبكي وأبكي إلى الغد

وفيها أبدع في وصف ناقته إذ لم يترك فيها صغيرة ولا كبيرة إلا رسمها، وكأنه يريد أن ينحت لها تمثالًا لا يغادر ذاكرة الجاهليين، والتصوير والحكمة جميعا يتداخلان في شعره، وهو من هذه الناحية يشبه النابغة وزهيرًا، على أنهما يتقدمانه ويفضلانه، وأيضًا فإنه مقل والأسطورة تجري في أخباره. 34

علم مما ذكرنا من الأقوال والأنقال أنه كان أشعر الناس بعد امرئ القيس حتى اعترف به لبيد الشاعر المعروف أيضًا، والمؤكد أنه إن لم يكن معدودًا من الطبقة الأولى فليس بأقل شأن ومقام من أصحاب المعلقات الآخرين.

قصيدته المعلقة

قد ذاعت صيته وانتشرت بين العباد والبلاد في شعره الخلاب الجذّاب وفطانته الذكية القوية، وقد ساهمت في سمعته السائرة معلقته التي أنشدها وهجا فيها ابن عمه، بما أنه لجأ إلى ابن عمه مالك ليعينه على استرجاعها (الإبل) من آخذيها، وكانوا قومًا من مضر، فانتهره مالك بعنف فتألم الشاعر ونظم معلقته واصفًا حالته وجور أهله عليه وذكر فيها سيدين من أقربائه فمدحهما بكثرة المال والولد35، كما ذكر فيها حسن عشيقته بأسلوب معجب جذّاب، وطليعتها

  لخولة أطلال ببرقة ثهمد ... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
وقوفا بها صحبي على مطيهم ... يقولون لا تهلك أسى وتجلد
كأن حدوج المالكية غدوة ... خلايا سفين بالنواصف من دد
عدولية أو من سفين ابن يامن ... يجور به الملاح طورا ويهتدي36
وقوفا بها صحبي علي مطيهم يقولون: لا تهلك أسى وتجلد
لخولة أطلال ببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
كأن حدوج المالكية غدوة خلايا سفين بالنواصف من دد
عدولية أو من سفين ابن يامن يجور بها الملاح طورا ويه

ثم هجا ابن عمه على ما عاتبه فيقول

  فما لي أراني وابن عمي مالكا متى أدن منه ينأ عني ويبعد
يلوم وما أدري علام يلومني كما لامني في الحي قرط بن معبد
وأيأسني من كل خير طلبته كأنا وضعناه إلى رمس ملحد
على غير ذنب قلته، غير أنني نشدت فلم أغفل حمولة معبد
وقربت بالقربى، وجدك إنني متى يك أمر للنكيثة أشهد
وإن أدع للجلى أكن من حماتها وإن يأتك الأعداء بالجهد أجهد
وإن يقذفوا بالقذع عرضك أسقهم بكأس حياض الموت قبل التهدد
بلا حدث أحدثته، وكمحدث هجائي وقذفي بالشكاة ومطْردي
فلو كان مولاي امرءا هو غيره لفرج كربي أو لأنظرني غدي 37

فهذه هي المعلقة التي عبر فيها عن أصعب الأوضاع وأمرها التي مرت به في حياته كما نبه فيها على ما ظلمه واضطهده أعمامه وأخواله، وذلك دليل على أنه قد تحمل المصائب والمصاعب التي أفضته إلى أن أصبح غويًا جرئيًا.

بلاغته وفصاحته

كما كان له قدم راسخ في الشعر العربي، قد فاق أترابه وأمثاله في البلاغة والفصاحة الكلامية، وكان في هذا المجال من الذين يشار إليهم بالبنان، وأكبر دليل على عربيته البليغة معلقته التي مر ذكرها آنفًا إلا أننا نذكر هنا- على سبيل المثال- حكايته الدالة على تمهره في الأدب العربي وتأهله في فصاحة لسانه وحسن بيانه، فرويت في القاموس المحيط قصته كما تلي أنشد المسيب بن علس بين يدي عمرو بن هند

  وقد أتلافى الهم عند احتضاره بناج عليه الصيعرية مكدم

وطرفة بن العبد حاضر، وهو غلام فقال "استنوق الجمل"، وذلك لأن الصيعرية من سمات النوق دون الفحول، فغضب المسيب، وقال ليقتلنه لسانه، فكان كما تفرس فيه، يضرب للرجل يكون في حديث، ثم يخلطه بغيره وينتقل إليه. 38

ونسب نفس هذه الحكاية محمد ناصر الدين إلى خاله الملتمس حيث رد الملتمس عليه بكل صراحة فقال

ويل لهذا الفتى من لسانه، وقد صحت مقولة المتلمس فيه فقد جنى عليه لسانه وأودى به إلى القتل. 39 وهذه الأبيات التي نظمها في ذلك العمر لها أثر بالغ وتفوق غالب على جميع أشعاره التي نظمها طيلة حياته كما قال الجاحظ بهذا الصدد وليس في الأرض أعجب من طرفة بن العبد وعبد يغوث، وذلك أنا إذا قسنا جودة أشعارهما في وقت إحاطة الموت بهما لم تكن دون سائر أشعارهما في حال الأمن والرفاهية. 40

فاتضح من هذا البسط أن تعريضه في أشعاره على الرؤساء والأمراء دليل على مهارته التامة في فنون الشعر، ومثل هذه التعاريض قد ألقته في مواقف خطرة وأوضاع حرجة حتى نشبت نائباتها أظفارها في روحه.

قتله في شبابه

وأكثر ما أسقطته في مشاكل حياته بلاغته وجرأته في الشعر حتى انتهت إلى أن نوازلها ونوائبها قتلته، فكان لما سخر من زوج أخته (عمرو بن بشر بن مرثد، وكان عبد عمرو، وهو سيد أهل زمانه يومئذ) واستهزأ بسمنه في أشعار فانتشرت حتى وصلت إلى عمرو بن هند، وذات مرة كان عمرو بن هند خرج للاصطياد مع زوج أخته عبد عمرو وحدثت وقعة قتله، فأورد ابن قتيبة حكاية قتله في "الشعر والشعراء" حيث ذكر فخرج يتصيّد ومعه عبد عمرو، فأصاب حمارًا فعقره، وقال لعبد عمرو انزل إليه، فنزل إليه فأعياه، فضحك عمرو بن هند وقال لقد أبصرك طرفة حين قال "ولا عيب" البيت! وكان عمرو بن هند شريرًا، وكان طرفة قال له قبل ذلك

  ليت لنا مكان الملك عمرو رغوثا حول قبّتنا تخور

فقال عبد عمرو أبيت اللعن الذى قال فيك أشدّ مما قال في، قالوقد بلغ من أمره هذه؟ قال نعم، فأرسل إليه، وكتب له إلى عامله بالبحرين فقتله... ويقال إنّ الذى قتله المعلّى بن حنش العبدي، والذى تولّى قتله بيده معاوية بن مرّة الأيفلي حي من طسم وجديس. 41

ولما قتل طرفة فكان ابن عشرين أو ست وعشرين سنة، فلقب بـ"ابن العشرين"، وقد نقلها الزوزني بكل بسط وتفصيل كما تلي أمر عمرو فكتب إلى رجل من عبد القيس بالبحرين وهو المعلى ليقتله، فقال له بعض جلسائه إنك إن قتلت طرفة هجاك المتلمس، رجل مسن مجرب، وكان حليف طرفة وكان من بني ضبيعة، فأرسل عمرو إلى طرفة والمتلمس فأتياه فكتب لهما إلى عامله بالبحرين ليقتلهما وأعطاهما هدية من عنده وحملهما وقال قد كتبت لكما بحباء، فأقبلا حتى نزلا الحيرة، فقال المتلمس لطرفة تعلمن والله أن ارتياح عمرو لي ولك لأمر عندي مريب، وأن انطلاقي بصحيفة لا أدري ما فيها؟ فقال طرفة إنك لتسيء الظن، وما نخاف من صحيفة إن كان فيها الذي وعدنا وإلا رجعنا فلم نترك منه شيئا؟ فأبى أن يجيبه إلى النظر فيها، ففك المتلمس ختمها ثم جاء إلى غلام من أهل الحيرة فقال له أتقرأ يا غلام؟ فقال نعم، فأعطاه الصحيفة فقرأها فقال الغلام أنت المتلمس؟ قال نعم، قال النجاء! قد أمر بقتلك فأخذ الصحيفة فقذفها في البحيرة... فقال المتلمس لطرفة تعلمن والله أن الذي في كتابك مثل الذي في كتابي، فقال طرفة لئن كان اجترأ عليك، ما كان بالذي يجترئ علي، وأبى أن يطيعه، فسار المتلمس من فوره ذلك حتى أتى الشام... وخرج طرفة حتى أتى صاحب البحرين بكتابه، فقال له صاحب البحرين إنك في حسب كريم وبيني وبين أهلك إخاء قديم وقد أمرت بقتلك فاهرب إذا خرجت من عندي فإن كتابك إن قرئ لم أجد بدًا من أن أقتلك، فأبى طرفة أن يفعله، فجعل شبان عبد القيس يدعونه ويسقونه الخمر حتى قتل. 42

وكان من عادة العرب أنهم يرثون أمواتهم ويبكون عليهم ويشقون جيوبهم، وقد أمر طرفة ابنة أخيه بذلك في شعر قاله في حياته كما نقله الزوزني وفي الشعر الجاهلي أبيات يحث فيها الشعراء أهلهم ويوصونهم بالبكاء وبالنوح عليهم إذا ماتوا فقد ذكروا أن طرفة بن العبد خاطب ابنة أخيه معبد بهذا البيت

  فإن مت فانعني بما أنا أهله وشقي علي الجيب يا ابنة معبد 43

وقد روي في كتب تاريخية أن أخته عاتبت عمرو بن هند وذكرت مثالبه، وقيل إن أخاه معبد استعوض فرسانًا دية عن دمه. ملخص الكلام في هذا المقام أن طرفة فتح عينيه وقد غرق في شتى المشاكل والشدائد، ثم نشأ وترعرع معانيًا ما يواجهه من الظلم والعدوان ولدًا مهملًا متهورًا فأصبح جرئيًا رابط الجأش، وهذه الجرأة المبالغة تسببت لقتله؛ لكنه في أيام شبابه ذاعت صيته وانتشرت سمعته التي تكتسبها عامة أهل الفن في آخر عمرهم، ويمكن أن سمعته كانت بمزاياه الشعرية التي ورثها من أسرته، على كل حال كان له قدم راسخ في فن الشعر وقد بلغ فيه إلى أوج الكمال.

 


  • 1 عبد القادر بن عمر البغدادي، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، ج-2، مطبوعة مکتبة الخانجي، القاهرة، مصر، 1997م، ص419
  • 2 أبو عبد اللّٰه حسين بن أحمد الزوزوني، شرح المعلقات السبع، مطبوعة دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 2002م، ص79
  • 3 جلال الدین عبد الرحمن بن أبي بکر السیوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، ج-2، مطبوعة دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1998م، ص 411
  • 4 أبو عبد اللّٰه حسين بن أحمد الزوزوني، شرح المعلقات السبع، مطبوعة دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 2002م، ص8
  • 5 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-18، مطبوعة دار الساقي، بیروت، لبنان،2001م، ص101-102
  • 6 الدكتور شوقي ضیف، تاریخ الأدب العربي، ج-1، مطبوعة دار المعارف، القاهرة، مصر، 1995م، ص:143
  • 7 أبو محمد عبد اللّٰه بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، الشعر والشعراء، ج-1، مطبوعة دار الحدیث، القاهرة، مصر، 1423ه، ص:177
  • 8 أبو عمرو طرفة بن العبد البکري، دیوان طرفة بن العبد (تحقيق مهدي محمد ناصر الدین)، مطبوعة دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 2002م، ص:3
  • 9 أبو الفضل محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي، لسان العرب، ج-9، مطبوعة دار صادر، بيروت، لبنان، 1414ه، ص:220
  • 10 أبو عبد اللّٰه حسین بن أحمد الزوزوني، شرح المعلقات السبع، مطبوعة دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 2002م، ص:84
  • 11 أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، الشعر والشعراء، ج-1، مطبوعة دار الحدیث، القاهرة، مصر، 1423ه، ص:185
  • 12 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-18، مطبوعة دار الساقي، بیروت، لبنان،2001م، ص:102
  • 13 أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، الشعر والشعراء، ج-1، مطبوعة دار الحدیث، القاهرة، مصر، 1423ه، ص:185
  • 14 عبد القادر بن عمر البغدادي، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، ج-2، مطبوعة مکتبة الخانجي، القاهرة، مصر، 1997م، ص:419
  • 15 أبو عبد الله حسين بن أحمد الزوزوني، شرح المعلقات السبع، مطبوعة: دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 2002م، ص:79
  • 16 أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، الشعر والشعراء،ج-1، مطبوعة دار الحدیث، القاهرة، مصر، 1423ه، ص:185
  • 17 الدكتور شوقي ضیف، تاریخ الأدب العربي، ج-1، مطبوعة دار المعارف، القاهرة، مصر، 1995م، ص:143
  • 18 أبو عبد الله حسين بن أحمد الزوزوني، شرح المعلقات السبع، مطبوعة دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 2002م، ص:79
  • 19 أبوعمرو طرفة بن العبد البکري، دیوان طرفة بن العبد (تحقيق: مهدي محمد ناصر الدین)، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 2002م، ص:3
  • 20 أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، الشعر والشعراء، ج-1، مطبوعة: دار الحدیث، القاهرة، مصر، 1423ه، ص:184
  • 21 أبو عبد الله حسين بن أحمد الزوزوني، شرح المعلقات السبع، مطبوعة: دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 2002م، ص:86
  • 22 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-18، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان،2001م، ص:103
  • 23 أبو عبد الله حسين بن أحمد الزوزوني، شرح المعلقات السبع، مطبوعة: دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 2002م، ص:83-84
  • 24 أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، الشعر والشعراء، ج-1، مطبوعة: دار الحدیث، القاهرة، مصر، 1423ه، ص:185-186
  • 25 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-18، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان،2001م، ص:102
  • 26 أبوعمرو طرفة بن العبد البکري، دیوان طرفة بن العبد (تحقيق: مهدي محمد ناصر الدین)، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 2002م، ص:4
  • 27 أبو عبد الله حسين بن أحمد الزوزوني، شرح المعلقات السبع، مطبوعة: دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 2002م، ص:86-87
  • 28 أبوعمرو طرفة بن العبد البکري، دیوان طرفة بن العبد (تحقيق: مهدي محمد ناصر الدین)، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 2002م، ص:4-5
  • 29 أبو عبد الله حسين بن أحمد الزوزوني، شرح المعلقات السبع، مطبوعة دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 2002م، ص:87
  • 30 أبو عمرو طرفة بن العبد البکري، دیوان طرفة بن العبد (تحقيق: مهدي محمد ناصر الدین)، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 2002م، ص:3
  • 31 أبو عبد الله حسين بن أحمد الزوزوني، شرح المعلقات السبع، مطبوعة: دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 2002م، ص:184-185/ أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، الشعر والشعراء، ج-1، مطبوعة: دار الحدیث، القاهرة، مصر، 1423ه، ص:184-185
  • 32 عبد القادر بن عمر البغدادي، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، ج-2، مطبوعة: مکتبة الخانجي، القاهرة، مصر، 1997م، ص:419
  • 33 أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، الشعر والشعراء، ج-1، مطبوعة: دار الحدیث، القاهرة، مصر، 1423ه، ص:186-187
  • 34 الدكتور شوقي ضیف، تاریخ الأدب العربي، ج-1، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، 1995م، ص:
  • 35 أبو عمرو طرفة بن العبد البکري، دیوان طرفة بن العبد (تحقيق مهدي محمد ناصر الدین)، مطبوعة دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 2002م، ص:4-5
  • 36 أبو عبد الله حسين بن أحمد الزوزوني، شرح المعلقات السبع، مطبوعة دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 2002م، ص:89 -90
  • 37 أبو عمرو طرفة بن العبد البکري، دیوان طرفة بن العبد (تحقيق: مهدي محمد ناصر الدین)، مطبوعة دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان،2002م،ص:26-27
  • 38 أبو طاهر محمد بن یعقوب الفیروزآبادی، القاموس المحیط، مطبوعة مؤسسةالرسالة للنشر والتوزیع، بیروت، لبنان، 2005م، ص:927
  • 39 أبو عمرو طرفة بن العبد البکري، دیوان طرفة بن العبد (تحقيق: مهدي محمد ناصر الدین)، مطبوعة دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 2002م، ص:5
  • 40 أبو عثمان عمرو بن بحر اللیثي الشهیر بالجاحظ، البیان والتبیین، ج-2، مطبوعة دار ومکتبة الهلال، بیروت، لبنان، 1423ه، ص:184
  • 41 أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، الشعر والشعراء، ج-1،مطبوعة: دار الحدیث، القاهرة، مصر، 1423ه، ص:183
  • 42 أبو عبد الله حسين بن أحمد الزوزوني، شرح المعلقات السبع، مطبوعة دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 2002م، ص:79-80
  • 43 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام،ج-9، مطبوعة دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:153