Encyclopedia of Muhammad

موقع الجزيرة العربية

الخطة العربية هي منطقة برزت على وجه الأرض واشتهرت بين العالم بالصوت القرآني والصيت النبوي - على صاحبه ألف تحيات وتسليمات-، وهي تشكل من حيث التركيب الجيولوجي شبه جزيرة تشتمل على الصحاري الشاسعة والسهول الرملية الواسعة، بعض نواحيها مجدبة خالية عن الماء والكلأ، وبعضها محتوية على واحات مخضرة مزدهرة كما تشتمل بعضها على الجبال الراسيات العالية والسهول الساحلية الدافئة، تمتد سلاسل جبلية مترامية الأطراف غربًا وجنوبًا، تعتبر هذه المنطقة على بسيط الأرض من أشد المناطق الحارة التي ترتفع درجة حرارتها في الأنهار وتنخفض في الليالي، وقد تهب فيها عواصف رملية شديدة عاتية تكاد تحف على فئات بشرية برمال متراكمة فتقضي عليها وتفنيها للأبد، وقد هلكت في رمالها وتلالها وجبالها عديد من الحضارات البشرية القديمة المزدهرة المتطورة في زمانها، فما أدرك منها التاريخ أثرة ولا سمع منها همسة، كما بادت فيها العرب البائدة من عاد وثمود وطسم وجديس وصارت طعمةً للهلاك وعبرةً للآخرين، وتستبعد فيها المياه تارة وأخرى تنعدم وسائل الحياة؛ لكن تنبئ الآثار الجيولوجية والأدلة الأثرية أن هذه المنطقة كانت فيها كثير من الجداول والينابيع والأنهار قبل عشرات القرون من يومنا هذا، وكانت سببًا في نبت الأشجار وتوريقها، وخضرة الواحات وتنميتها، ولم تبق هذه الخضرة والنضرة في الأيام الحاضرة إلا في البقعة الجنوبية (اليمن وسلطة عمان)، ويبدو أن الجزيرة العربية حاليةً كأنها تفصل بين القارة الأفريقية وآسيا، وتتميز بهوية مستقلة، والصحيح أنها المغرب الجنوبي لقارة آسيا حتمًا.

موقعها

تعد "الجزيرة العربية" أكبر شبه الجزيرة على وجه الأرض، تساوي مساحتها ثلث إجمالي مساحة أوروبا بشكل عام، 1 ويسميها سكانها الأصليون بـ"جزيرة العرب"، وفي الواقع أنها تكوين جيولوجي أساسي في جنوب غرب آسيا، وهي في عصر الجوراسك القديم (قبل 199. 6 مليون سنة إلى 145. 5 مليون سنة) فصلها البحر الهندي العميق وضفة الخليج الفارسي من أرض الهند وأرض فارس، حتى تشكلت شبه جزيرة مستقلة، وما زال التكوين الجبلي القديم يتسع على ضفة ساحلية لعمان، 2 وتقع شبه الجزيرة العربية في الخريطة العالمية الحديثة على خط العرض من اثنتي عشرة (12) إلى اثنتين وثلاثين (32) درجةً في الشمال وعلى خط الطول من خمس وثلاثين (35) إلى ستين (60) درجةً في الشرق، وتعتبر هذه الجزيرة جزءًا من الضفة الصحراوية الطويلة التي تمتد أطرافها من المحيط الأطلسي إلى ضفة صحراء إفريقية في الشرق الشمالي، ومن ناحية أخرى تمتد إلى صحراء "تهر" في الجنوب الغربي من الهند، 3وقد تكونت من صخور مبلورة متشابهة بعضها ببعض خلال تكوين السلسلة الجبلية العظيمة في جبال ألب، فقد تكونت كلتا السلسلتين من الجبال والصخور في آن واحد. 4

المنطقة العربية محاطة بالمياه من أطرافها الثلاثة التي تشكل شبه الجزيرة، يقع في جانبها الغربي البحر الأحمر، وفي شرقها حدود خليج الفارس، ويحدها جنوبا بحر العرب، وفي الحقيقة إنها خطة مهمة من قارة آسيا في الجنوب الغربي، ويمتد جانبها الغربي إلى صحراء سينا ومصر حتى تحده أفريقيا، 5 وتشكل شكلا مستطيلا مبعثرا على الخارطة الأرضية.

وأما في الجانب الشمالي فتتصل حدودها بأرض فلسطين المقدسة وصحراء السورية مع اختلاطها بثغور العراق، وتقع بلاد الرافدين- وهي ما بين النهرين الدجلة والفرات- وسائر بلاد الخليج الفارسي في جانبها الشرقي، كما يقع في جنوبها خليج عدن والمحيط الهندي، 6 فيحدها غربًا البحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء، وشرقًا الخليج العربي وجزء كبير من بلاد العراق الجنوبية، وجنوبًا بحر العرب الذي هو امتداد لبحر الهند. 7

وعندما بُعث الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم كانت الإمبراطورية الرومانية تحيط بها شمالًا وغربًا، بينما أقيمت الإمبراطورية الفارسية شمالًا وشرقًا، 9 وتقع مملكة الحيرة في شرقها.

تتصل حدودها بصحراء السورية تكوينًا جغرافيًا دون أي ترسيم رسمي واضح، ويُعتقد أن هناك رسمًا وهميًا يمتدّ من خليج العقبة غربًا إلى وادي الدجلة والفرات شرقًا، وذلك يعتبر حدًا رسميًا في الجانب الشمالي للجزيرة العربية، 10 مع ذلك يعتقد بعض الناس أن الحدود الشمالية للسعودية العربية والكويت هي حدود العرب.

فالخطة العربية التي تألفت من الصحاري والبراري، والجبال والرمال، كانت ذات أهمية بالغة من حيث الحضارة والثقافة، لقربها من الحضارات العالمية الممثلة الفعالة في عهودها موقعًا وزمنًا؛ فإنها سُميت واشتهرت سابقًا بالجزيرة العربية أو البلاد العربية التي كانت ملتقى ثلاث قارات عظيمة: أوروبا وأفريقيا وآسيا، 11 وتتصل بجميعها عن طريق البر والبحر، كما أفسح جزئها الشمالي الغربي طريقًا للدخول إلى قارة أفريقيا، وتداولت على ألسنة الناس في قديم الزمان أن يسمون مكة المكرمة "سرة الأرض" أي مركزها، 12 واعتبرت المنطقة العربية مركزا للأراضي لموقع المهم ومقامها العالي في التجارة والاقتصاد، حيث يقع في شرق بلاد العرب خليج فارس وبحر عمان، وفي الجنوب بحر الهند، وفي الغرب البحر الأحمر، وفي الشمال الغربي خليج العقبة والشام وفلسطين، وفي الشمال الشرقي نهر الفرات. 13

المساحة الأرضية

تبلغ مساحة الجزيرة العربية حوالي مليون ومائتي ألف (1200000) ميل مربع، ما يقرب من ثلاثة ملايين ومئة ألف (3100000) كيلومتر مربع، ويبلغ طول قطاع البحر الأحمر حوالي ألف ومئتي (1200) ميل أي: ألف وتسع مئة (1900) كيلومتر، بينما أقصى عرضها من اليمن إلى عمان في الجنوب هو ألف وثلاث مئة (1300) ميل أي: ألفان ومئة (2100) كيلومتر، وتقع جزيرة سقوطرة في المحيط الهندي على بُعد مئتي (200) ميل من جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، ولها علاقة قوية بالجزيرة العربية جغرافياً كما أنها جزء متصل باليمن سياسياً.

وفي العصر الراهن قد انقسمت شبه الجزيرة العربية بسبب تقسيم سياسي إلى عدة دول مستقلة، ومن بين هذه الدول حوت المملكة العربية السعودية على أوسع الأراضي من الأخَر، وبعيدًا عن هذه الخلافات الحدودية والتقاسيم الأرضية فإن اليمن وعُمان والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين مدرجة في الجزيرة العربية. 14

التكوينات الجيولوجية

ظهرت الصفيحة التكتونية العربية (تكوين القوائم الأرضية) إلى حيز الوجود - وفقا لإحدى الروايات- قبل 25 مليون سنة، وجاءت بداياتها عند انفصال شمال شرق أفريقيا، الذي أدى إلى انفلاق خليج عدن والبحر الأحمر، وتعتبر الصفيحة التكتونية العربية صفيحة مصغرة وبسيطة من ألواح الغلاف الصخري لكوكب الأرض، يتكون الجزء العلوي من قشرة هذه المنطقة من قبو ما

قبل الكمبري البلوري الصلب الخالص
، وصخور رسوبية من بداية عصر الحياة، أوصخور صلبة بركانية سوداء من العصر الحجري الحديث في طوفان حقبة الحياة الحديثة، وتبلغ سماكة الطبقة الرسوبية لعصر الحياة البرية أكثر من عشر (10) كيلومترات. 15

وتظهر تقسيمات ثلاثة جيولوجية رئيسية في شبه الجزيرة العربية، ونتيجةً لذلك تنقسم المنطقة إلى الدرع العربي والألواح الأرضية والسلسلة الجبلية، وتلتقي شبه الجزيرة العربية شمالًا وشرقًا بالرواسب الرسوبية لنهر دجلة والفرات، ما تسيل الرمال والمعادن في الجبال شمالًا وشرقًا. 16

وقد تم تحديد النمط الهيكلي لشبه الجزيرة العربية من خلال تثبيت الدرع العربي في عصر ما قبل الكمبري، فكانت صخور الدرع الجيولوجي (Shield Rocks) مستقرة إلى حدٍ مّا؛ ولكنها متحركة بشكل أساسي منذ عصر ما قبل الكمبري، وتشكل جزءًا كبيرًا من شبه الجزيرة العربية، ففي الجهة الغربية، تشكل معظم مناطق نجد والحجاز المقدس ومنطقة عسير بأكملها، بينما في الجنوب الغربي يتم تشكيل الجزء العلوي من اليمن أيضًا من صَوبها، وعلى طول الساحل الجنوبي للجزيرة العربية، توجد في شكل صخور سطحية متجزئة ومتناثرة، وبعد أن اتخذت شكلًا صلبًا وتكيفت مع سطح أملس، انحدر الدرع العربي قليلًا إلى الشمال الشرقي نحو مياه حوض تيثيس، ومع استمرار الهبوط والدس تحركت المحيطات الضحلة ذات أقل عمقا إلى الأمام عبر الجزء الخارجي العميق من الصخور المبلورة، ودفنتها تحت طبقات رقيقة من الأرض المسطحة الملساء تقريبًا. 17

يغطي الدرع العربي سبع مائة ألف وسبع وسبعين ألف (770000) كيلومتر مربع، ويقدر هذا العدد بضعف مساحة اليابان وألمانيا، ويكاد يكون سطحها الخارجي العلوي مكشوفًا بالكامل في مناخ جاف بشكل غير عادي، وتشير التقديرات إلى أن خمسين في المئة (50٪) من الدرع العربي تتكون من الصخور الجوفية بينما خمسون في المئة (50٪) المتبقية تتكون من الصخور البركانية والرسوبية،كما أن سبعين في المئة (70٪) من الصخور الجوفية متكونة من صخور الجرانيت. 18

والطبقات الأساسية المستقرة المنحدرة المنخفضة تشكل الهيكلية الرئيسية الثانية للمنطقة المستقرة المعروفة باسم الجرف العربي أو اللوحة العربية، 19 ويقع منها الجرف العربي جنوبًا وغربًا وبحر تيثيس شمالًا وشرقًا، 20 و

الصخور البلورية القديمة (صخور أرشيان البلورية)
هي سلسلة كبيرة من الرفوف والرقاع والطبقات كمجموعة كبيرة تقع تحت شبه الجزيرة بأكملها، وهكذا، فإن شبه الجزيرة العربية بأكملها عبارة عن مجموعة من الصخور البلورية الجيولوجية القديمة التي تتم ملاحظتها في أجزاء كبيرة من الحجاز تمتد على طول حزام البحر الأحمر وفي الأجزاء الوسطى من شبه الجزيرة العربية، وتنتشر الأحجار الجيرية والصخور الطباشيرية في معظم أطراف شمال الجزيرة العربية، وصحراء السورية، وفلسطين، وسوريا؛ لكنها ذات طبقات تغطي صخور العصر الأثري الآرتشايني.

وعلى الجانب الشمالي، تشكل مساحة وتفسح مجالا للصخور من

العصر الجيولوجي الثالث
، تمتد إلى حدود طبقات الثغور الفارسية والتركية، قد شوهدت آثار الحمم البركانية المنبعثة من البراكين الواسعة في المنطقة الهضبة وسطوحها المرتفعة كلها، وهي منتمية إلى الفترة الجيولوجية في العصر الثالث. 21

يتجاوز سمك هذه السلسلة الرسوبية ثلاثة آلاف (3000) متر، أما جبال عمان فلا تظهر عليها آثار عمل تكوين سطح الأرض، مثل ما تظهر على هياكل العصر الجيولوجي الثالث. ويصل سمك الطبقات العليا (Upper Permian, Triassic Layers) من العصر البرمي والترياسي إلى سبعة عشر مئة (1700) متر تقريبًا، وتتواجد رواسب العصر البرمي بشكل أساسي في الخطوط المحدبة من الهيكلين" حقب ويابانا" في منطقة" وادي بيح" من إمارة رأس الخيمة، وكذلك في منطقة" مسندم" في عمان على الساحل الشرقي من شبه الجزيرة العربية. قد وجدت الأحجار والصخور من العصر الترياسي وفترة الدهر الأوسط(Triassic Period, Mesozoic Period) في المنطقة كلها، كذلك توجد أيضاً في عدة آبار بعيدة عن الساحل، 22 والأراضي المنخفضة من بلاد الرافدين -وهي ما بين النهرين الدجلة والفرات- إلى حد كبير من الطين، وتتدفق دلتا( مثلث Delta) دجلة والفرات بسرعة في اتجاه البحر. 23

تحيط الضفة المائلة من الجبال الوليدة حديثًا بالمنطقة الداخلية المستقرة التي تحتوي على منطقة ضيقة (Foreland Region) تشكلت شكلًا مبعثرًا عندما تكونت الجبال الرئيسية، ويحتوي نظام جبال الألب في جبال الهيمالايا على تلال باسقة صغيرة تتقاطع مع سلاسل مختلفة من الجرف العربي وزاغروس في إيران وجبال عمان، ويوجد خط وراثي جيانتيكي (Geanticline) مركب من صخور البليوزويك والميزوزويك في الأحياء الجنوبية الغربية من خليج عمان حيث تهيمن رواسب العصر السينوزوي المعروف بحقب الحياة الحديثة على أجزاء خلفيتها، وبدأ تكوين الجبال الأروجينكية في نهاية العصر الطباشيري (Cretaceous Period)، واستأنف في منتصف العصر الأوليغوسيني (Oligocene Period) والعصر الميوسيني (Miocene Period) وعاود ظهورها. 24 ويرتبط تركيب عمان الجيولوجي بالمنطقة الفارسية عكس اتجاه التكتونية (Tectonics) من الخليج الفارسي، 25 ومن المهم أيضًا أن توجد بعض أكبر أثقال الغاز الطبيعية في (Arabian Plate) صفيحة الألواح العربية. 26

وفي فترة قديمة من التاريخ- وفق ما قاله إيج سي آرمسترانك (C.H Armstrong)- عندما كانت أوروبا أرضًا جافةً تحت الرفوف الجليدية في العصر الجليدي، كانت منطقة الحزام العربي مغطاة بالغابات والمراعي، ترتوى بثلاثة أنهار كبيرة، ثم مع دوران الأرض حول محورها استمرت التغيرات الجغرافية في سطحها، فارتفعت الأرض في مكان وانخفضت في آخر، ونتيجة لهذا التقلب والتذبذب في سطح الأرض تغيرت الفصول والمناخ، ثم ذاب الجليد وازداد نمو الحياة في أوروبا، لكن المنطقة العربية تحولت إلى صحراء بسبب هذه التغيرات المناخية، وهدأت الأمطار وجفت الأنهار واختفت الغابات وجرف العشب بعيدًا في السهول والحقول الرملية. 27

تشير الآثار التاريخية إلى أن الصحراء العربية الشمالية كانت ذات يوم أرضًا خصبة مستوفية المياه وموطنًا لعدد كبير من السكان نحو الرحالة، كما تدل عدة آثار على أن الوديان والأنهار الجافة كانت مليئة بالمياه على مدار السنة في معظم شهورها، وقد لعبت التغيرات المناخية في العصور القديمة دورًا مهمًا في تكوين الصورة الحالية لهذه المناطق المعتدلة، حيث كانت دوافعها المهمة درجات الحرارة ووفرة المياه، بينما اليوم، يمكن للجزيرة العربية- مع استثناء بعض الواحات والمناطق الحدودية- أن تدعم طعامًا وشرابًا سكانًا رحلًا أو شبه الرحل فقط. 28

مصداق الجزيرة وشبه الجزيرة

تعرف أرض الشريط العربي باسم" شبه الجزيرة العربية (Arabian Penninsula)" و"جزيرة العرب (Island of Arabia)" أيضًا، والسبب في تسميتها" شبه الجزيرة" هو أنها قطعة أرضية تحيط به الخلجان البحرية والبحيرات من ثلاث جهات، وبما أنها محاطة بالمياه تعتبر شبه جزيرة؛ لكن مع ذلك اعتبرها بعض الجغرافيين القدماء جزيرة كاملة عوضًا عن شبه جزيرة، ومنذ العصور القديمة تعد شبه الجزيرة العربية عبارةً عن منطقة برّية يحيط بها بحر من ثلاث جهات ونهر الفرات من جهة رابعة، وهذا الاتجاه الذي كان على جانب نهر الفرات سهل ومريح للعرب في إيابهم وذهابهم وأسفارهم وتنقّلاتهم، فكانوا يرتحلون من هذه الناحية بكل سهولة، وبسبب موقعها الجغرافي تطلق عليها أيضًا الجزيرة العربية، ولما كانت المنطقة العربية محاطة بالمياه من جميع الجهات الثلاث منذ الأزمنة القديمة، فلم يطلق عليها العجم الأجانب باسم" شبه الجزيرة" فقط، بل أطلق عليها سكانها العرب أيضًا. فقد ورد في الموسوعة الفقهية ما نصه:" أرض العرب تسمى أيضًا جزيرة العرب، وقد ورد الاسمان في السنة النبوية (على صاحبها ألف الصلوات والتسليمات)، والفقهاء يستعملون كلا اللفظين: ويطلق كل منهما لغةً على الإقليم الذي يسكنه العرب، والذي هو شبه جزيرة". 29

وذكر الإمام السمهودي سببًا آخر لتسميتها بها فقال: سميت بذلك؛ لإحاطة البحار بها من أقطارها، يعني: بحر الحبشة والفرس ودجلة والفرات، قيل: هي كله بلد لم يملكه الروم ولا فارس. 30

وذكر السيد محمود شكري: إن الجزیرة في أصل اللغة: ما ارتفع عنه الماء أخذا من الجزر الذي هو ضد المد، ثم توسع فیه، فأطلق علی كل ما دار علیه الماء، ولما كان هذا القطر یحیط به بحر القلزم من جهة الغرب وبحر الهند من جهة الجنوب وبحر فارس من جهة الشرق والفرات من جهة الشمال أطلق علیه جزیرة وإن كان له اتصال بالبر وذلك علي سبیل التشبیه والمجاز. 31

فيتضح مما ذُكر أن الجزيرة العربية لما كانت محاطة بالمياه من ثلاث جهات، فقد كانت تسمى شبه الجزيرة العربية منذ قديم الزمان وسالف الأيام إلا أن بعض الباحثين أطلق عليها الجزيرة بالمعنى المجازي، وحدّها الجغرافيون العرب بطريقة جعلت حدود الجزيرة العربية تمتد في الغرب إلى بادية السورية وبعض أراضيها، أي من البلقاء إلى إيلة قرب العقبة، وفي الغرب والجنوب من البحر الأحمر ومدين وجُدّة إلى سواحل اليمن، وفي الشرق من بحر الهند وعدن وظفار إلى مهرة، وفي الشرق من بحر عمان وخليج فارس، ومهرة وعمان والبحرين إلى البصرة والكوفة، وفي الشمال إلى نهر الفرات والبلقاء. 32

المزايا الجغرافية

كانت شبه الجزيرة العربية صحراء شاسعة وفلوات واسعة، في غربها سلسلة من الجبال تمتد من الشمال إلى الجنوب ويصل ارتفاعها إلى عشرة آلاف (10000) قدم في بعض الأماكن، وفي هذه السلسلة الجبلية الجنوبية الغربية وخاصة في بعض مناطق اليمن تجاوزت نسبة هطول الأمطار السنوية عشرين (20) بوصة، وكانت الحياة بها حياة حضرية، وهي المنطقة التي طورت فيها الحضارات القديمة وخاصة في جنوبها اقتصادًا زراعيًا بشكل ملحوظ ومثير للدهشة، وعززوا أحدث الأساليب والطرق للري، وبعد أن جعلوا الزراعة قاعدة قوية لاقتصادهم انخرطوا في التجارة العالمية وتمكنوا من زيادة تأثيرهم ونفوذهم فيها، فبفضل ذلك أصبحت ثروتهم وسلطتهم يضرب بها المثل، وكذا كان نزول الأمطار في السلاسل الجبلية الواقعة في مناطق الساحل الشمالي الغربي والساحل الشرقي من خمس (5) إلى عشرة (10) بوصات على مدار السنة، وهذه المنطقةكانت مهمة أيضًا من حيث وفرة أسباب الحياة الحضرية والمعاش، أما بالنسبة لبقية شبه الجزيرة فيتعطل هطول الأمطار فيها تقريبًا، وكان اعتماد الحياة البشرية كليًا على الواحات والآبار المكونة من الصحاري والسهول، وفي جنوبها كان الربع الخالي، وفي شمالها كانت صحراء النفوذ، حيث انعدمت إمكانيات الحياة البشرية فيها أو كادت تنعدم، وكانت معظم مناطق شبه الجزيرة العربية صحارى وفلوات حيث تعتمد الحياة البدوية فيها على الأمطار الموسمية. 33

مناطقها الخصبة

كان معظم مناطق شبه الجزيرة العربية جافة قاحلة وخالية عن المياه والأشجار رغم أن بها بعض السهول الشاسعة الخصبة والوديان الجميلة الخضراء في شبه الجزيرة العربية التي كانت نموذجا مثاليا في الخصوبة والغضارة منذ آلاف سنين، وكانت الزراعة بها شائعةً، وبسبب ازدهارها كان مواطنوها فرحين مرحين، مستقرين في مدن كبيرة، وقد أقاموا أحياء ومستعمرات في مناطقهم، وقد كثرت هذه المناطق الخصبة في المناطق الساحلية حتى ضرب المثل بأخصبها غضارة وخصوبة نحو جنوب غرب اليمن. 34 أما المناطق الساحلية مثل اليمن وعمان وحضرموت وغيرها كنجد وخيبر والحجاز والطائف والمدينة المنورة فكانت من المناطق التي ازدهرت بها الزراعة. 35

أهميتها الجغرافية

الجزيرة العربية لها ‌أهمية ‌بالغة من حيث موقعها الطبيعي والجغرافي، أما باعتبار وضعها الداخلي فهي محاطة بالصحاري والرمال من كل جانب، ومن أجل هذا الوضع أصبحت حصنًا منيعًا لا يسمح للأجانب أن يحتلوها ويسلطوا عليها سيطرتهم ونفوذهم، لذلك نرى سكان الجزيرة أحرارًا في جميع الشؤون منذ أقدم العصور، مع أنهم كانوا مجاورين لإمبراطوريتين عظيمتين، ولم يكونوا يستطيعون دفع هجماتهما لولا هذا السد المنيع. 36 وقد حافظت هذه الميزة الجغرافية على أصل العرب كأفضل ممثلين من بقايا الأصول السامية، وتمتاز العرب من البداية بيولوجيًا ولغويًا ونفسيًا واجتماعيًا وأخلاقيًا، بحيث حافظت الاستمرارية المتجانسة للحياة الصحراوية على بقايا عرقهم وجيلهم الأصلي لعدة قرون. 37

أما بالنسبة إلى وضعها الخارجي فتقع بين القارات المعروفة في العالم القديم، وتلتقي بها برا وبحرا؛ فإن ناحيتها الشمالية الغربية باب للدخول في قارة إفريقية، وناحيتها الشمالية الشرقية مفتاح لقارة أوروبا، والناحية الشرقية تفتح أبواب العجم والشرق الأوسط والأدنى، وتتسع إلى الهند والصين، وكذلك تلتقي كل قارة بالجزيرة عن طريق البحر، وترسي سفنها وبواخرها على ميناء الجزيرة رأسا، ولأجل هذا الوضع الجغرافي كان شمال الجزيرة وجنوبها مهبطا للأمم ومركزا لتبادل التجارة والثقافة والديانة والفنون، 38 فمنذ العصور القديمة كانت الجزيرة العربية شقيقةً لأقدم الحضارات البشرية التي تكونت على هذا الكوكب، بما فيها الحضارة البابلية والحضارة الفارسية والحضارة السندية في الشرق وفي الشمال الشرقي، وحضارة وادي النيل في الغرب، وحضارة الفينيقيين في الشمال والحضارة الآشورية والحضارات الصينية في الشرق الأقصى والشمال الشرقي، ويعتقد الباحثون المثقفون أن كلا منها هاجرت من قلب الجزيرة العربية وانتشرت في بقية العالم، وقد نشأت في حضانتها الحضارات المصرية والفينيقية والآشورية والبابلية. 39

توزيعها الجغرافي

تتكون شبه الجزيرة العربية من منطقة هضبة رئيسية خصبة (نجد)، ومن عدة صحاري (الربع الخالي، النفود، الدهناء، وغيرها)، ومن مناطق ساحلية مستنقعية جافة، ومن عدة سلاسل جبلية على الضفة الغربية وعلى حافة الحد الجنوبي، 40 وقد قام الجغرافيون قديمًا وحديثًا بتقسيم شبه الجزيرة العربية مراعين الحفاظ على معايير أساسية، فقسم الجغرافيون اليونانيون والرومانيون القدماء" إراتوستينس" و" استرابو" و" بليني" شبه الجزيرة العربية إلى جزأين طبيعيين فقط، الشمال والجنوب؛ ولكن تقسيم بطليموس في القرن الثاني هو أكثر شيوعًا وأفضل، وما زال الجغرافيون والسياحون الأوربيون يعتمدون عليه، وهو تقسيمه لها إلى ثلاثة أجزاء طبيعية، بلاد العرب السعيدة، وبلاد عرب الوادي، وبلاد عرب الحجر، 41 ثم ترتبت آثار هذا التقسيم في الأدوار القادمة فقسمتها الصحاري والبراري والرمال والجبال والتلال حسب التقسيم الجغرافي إلى مناطق شرقية وغربية وشمالية وجنوبية، ونتيجة لذلك انشعب سكانها نسبًا ولسانًا وفكرًا واقتصادًا ومجتمعًا. 42

قد قدم عبد الرزاق كرد في خطط الشام بعض الشرح لهذا التفريق والتقسيم الفريد من حيث اللغة ما يدل على أن تغيير اللغات له علاقة قوية وربط وثيق بحدودها الأربعة المنقسمة، 43 ونظراً إلى خصائصها الفيزيائية قام الجغرافيون القدماء بتقسيم شبه الجزيرة العربية إلى خمس مناطق، 44 فالمناطق ذات الخصائص الطبعية الجغرافية المختلفة هي كما تلي:

(1)التهامة أو الغور

المنطقة المنخفضة التي تمتد على طول ساحل البحر الأحمر من ينبع إلى نجران (اليمن)، وعندما تتوقف الرياح ترتفع درجة الحرارة فيها مما تنتج حرارة شديدة.

(2)الحجاز

شريط جبلي وحزام رملي يقع شمال اليمن وشرق تهامة.

(3) نجد

يتكون من المنطقة العليا التي تمتد من جنوب السماوة إلى الجزء الغربي من اليمن.

(4) العروض

هي تتألف من اليمامة وعمان والبحرين.

(5) اليمن

تبدأ من نجد وتمتد إلى المحيط الهندي جنوبًا وإلى البحر الأحمر(Red Sea) غربًا، وتحدها حضرموت والشحر(Al-Shahr) وسلطة عمان شرقًا. 45

وذكر ياقوت الحموي تقسيم الجزيرة العربية إلى أربعة أقسام نقلًا عن الأصمعي أنه قال: جزيرة العرب أربعة أقسام: اليمن ونجد والحجاز والغور وهي تهامة. 46 والسبب في ذلك أن بعض العلماء عدّوا عمان والبحرين مفصولتين عن الجزيرة العربية في بداية الأمر، ولهذا لم يذكرها السمهودي مثل ياقوت الحموي في ذكر شبه الجزيرة العربية، يقول السمهودي: وهي أربعة أقسام: اليمن ونجد والحجاز والغور وهو تهامة. 47

ولم تكن هذه المناطق أي: مناطق العروض معدودة من الجزيرة العربية لسببين: أحدهما طبيعي والآخر سياسي، أما الطبيعي! فهو أن الصحاري والبراري، والغابات والفلوات كانت حائلة بينها وبين الجزيرة العربية، وأما السياسي فهو أن زمام الحكومة لعمان والبحرين كان بيد إيران وتحت سيطرتها وهي دولة غير عربية. 48

وكذلك سمى المؤرخون المناطق الصحراوية في العراق والمناطق الصحراوية في سوريا بـ "العراق العربي" و"السورية العربية"، أي: أن هذه الأجزاء تندرج أيضًا في المنطقة العربية، كما وصف العلامة الإصطخري الأوضاع الجغرافية للجزيرة العربية، وأضاف منطقة أخرى إليها غير المناطق الصحراوية في العراق وسوريا، فذكر: وديار العرب: هي الحجاز الذي يشتمل على مكة والمدينة واليمامة ومخاليفها، ونجد الحجاز المتصل بأرض البحرين وبادية العراق وبادية الجزيرة وبادية الشام. 49

فيبدو من هذا النص أن المناطق الآتي ذكرها أيضًا تفترض من مناطق الجزيرة العربية، وهي:

  1. بادية العراق.
  2. بارية الشام.
  3. بادية الجزيرة.

أما الأصطخري فهو يعني ببادية الجزيرة منطقة صحراوية وسطية من الجزائر واقعة في شمال نهر الفرات، وكانت بادية السورية منطقةً شاسعةً تمتد عبر جنوب شرق سوريا، وشمال شرق الأردن وغرب العراق، كما ذكر السيد سليمان الندوي في هذا المساق حيث قال: هذا جزء قديم من منازل العرب، بل هي أول أجزائها، ولم تكن هذه الناحية أقل قيمة قبل الاكتشافات الحديثية، فقد كانت باديتها مساكن لبني إسرائيل، وعلى جبل منها كلم اللّٰه أحد أنبياء بني إسرائيل موسى عليه السلام، وبالقرب منها الأرض الموعودة التي وهبها إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب بني إسرائيل؛ ولكن الاكتشافات الحديثة زادتها قيمة، كانت بها مساكن العماليق، وفيها كانت دولتهم الفخمة الممتدة إلى الحجاز، وكانت تحت سيطرتها مدن البلقاء وعمان وبصرى وتدمر. 50

وبادية العراق تعرف باسم بادية السماوة كما ذهب إليه الدكتور جواد علي بقوله: ويقال للقسم الجنوبي منها بادية السماوة، وهو القسم الذي بين الكوفة والسماوة من جهة، وبينها وبين الشام من جهة أخرى. 51 ذكر السيد سليمان الندوي عن تفاصيلها فقال: وهي الأرض التي يسميها اليونان عرب الرمال، وتقع بين خليج فارس ونهر الفرات وبادية الشام ونجد، وتعرف الآن بعراق العرب، وكان العماليق قد أنشؤوا في هذه الناحية مملكة عظيمة. 52

التقيسم الجغرافي الحديث

قد ذكر المؤرخون والجغرافيون القدامى هذه التقاسيم التي مر ذكرها آنفا إلا أن الجغرافيين الجدد قسموها إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، وهي:

  1. الجزء الساحلي غربًا وجنوبًا من شبه الجزيرة العربية، المشتمل على السلسلة الجبلية والسهول الرملية، وتقع فيها الحجاز والتهامة وجبال عسير واليمن وحضرموت وظفار وعمان.
  2. صحراء الجزيرة العربية المشتملة على الربع الخالي والنفود والدهناء وبادية الشام.
  3. الهضبة الضخمة الوسطى والمناطق الساحلية الشرقية مع السهول، وتقع فيها نجد واليمامة والقصيم وجبال طيء والأحساء وقطر والكويت والبحرين. 53

فيظهر بإمعان النظر في السمات الطبيعية الفيزيائية للجزيرة العربية أن معظمها يتكون من الصحاري الشاسعة التي لا ماء فيها ولا كلأ، وهي تعد أكبر الصحاري وأشدها حرارة في العالم، وإلى جانب ذلك تقع في الجزيرة العربية الهضاب المرتفعة والسلسلة الجبلية غربًا وجنوبًا، وإليكم بعض التفاصيل عن الصحاري والأجبال والهضاب العالية للجزيرة العربية.

الصحاري

يرى الجغرافيون أن الخطة العربية في قديم الزمان وسالف الأيام كانت مجاورة لصحراء إيران وصحراء غوبي(Gobi Desert) في جهة، وفي جهة أخرى كانت مجاورة لصحراء صحارا (Sahara Desert)، ثم انفصلت بسبب انزلاق وادي النيل وشدة البحر الأحمر، 54 ومازالت هذه المنطقة على قحطها وجدبها ولم يحي مواتها، 55 ووفق ما قاله بعض الجغرافيين أن أربع مائة ألف وخسمين ألف (450000) مربع ميل من أراضي العرب هي صحاري بحتة ووديان محضة. 56

(1) الربع الخالي

أشهر وأوسع صحاري العرب هي الربع الخالي، تمتد من جنوب شرق العرب إلى العرب الوسطي57 حيث تبلغ مساحتها حوالي مئتين وخمسين ألف (250. 000) ميل مربع 58 أو ست مئة وستين ألف ( 660. 000 )كيلومتر مربع، 59 ويبلغ عرضها حوالي تسع مئة (900) ميل بقرب اليمن وعمان، بينما يبلغ عرضها في ناحية حضرموت ونجد حوالي خمس مئة ( 500 ) ميل، 60 وتعتبر الربع الخالي من أكبر الصحاري الرملية في العالم، وترى نظائر تلالها ورمالها في الصور الحديثة الملتقطة بالقمر الصناعي، فهي متعددة الألوان ومختلفة الأنواع، يتغير موقع هذه التلال التي هي بين المناطق الوسطية والحدودية بطراز علمي مثقف للغاية، 61 وقد تبين أن ارتفاع التلال الكبيرة في الربع الخالي يتراوح بين خمسين (50) مترا ومئتين وخمسين (250) مترا، وتفصلها الشعاب السطحية الضحلة المتسعة حوالي كيلومترين بعضها عن البعض. 62

الأمطار السنوية تنزل في أكثر أجزائها حوالي خمسين مليمترا، بينما يبلغ قدر هطولها في بعض أماكنها إلى خمس وعشرين مليمترا، ومعظم أراضي الربع الخالي قاحلة قفار لا ماء فيها ولا كلأ، لاينبت فيها الشجر ولا يعيش بها البشر، فضلًا عن الأنعام وما تأكلها إلا أماكن نادرة سكنت فيها الأعراب، أو يمكث فيها الباحثون عن النفط( الذهب الأسود)، فهم يستقرون بها في الخيام لمدة معينة، 63 وتعزّ فيها آبار المياه حتى أن المساحة المقدرة بين البئرين فيها حوالي مئة ميل، تهب فيها عواصف الرمال، فإن وقع أحد بها صدفةً فتستبعد نجاته منها حيًّا، وتنبت الأعشاب الصحراوية في بعض أماكنها كما تزدهر المناطق الحدودية بالخضرة والنضرة بعد نزول المطر الغزير، فتصبح مراعي لعدة شهور حتى تجف بسبب قلة المياه فيما بعد، ففي هذا الموسم تذهب القبائل البدوية المجاورة بدوآبها إلى هذه المراعي لتعلف أنعامهم من الكلأ، فيقيمون بها لمدة؛ ولکن سرعان ما تنقلب الخصوبة إلى القحط فيغادرونها. 64

تقع كثير من البلاد العربية المهمة في أنحاء الربع الخالي، فالأحساء والبحرين تقعان في جانبها الشمالي، بينما في جنوبها وشرقها سلطنة عمان وحضر موت، والمهرة على ضفة ساحلية للمحيط الهندي والبحر العربي، وفي جنوبها الغربي تقع الصنعاء، وهي بلدة شهيرة من اليمن، وموقعها ضفة البحر الأحمر والبحر العربي، وعسير ونجران تقعان في جانبها الغربي على ضفة البحر الأحمر، وتلتقي مياه البحر الأحمر بتهامة التي هي منطقة صغيرة من مناطق الحجاز في الجانب الشمالي لعسير، وأما نجد فتقع في شمال الربع الخالي بشكل مربع، والحجاز تقع في جانبها الغربي كما تقع في شمالها صحراء العراق والشام، بينما تطلق على جانب شمال نجد الشرقي اليمامة، وتقع في غرب نجد وفي شرق البحر الأحمر منطقة الحجاز التي فيها المكة المكرمة والمدينة المنورة وجُدّة وموانئ ينبع، وتتوسط بين الشام وبين نجد والحجاز منطقة خيبر والحجر، والأحقاف منطقة أراضيها قفار، تقع في الربع الخالي بين حضرموت واليمامة، وهي كانت مساكن قوم عاد. 65

(2) النفود

النفود صحراء تقع في شمال العرب الغربي، وهي ثاني أوسع صحاري العرب التي تقع في شمال الربع الخالي على بُعد ثماني مئة (800) ميل، وتربط بينهما الهضبة المرتفعة (نجد)، والنفود تتكون من مناطق صحراوية كبيرة وصغيرة، ويطلق على معظمها النفوذ الكبرى بينما توجد فيها أجزاء صحراوية صغيرة، وهي النفوذ البتراء والنفوذ السر والنفوذ القنفذة والنفوذ الشقيقة، وتبلغ مساحة النفوذ الكبرى مئة وثمانين (180) ميلًا في الطول، ومئة وأربعين (140) ميلًا في العرض، وتنزل فيها في أيام الشتاء أمطار غزيرة كثيرة، فتنبت نباتات صحراوية بأنواع متعددة. 66

النفود هي أرض رملية بيضاء وحمراء مبثوثة في معظم الجانب الشمالي من الجزيرة العربية، وهي أرض قفر ندرة الشجر والبشر إلا قليلا، فأرضها ذات الغبار البيضاء الحمراء التي تثير على رؤوس التلال والرمال، فهي وإن كانت أرضًا قفرًا لا ماء فيها ولا كلأ؛ لكن تنزل فيها الأمطار في الشتاء، فترويها وتجعلها أرضًا خصبةً للأعراب وأغنامهم أنعامهم. 67

(3) الدهناء

الدهناء صحراء مترامية الأطراف التي تمتد من شمال شرق النفود إلى شمال غرب الربع الخالي امتدادًا جنوبيًا، فهي تربط بين الصحاري العربية الكبيرة ربطًا محكمًا، وتشتمل على مناطق سبعة، مناطق رملية كبيرة تفصلها المراعي وأراضي الحشيش. 68

وهي تطلق في اللغة على أرض حمراء، وإنما سميت بها؛ لأن أرضها صفحة الرمال الحمراء التي تمتد من النفوذ شمالاً إلى الربع الخالي جنوبًا بحيث تلتوي في الجنوب الشرقي على مساحة ست مئة(600) ميل، وأيضًا تطلق عليها أرض حمراء كما تطلق على جانبها الغربي الأحقاف أو أرض التلال، وقد أدرجت الدهناء في الربع الخالي في الخرائط العالمية قديمًا، وقد تختلف عليها الأمطار حتى تجعلها كأرض خصبة لعدة شهور، وبسبب ذلك تصير هذه المنطقة جذابة للأهل البادية وماشيتهم وأنعامهم، 69 ومن ناحية أخرى تصبح أرضًا قفرًا كالموات في الصيف، لاينبت فيها الشجر ولا يدخلها البشر، وتقل مساحتها عرضًا في بعض الأمكنة من ثلاثين كلومترا، وتبدو في بادئ النظر كأنها طريق طويل حوالي ألف ومئتي كلومتر تربط بين النفود والربع الخالي. 70

(4) بادية الشام

بادية الشام صحراء سوريا، تمتد عبر الجانب الشمالي من الجزيرة العربية، وتحيط بأكثر هذا الجانب من المملكة السعودية العربية، وبالجانب الشرقي من الأردن، وبالجانب الجنوبي من الشام، وبأكثر الجانب الغربي من العراق، وهي أرض قفر قاحلة، لا تمطر فيها إلا أقل من خمس بوصات أو مئة وخمس وعشرين مليمترا، وهي مغطاة بتلال متكونة من الحمم البركانية التي تكونت من خروج المواد الجوفية الساخنة قديمًا، وقد أقامت هذه التلال بين عمران العراق والشام حاجزًا لم يعبره أحد إلى يومنا هذا، وقد عمّر جانبها الجنوبي المسمى بالحماد أعراب وقبائل بدوية بحثًا عن المراعي لأنعامهم وأغنامهم. 71

وفيها منطقة شهيرة باسم" سرحان" التي لاتزال تمثل جسرًا بين سوريا والعرب لإيراد البضائع والسلع منذ زمن قديم، وأحدقت طرفيها واحات واسعات استوطنتها القبائل المختلفة، وتوجد أيضًا في هذه الخطة مثل" سرحان" بضع مناطق ممتدة من الغرب إلى الشرق، كوادي" الحوران" التي كانت مقامًا ومحل الإقامة للركب السوريين والعرب في الأزمنة القديمة، وبادية الشام تحيط بها سلسلة جبلية مرتفعة في أطراف ثلاثة شمالاً وغربًا وشرقًا، وقد عبرها خالد بن الوليد رضي اللّٰه عنه مع جيشه المسلم في خمسة أيام ليساعدوا عسكر الإسلام في الشام، وأرضها ذات البياض ضد الدهناء حيث أرضها متكون من رمال حمراء.

  خريطة شبه الجزيرة العربية. 72

الحرة أوالمناطق البركانية

الحرة في اللغة العربية تطلق على سطح الأرض المغطى بأحجار رملية من الحمم البركانية المرتفعة والمتشققة، ويوجد في الجزيرة العربية الغربية والوسطى عدد كبير من الحرار(Volcanic Zones) التي تمتد إلى شرق" حوران" في الشمال، وتتكون المناطق الصخرية (الحرار) من حمم الجبال البركانية، وما زالت الحمم تقذفها البركان حتى بعد عهد النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، كما صرح عليه أحد المؤرخين أن توجد أدلة تاريخية تدل على أن آخر ما قذفت البركان الحمم الساخنة في هذه المنطقة سنة 1256م 73 ويشاهد منها نوعان: نوع يتألف من فجوات البراكين نفسها، ونوع يتألف من حممها اللابة التي كانت تقذفها فتسيل على جوانب ‌الفتحة، ثم تبرد وتتفتت بفعل التقلبات الجوية، فتكون ركاما من الأحجار البركانية التي تغطي الأرض بطبقات قد تكون رقيقة وقد تكون سميكة. 74

الحرة أرض ذات أحجار سود نخرة، تكون مستديرة مرتفعة حتى يبلغ ارتفاع بعضها إلى خمسة آلاف (5000) قدم، ويسقط الثلج في بعضها في موسم الشتاء، وذكر بعض المؤرخين عدد الحرار الثلجية حوالي مئة حرة، ومن أشهر حرار العرب حرة عوريض وحرة خيبر وحرة سليم وحرة الوبرة والواقم في المدينة المنورة، وحرة الوبرة والواقم ليستا في جبال الحجاز، بل إنهما في تهامة الواقعة في الجهة الشرقية من المدينة المنورة المجاورة لها، وتمتد أراضي الحرار على مسافة عشرات الأميال التي لاتصلح لأن تمشي عليها الإنسان ولا الحيوان؛ فإنها أرض خشنة وعرة، وتقع هذه الحرار والحمم اللابة في منطقة واقعة بين مكة وتبوك بكثرة. 75

سلاسل الجبال

قد أحاطت سلاسل جبلية متواصلة مختلفة الارتفاعات بأرجاء الجزيرة العربية جنوبًا وغربًا، ويبلغ ارتفاعها في الجانب الجنوبي من اليمن إلى أربعة آلاف (4000) قدم بينما يبلغ في الجانب الشمالي من مدين إلى عشرة آلاف (10000) قدم، 76 وتبدأ هذه السلسلة الجبلية من حضرموت في الجنوب، وتمتد على طول الشريط الساحلي حتى اليمن وعسير، وتمر بمنطقة الحجاز حتى تعبر مناطق مكة المكرمة والطائف لترتبط بسلاسل جبال سيناء وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان.

وتوجد في الناحية الشرقية سلاسل جبلية صغيرة، وخاصة في عمان يصل ارتفاع جبل الأخضر منها إلى عشرة آلاف (10000) قدم، 77 ويقع في سلسلة جبال السروات غرب العاصمة اليمنية صنعاء جبل النبي شعيب- عليه السلام- حيث يصل ارتفاعه إلى أكثر من اثني عشر ألفا وثلاث مئة (12300) قدم، ويمتد مع هذه السلسلة سهل تهامة الساحلي المتسع حوالي تسع وثلاثين ميلًا في العرض إلى البحر الأحمر. 78

  صورة سلسلة جبلية من السروات ومعها مفاز ساحلي من تهامة. 72

امتدت هذه السلسلة الجبلية في الجانب الغربي من شبه الجزيرة العربية حتى حدت شريطًا ساحليًا ضيقًا من الأرض الخصبة الخضرة، 80 وترتفع هذه السلسلة الغربية من الجبال حوالي أربعة آلاف ( 4000) قدم، وتسمى هذه السلسلة حجاز، وذلك؛ فإنما تحجز وتحول بين هضبة نجد وأرض حجاز كأنها سلسلة جدارية بينهما، وهي طويلة تقريبا سبع مئة(700) ميل بينما تقترب مساحتها مع تهامة في العرض مئتين وخمس وسبعين (275) ميلًا، وتقع في شرقها هضبة مرتفعة باسم" نجد" بينما تقع في غربها مفاز ساحلي من تهامة كأن الحجاز تطلق على جبل الحجاز وتطلق" تهامة" على ساحل والجزء المنحدر من حجاز، مع ذلك تسمى هذه المناطق كلها" الحجاز" التي عمرت فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة، وجنوب جبل السروات أرفع بالنسبة إلى سلسلتها الوسطية، وسلسلتها الوسطية وعرةٌ خشنةٌ جدبةٌ عوض السلسلة الشمالية والجنوبية، وتسخن الهواء والفضاء كما ترتفع درجة الحرارة في هذه المناطق، نعم! هناك مفاوز وميادين في نواحي حجاز الشرقية هي خضرة مزدهرة. 81

والقمة العليا في المنطقة الوسطى من جبل الحجاز هي جبل الورقان الواقعة قرب المدينة المنورة، يصل ارتفاعها إلى ألفين وأربع مئة (2400) متر تقريبًا أو سبعة آلاف وثمان مئة وأربع وسبعين (7874) قدمًا، وارتفاع هضبة نجد في الأغلب ألفان وخمس مئة (2500) قدم، وتقع في المنطقة المحمية قمة من غرينائت الأحمر المسماة بـــ" آجا"، وترتفع من مستوى البحر خمسة آلاف وخمس مئة (5500) قدم. 82

ارتفاع أرض الجزيرة العربية

تقع البقعة الشاسعة، الهضبة المرتفعة الواسعة الشهيرة باسم" هضبة نجد العالية"، المنحدرة إلى الساحل الشرقي، في السلسلة الجبلية الغربية على بُعد من شاطئ البحر حوالي مئة وخمسين (150) ميلًا، 83 إنها من أهم المواضع في شبه الجزيرة العربية من حيث الجبال الجغرافية، ولها امتداد في العلو إلى شاطئ البحر الأحمر في الغرب الجنوبي، وفي الجانب الشرقي الشمالي لها انحدار طويل إلى المناطق الصحراوية في أرض الوافدين (بلاد ما بين النهرين دجلة والفرات)، وإلى أعماق خليج الفارس، ولهذه المنطقة الهضبة منظر بهيج ومشهد معجب ومزايا متعددة في أجبالها، 84 فهضبة نجد- واقعة بين الصحاري الشمالية والجنوبية أي بين النفود والربع الخالي- طويلة حوالي ثمان مئة (800) ميل، وعريضة حوالي مئتين وخمسة وعشرين (225) ميلا، وهي منطقة شبه صحراء لكنها خصبة بها عدة جداول وتنشعب فيها الأنهار كما أن بها أجبالا عديدة، ترتوي بمياهها التي تمثل في ازدهارها وتخضيرها.

يبلغ ارتفاعها في الجانب الغربي ثلاثة آلاف وخمس مئة (3500) قدم، وفي الجانب الشرقي ألفين وخمس مئة (2500) قدم، وهي منطقة عربية الأصل حضارية مثقفة ذات خصائص متنوعة حيث تقع بها جبال ووديان وصحاري وسهول كما أن في بعض نواحيها واحات متسعة، وأهل الجزيرة العربية يحسبونها كأنها بقعة من الجنة عوض المناطق العربية الأخرى التي تبقى في أغلب الأحوال جافة مجدبة حارة.

والبقعة التي ورد ذكرها في الأشعار العربية بكثرة هي سهول نجد الشمالية الواقعة بين جبال الحجاز وجبال شمر وجبال طويق، يطلق عليها الآن" القصيم"، وفي بعض أماكنها منخفضات ومنحدرات متسعة إلى أميال، وتجتمع فيها المياه من سقوط الأمطار الشتوية التي لا تجف حتى نهاية الشتاء، وتهب في القصيم ريح "الصبا" التي تبعث في الروح الإنساني بسطة ونشاطا، وتبعث نضرة وفرحة فيه، وقد كثر ذكرها في القصائد العربية. ar

الطقس

الجزيرة العربية أشد حرارةً وأكثر جفافًا على بسيط الأرض، وخط السرطان يمر بين البحر الأحمر وبين الهضبة المرتفعة من العرب ويصل إلى خليج عمان ومسقط، وذلك بسبب أن الجزيرة العربية تقع على حزام صحراوي أضغط(Extra-Tropical High-Pressure) بينما تقع فلسطين والشام والعراق على شريط البحر الأبيض(Mediterranean Belt)، 86 ولما كان موقعها في الصحراء الحارة فيعتبر طقس الجزيرة العربية أشد حرارة بالنسبة إلى طقوس البلاد الأخرى، ويشعر بها برد قارس في الشتاء، وتهبط درجة الحرارة لمناطق الشمالية والجنوبية في أيام الشتاء إلى درجة التجمد. 87

ويعتبر فصل الصيف في الجزيرة العربية أشد حرارة على الكرة الأرضية (Maximum Heat Zones)، وترتفع درجة حرارتها في شهر يوليو إلى خمس وتسعين (95) درجة فرنهيت، ثم تشتد الحرارة في المناطق الساحلية بالنسبة إلى المناطق الداخلية، وذلك بسبب أبخرة المياه التي تزيد الرطوبة في المناطق الساحلية بما أنها محاطة بخليج الفارس والبحر الأحمر من الجوانب الثلاثة. 88

لما وقعت هذه الخطة في منطقة جافة حارة (Arid Subtropical Zone) فتمر طريق التيارات الرياحية الشدية المسماة بـــ"

جت استريم
"- وهي تنظم قناة ضغط المناخ- في الصيف بشمال جبال بونتيك (Pontic Mountains) في تركيا، بينما تهب في الجانب الجنوبي بطريق الجانب الشمالي من الخليج، والحزام الساحلي من الجزيرة العربية يستفيد من رياح دورية استفادةً محدودة، ويقل بها سقوط الأمطار مع أن تربتها غير متساوية ومتوازنة، والناس يسكنون في مناطقها التي يتوفر فيها الماء وتتكثر فيها الأشجار والواحات. 89

وتهب في الشتاء العواصف الغربية في الأغلب، وهي تجمع الرطوبة إما على تلال لبنان وفلسطين أو على سؤر آخر من حزام جبلي في شرق لبنان، فتجاوزها جافةً وبجفافها تصبح صحراء الشام والعرب جدباء يابسة، وعدم نزول الأمطار في هذا الشريط وارتفاع درجة الحرارة في الصيف ووجود الجبال الراسيات الحاجزات وموقع الجزيرة العربية في حزام مرتفع الضغط كلها تتسبب للقحط والجدب. 90

وكذلك سلسلة الجبال في الجانب الجنوبي والشمالي تمنع الأمطار الدورية المتكونة في المحيط الهندي من الجزيرة العربية، بينما تمنع هذه الجبال سلاسل مطرية متكونة في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض من الجزيرة العربية، ونتيجة لذلك، تقل الأمطار في أكثر المناطق إلا أن تهطل أمطار غزيرة في بعض الأحايين في مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف والرياض وغيرها، وآثار الجداول والأنهار والأودية تدل على أن هذه المنطقة كانت تربة مبتلة مرطوبة كثيرة الأمطار في قديم الزمان. 91

يستمر القحط في الحجاز إلى ثلاث سنوات أو أكثر منها في الأغلب؛ ولكن يمكن أن تتطرق العواصف والأمطار الخطيرة إلى مكة والمدينة المنورة أحيانًا، فبذلك تخضر واحاتها ونباتاتها في السهول والوديان، وهذه الواحات والغابات الواقعة في شمال الحجاز تضمن الحياة البشرية في هذه المناطق. 92

كان معظم مناخ الجزيرة العربية حارًا جافًا غير أن ليالي المناطق الهضبة تكون معتدلةً صافيةً في أيام الصيف، ويتجمد الماء بها في موسم الشتاء، ومن أفضل رياحها ريح الصبا التي تهب من الشرق، بينما السموم ريح محرقة تهب من الغرب، ومن أجود فصولها فصل الربيع، وهو يحل ردف الأمطار الموسمية، وفيه تكتسب الحدائق والمزارع حسنًا وجمالًا، وتتفتح الأزهار وتورق الأشجار، وتزدهر الباسقات والواحات، ويتوفر الكلأ والعلف للأنعام. 93

وقد صرح المؤرخون على أنه من أعدل الأجواء في الأغلب بما أن الجزيرة العربية تحل فيها الفصول الأربعة، الصيف والشتاء والخريف والربيع، أما الطائف وهو جانب حجازي من الجزيرة العربية فيحل فيها برد قارس بسبب موقعها في العلو والارتفاع مع أن العيون والجداول متوفرة فيها، وبالعكس تشتد الحرارة في خيبر، فإن مناخها مضر للصحة الإنسانية رغم شدتها، ويتسرب إليها الوباء، ومن أجل ذلك يصاب من يحلها بالحمى الشديدة، كما أنشد شاعر جاهلي أبياتًا فيه:

  ومن يك أمسى في بلاد مقامه
يسائل أطلالا بها لا تجاوب
وقفت بها أبكي وأشعر سخنة
كما اعتاد محموما بخيبر صالب 94

سكان الجزيرة العربية ينتظرون ويشتاقون إلى حلول فصل الربيع؛ فإنه موسم تنزل فيه الأمطار، وتفتح الأزهار، وتخضر الحدائق والبساتين، فيكثر العلف والعشب، ومن أحسن المناطق في الجزيرة العربية منطقة نجد التي تمتاز بخضرتها ونضرتها من المناطق الأخرى، والأمطار الكثيرة تضيف إلى ازدهارها، قد ذكرها قيس بن الملوح في أبياته:

  تمتع من نسيم عرار نجد
فما بعد العشية من عرار
ألا يا حبذا نفحات نجد
وريا روضه غب القطار 95

وكذلك ذكر الشعراء الفصحاء البلغاء فصول العرب في قصائدهم بكل بسط وتفصيل.

سكان الجزيرة العربية

إن شبه الجزيرة العربية مسكن البشر منذ بداية التاريخ البشري 96 كما لعب موقعها الجغرافي دورًا فعالًا في تقويمها وتكوينها عامرةً مأهولةً بالسكان، 97 وقد قام المؤرخون بتقسيم سكانها إلى نوعين، أحدهما: أهل الحضارة الذين لهم إقامة في المدن المتمدنة، وثانيهما: أهل البداوة الذين لهم إقامة في القبائل البدوية، 98 كانوا يعيشون في خيام مصنوعة من الصوف والجلود وينتقلون من مكان إلى مكان طلبًا للماء والكلأ، 99 وأما أهل الحضارة فهم المتمدنون المقيمون بكل استقرار واستمرار في مكان واحد بسبب أنهم كانوا مربوطين بالتجارة والزراعة ربطًا محكمًا، وكانت لهم علاقات تجارية مع أهل بلدهم وغيرهم، 100 ويتعبر من أقدم مدن الجزيرة العربية مكة، المسماة قديمًا باسم" بكة" كما قال عز وجل في التنزيل العزيز: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا. 101

الجزيرة العربية جنوبا وشمالا

تختلف المناطق الجنوبية عن المناطق الشمالية تمامًا حيث تحتوي الناحية الجنوبية على اليمن والحزام الساحلي لخليج فارس والشريط الساحلي لبحر العرب، وكانت الحياة فيها حياة حضارية ومدنية في المدن والأحياء المعمورة، وأما المناطق العربية الأخرى فمعظمها قفراء جدباء حيث يعيش فيها أهل البادية، وبناء على أن الناحية الجنوبية من أخضر المناطق وأحسنها سياسيةً وتنظيمًا كان عِدادها في المناطق المتحضرة المثقفة والمتطورة المهذبة. 102

جنوب الجزيرة العربية

تقع في جنوب الجزيرة العربية اليمن كما تقع في جنوب شرقها ضفة ساحلية لخليج فارس، والمناطق الجنوبية خصبة خضرة تصلح للزراعة والحراثة، وتحل بها الفصول الأربعة، بينما تهطل بها الأمطار إلى حدّ كثير، وبها عدة بلاد ومدن حضارية وثقافية، وسكانها أذكياء ذو أهليات وقدرات، 103 كانوا ينطقون بالسامية أو السبائية، أوالهميارية التي تشابه لغة الأحباش، ومن صفات سكانها أنهم كانوا طويلي الرؤوس، عريضي الفكوك، مدورة الوجوه، أفطس الخدود، أصقر الأنوف، أغزر الأشعار في الأجسام، وكانوا أول من قاموا بتأسيس الحضارة وتطويرها دون أية حاجة إلى أحد. 104

أما مدار العيش في هذه البلاد فكان على الزراعة والحراثة، والألواح التي ظهرت في آثارها القديمة تدل على مجاري الأنهار والجداول وسدودها وحدودها وتشير إلى الأراضي المستأجرة أيضًا، وكل ما تدل عليه الآثار القديمة يشير إلى أنها كانت متطورة في الزراعة والحراثة، 105 وكانوا يستخدمون مياه الأمطار بشكل أجمل حيث قاموا بإستراتيجيات مناسبة لأن توقف المياه المطرية من تدفقها في البحر، كما عمروا سد مأرب جمعًا للمياه فيه لتسد بها الحوائج الأنسانية والزراعية، وعندما تسقط الأمطار على الجبال العالية، فتجتمع مياهها في المنطقة الواقعة في الجانب الشرقي، وكانت متسعة عريضة حوالي أربع مئة (400) متر، وذلك بسببٍ أنها كانت محاطةً بهذه الجبال من كلا الجانبين، ثم تنتشر هذه المياه في ينابيع وجداول وحقول واسعة وسهول شاسعة، ثم مع مرور الأيام لما تمهر سكان اليمن في أمور تكنيكية وفنية أقاموا سدًا بين هذه الأجبال مما أمكن به أفضل تنظيم لجمع المياه ونشرها، فاستخدموا إمكانيات حكومية في تكوين الأراضي صالحة للزراعة والحراثة مع تسهيل أمور شعبية رفاهية، وتدل آثار الحضارة الحميرية الباقية على أنها كانت ذات شأن وقيمة في زمان مضى فضلًا عن كل ذلك كانت لديهم الإمكانيات القوية والدفاعية التي تدافع عن الحروب والضروب بأسلوب بديع رائع. 106

وكانت من حاصلاتها التوابل واللباب والحبوب والطيوب وغيرها من حاصلات زراعية، وكل هذه الحاصلات والإنتاجات من أهم سلعها المصدرة، وبسبب طبيعتها الأرضية كانت ذات شهرة كاملة، وهناك كثير من الأنقال والأقوال في الأدب الغربي التي تدل على أهمية هذه المنطقة الجنوبية وإنتاجاتها وإمكانياتها. 107

شمال الجزيرة العربية

سكان الناحية الشمالية أيضًا كانوا جيلًا متوسطًا(Mediterraneaen Race)، طويلي الرؤوس، ولم تكن لهم أثرة ولا همسة في الأوساط السياسية العالمية قبل فجر الإسلام، ولا تقدم وتطور في الأوساط التجارية العالمية، وذلك بسبب أن أكثرهم كانوا يعيشون حياةً بسيطةً بدويةً، 108 وكانوا أعرابًا خلصًا أجود الأجسام وأطول القامة وأسود الأعين وأسمر الألوان وأحلك الشعر، أقوياءًا شجعاناً، باسطي الأيادي والقلوب، وكانت أغذيتهم كعاداتهم بسيطة، أغلبها الخبز والحليب والتمر ولحم الماعز، 109 يعيشون في بيوت مصنوعة من لحاء النخل وخوصها، ومعظم عمرانهم في مناطق الحجاز ونجد، يتكلمون بلغة نزل بها القرآن، 110 ومنذ قديم كانت القبائل البدوية شهيرة بالجود والضيافة، وأما نساءهم فكن يعشن مع الحرية والبساطة، ولم يكن الزواج بعدة الزوجات أمرًا منكرًا آنذاك إلا أن النساء كان لها الخيار في الزواج مع شخص معين كما كان لها خيار ترك الزوج إذا لم يقم بإيفاء حقها. 112

خصائص أهل البادية

أهل البادية كانوا أبناء الصحراء متعودين على العيشة البدوية القبائلية، متنقلين من مكان إلى مكان طلبًا للماء والكلأ وقضاءً لأوطارهم الضرورية وسدًا لحوائجهم البشرية، لذلك لم تكن لهم رغبة في الحضارة أو المدن أو العيشة المدنية المتحضرة، ومن المعلوم أن الحياة الصحراوية تدور على صورة القبائل عيشًا وبقاءً، 113 فلم تكن العبرة للملك الانفرادي دون الاجتماعي في الحياة القبائلية، ومن ثم كانوا يشتركون في النار والمرعى والعلف والماء حتى كانوا يشتركون في الكلأ والدواب كما كانوا يستخدمون الإمكانيات القبائلية المختلفة مشتركةً، ولا يعتبر الملك الشخصي إلا في أشياء يمكن للرجل أن يحميها بحوزته وقبضته. 114

ولما كانت القبائل البدوية تنتقل من مكان إلى مكان كأنها كانت شعوبًا متقاطعةً عن المجتمعات البشرية الحضارية العالمية، فلم يكن لهم اطلاع ولا ارتباط بقانون ولا نظام رسمي عالمي، مع ذلك لم يعقدوا التفاهم على قضية حريتهم القبائلية والعائلية والحسبية والنسبية، 115 وجميع أفراد القبائل في المجتمع البدوي كانوا في وحدة اجتماعية مربوطة، فيعشون معًا في صورة اجتماعية حمايةً لأنفسهم ودفاعًا عن العواصف الصحراوية، إضافةً إلى ذلك تتكون قبيلة مستقلة من أولاد وأحفاد رجل واحد، 116 فكانت هناك قبائل متعددة، منها تتحالف قبيلة صغيرة مع الكبيرة الشهيرة، وأحيانًا تنضم فيها انضمامًا كاملًا، ومدار الحياة البدوية كان على شنّ الغارات على قطعان الأنعام وقوافل الناس، وفي الأغلب أنهم يشنون الغارات اجتماعيًا على القوافل التجارية التي تنقل بضائع وسلع إلى بلاد مختلفة فيملكونها كلهم. 117

كما أنهم كانوا لا يعقدون أيّ تفاهم على أمنهم وسلامهم وكرامتهم التي تضمن الحياة الصحراوية، ومن ثم لم يعفوا عن الظلم، بل يدافعون عنه بكل قوة وشدة، فإن لم يفلحوا في دفع الظلم ورفعه فغادروا ذلك المكان وهاجروا إلى آخر، فمزايا الحياة الصحراوية هذه تلعب دورًا بارزًا في الحضارة تطويرًا وعدلًا وشجاعةً وضيافةً، وكذلك في الأخوة والنصح وغير ذلك من صفات حميدة، فتتوفر هذه الخصائص في الحياة الصحراوية والبدوية والجبلية أكثر بالنسبة إلى الحياة المدنية الحضارية. 118

النبات

كان النخل سلطان الأشجار والتمر أصل الثمار عند العرب، وما زال يتواجد بمقدار وافر، والتمر كان من أحلى أغذيتهم وأرغب أطعمتهم كما يزين أهل البادية موائدهم بالتمر والحليب، ويتخذون من دبسها نبيذا يعتبرونه من أحلى المشروبات. 119 وتتواجد النخيل بكثرة في الحجاز وحضرموت وعمان واليمامة وبادية العراق، والمدينة المنورة كانت تزخر بأعلى أنواع التمر، والنخل لاتؤتي بالتمر إلا بعد استغراق خمس عشر سنة، وتنتج نخلة واحدة حوالي خمسين كلو غرام، وتطول النخل من عشرين إلى ثلاثين مترا، وعمرها متوسط بين مئة ومئتي سنة. 120

ومن حاصلاتها غير التمر: الرمان والتفاح والعنب والفواكه الأخرى، وقد ورد ذكر شتى أنواع الثمار والأشجار في الأبيات والقصائد العربية، كالسمر وأنواع متعددة من الأشجار الكثيفة كالأثل والطرفاء والغداء، مع ذلك تزرع فيها الغاف الرمادي والصنوبر والحناء ونرجس برّي، وشجرة القوس، وجيكاراندة، وغيرها من النبات والأشجار، 121 وتوجد في الجزيرة العربية أنواع مختلفة من النباتات، منها: الصبّار،وإلفا فيروكس، وإلفا الأمريكية، ودنتيلا موكونا، وورد ألثيا، وهليون كثيف الأزهار، وبارليريا أوبتوزا، وجهنمية، وفرشاة زجاجة، وأزهار المراوح، وتوت برّي، والتين الحامض، ومورايا كونيجية، وسيلوسيا كريستاتا، وسيلوسيا بالوموز، وسيفالوفيلوم، وكونوكاربس المنتصب، وسوتي ليدن، وآربي كافالييرز، وديورانت بلوميري، وشجرة اللبخ، وغزانيا يونيفلورا، وجازانيا روائع، وهاميليا، وعباد الشمس، والجوز، وروبوستا أمريكي، وشجر السرو الأمريكي، ومجموعة كريسا بليدا، وسيسوفيوم، بورتيولا كاستروم، وشجرة الفلفل...إلخ 122

وتنبت الأعشاب والأعلاف على التلال ذات الرمال، وتوجد آثار الخضرة في التلال المنحدرة، وهي تدل على وجود الإنتاج الزراعي في الصحراء، وأغلب الأعشاب الرملية في الصحاري أبو ركبة، أبتوسة، ستاغرو ستيك، وشجرة الجمل. 123 وإضافةً إلى ذلك توجد أنواع متعددة من الفواكه والنباتات والأشجار والأعشاب في الجزيرة العربية.

الحيوانات

توجد في الجزيرة العربية أنواع عديدة من الحيوانات والمواشي والدواب والطيور والحشرات والزواحف التي توافق خصائصها الطبيعية وطقوسها الجغرافية، ولما كانوا تواجههم المتاعب والمصاعب من جهة قلة المياه، وشدة الحرارة، والتربة الرملية الصحراوية مع الشعاب الجبلية فيستأنسون الإبل أكثر بالنسبة إلى الحيوانات الأخرى تغلبًا ما تعترضهم الصعوبات المتشعبة، ولذلك يسمونها سفينة الصحراء، وكان من أصعب الأمور وأعسرها آنذاك تصدير البضائع واستيرادها من مكان إلى مكان بدون الجمل وخاصةً في جو جافٍ وأرض رملية صحراوية، فيستغلونها في أمورهم المهمة كمركب للسفر وصداق للنكاح، ودية عن الدم، وأرش وفدية وأمارة شرف وفضل شيخ وما شاكل ذلك، فالجمل عندهم هو وحدة قياسية في البيع والشراء وفي تقدير الحقوق كما ذكرنا، والإبل صديقة أهل البادية. 124

والجمل يقدر على قطع مسافة من خمسة إلى ستة أميال في ساعة واحدة، ومن خمسة عشر إلى ستة عشر ميلاً في أربع وعشرين ساعة، ويبلغ من عمره في الأغلب إلى ثلاثين سنة، وخير الإبل عندهم: الإبل الحمراء؛ لأنها أصبر من غيرها على الهواجر، والعرب تفتخر بعدد ما عندها من الجمال الحمر؛ لغلاء ثمنها بالنسبة إلى الجمال الأخرى، ومن هنا ضرب العرب بها المثل حين قالوا: "ما أحب أن لي بمعاريض الكلم حمر النعم" فالمراد بحمر النعم: الإبل الحمراء، 125 كما يمكن أن يعيش عدة أيام بدون الماء في الجو الحار بينما يصلح البقاء دون الماء في الجو المعتدل إلى أسابيع عديدة، 126 والعرب يشربون حليب الآبال مكان الماء، ويكرمون الضيوف بلحومها، ويغطون أجسامهم بجلودها ويصنعون الخيام من أشعارها وصوفها، ويستخدمون أبعارها كوقود للنار، ويستخدمون أبوالها كدواء وتكثير وتطويل للأشعار. 127

فتنوعت أصناف الآبال في الجزيرة العربية حسب ميزاتها وخصائصها ما جعلت العرب يطلقون عليها بأسماء مختلفة حسب خصائصها، وفيما تلي أسماء بعض هذه الأنواع:

  1. الأرحبية
  2. الشذقية
  3. العِيدية
  4. المجدية
  5. الشذنية
  6. المهرية
  7. الوحشية
  8. العيس
  9. الناجية
  10. العوجاء
  11. الهجان
  12. الكوماء
  13. الحرف
  14. القوداء
  15. الشمردلة
  16. الشملال
  17. اليعملة
  18. الوجناء 128

وكل هذه الأنواع منسوبة إلى مناطق مختلفة، وسميت بنسبتها إليها، وأما بعد الجمل فأفيد الحيوانات في الجزيرة العربية هو الخيل، تستخدم الخيول في الحروب ونقل البضائع من مكان إلى مكان، قيل: إن سيدنا إسماعيل عليه السلام كان أول من ركب الخيل العتاق، وكانت قبل ذلك وحوشًا لا تركب، فكان أول من ركبها وأول من اتخذها مركبًا، 129 وصرح الباحثون الآخرون على أن الخيل لم يكن لها وجود في العرب قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وسيقت إلى العرب من آسيا الوسطى، 130 وأرجح القولين الأول؛ وذلك بسبب أن منطقة نجد كانت مشهورة في الخيول كما أن أهل البادية الشامية يستأنسون الخيول الجياد العربية. 131

فالجياد العربية كانت لها شهرة في الذكاء والنشاط والجمال الجسماني والوفاء بمالكها، وأوصاف الخيول التي يبينها الغربيون كلها مأخوذة من سلالة الجياد العربية، 132 وخيول نجد كانت تعيش بدون الماء إلى أربع وعشرين ساعة، كما تصلح السفر المستمر في الجو الحار إلى ثمان وأربعين ساعة، وتفهم إشارات وملامح راكبها فلم تكن بحاجة إلى ممارسة تدريبية. 133

وكان من الحيوانات المستأنفة المألوفة عند العرب الغنم والشاة كما كانت لبني كلب شهرة في كثرة غنمهم حتى ورد ذكرها في الحديث، ما روته عائشة رضي اللّٰه عنها عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم قال: إن اللّٰه عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم ‌كلب، 134 فأكثر أهل اليمن هم أهل غنم، بخلاف ربيعة ‌ومضر، فإنهم أصحاب إبل، 135 وأهل البادية الذين لهم استقرار في الواحات الجبلية والحدود الصحراوية والمراعي كانوا يألفون الأغنام والأنعام فيها، والأغنام عادةً ذات أذناب سمناء، أما الشياه فكانت ذات أذناب سوداء. 136

كما كانت لدى العرب أبقار وشياه سائمة، وأكثر الاستئناس بها كان في منطقة "الأحساء"، 137 ومن الحيوانات المألوفة لديهم الحمار والكلب العادي وكلب الصيد والقطة، وقد قيل: كان النبي صلى اللّٰه عليه وسلم طلب البغلة من مصر، 138 ومن الحيوانات الوحشية البقر الوحشي والغزلان والأسد، والنعامة إلا أنها ندرة الوجود الآن، 139 وقد تبينت في الاكتشافات الحديثة أربع عشر عرينة للأسود في الجزيرة العربية (14)، ومن أشهرها كانت خفان وشرا وترج، 140 وكذلك من الحيوانات الوحشية الفهد والنمر والذئب والضبع والثعلب والغزال والضب بمقدار كثير، 141 كما توجد القردة والبابون والأرانب في أماكن شتى. 142

وكانت في الجزيرة العربية من حشرات الأرض اللافقارية البعوض والبرغوث والنمل الأبيض والجراد القاتل، وأنواع عديدة من الفراشات والعث والصنج

والحشرات آكلة اللحوم(Mantids)
، ومن أنواع
العناكب(Arachinda)
العقرب، وقاتل العقرب، والعناكب التي يصل طولها إلى ثماني بوصات، والعقارب كانت على أنواع ملونة عديدة، السوداء والخضراء والصفراء والحمراء والبيضاء وغيرها، وفي نواحي جبل سيناء توجد دودة مثل دودة القرمز تثقب قشر شجر الطرفاء فيخرج من الثقوب في شهري حزيران وتموز رشح كالصمغ حلو المذاق طيب الرائحة. 143 كما أن السمك الصغيرة توجد في البرك الصحراوية، ومن الحيوانات البرمائية السحالي المائية والسمندل والضفادع، وأما من الزواحف فالسحالي والثعابين والسلاحف، والعرب كانوا يطلقون "الضب" على ضب ذي ذنب ثمين يعيش في السهول، ويطول إلى أكثر من متر، لم تكن له أسنان إلا أنه يأكل الخضراوات والعشب، وأهل البادية كانوا يأكلونه بكل رغبة وشغف، ومن الحيات كوبرا الرملية، والحية الرملية، والأفعى، كانت في الرمال والجبال. 144

الطيور

تواجدت أنواع عديدة من الطيور في الجزيرة العربية قديمًا، منها: النسور والحبارى والصقور والبازي والبوم، 145 كما كانت هناك نسور ذات أذناب بيضاء وبغاث سوداء ونسور صغيرة وبط بري وزقزاق وطائر السمان في أجزاء مختلفة من شبه الجزيرة العربية. 146

والغربان كانت كثيرة، ومن عامة الطيور هدهد وبلبل وكركي وحمَام، ونوع من الحجل كان معروفًا باسم "القطا" بالعربية، كما تم العثور في الانكشافات الحديثة على أنواع ثلاثة من أبابيل، وكانت هي في الأغلب في شمال ووسط وشرق الجزيرة العربية، وأما الجراد فكان في الصحراء بكثرة، وهو من أرغب الأطعمة الشهية عند أهل البادية، وخاصة إذا كان مشويًا بالملح. 147

فالجزيرة العربية كانت بها الطيور المحلية والمهاجرة، والنوع الثاني منها تهاجر من شمال أوربا والهند والدول الإفريقية إلى الجزيرة العربية، والطيور المحلية تتكاثر وتتوالد في موسم بين الشتاء والربيع، كما كانت من بين هذه الطيور طيور جارحة مفترسة، منها: البازي والصقر والشاهين والنسر وأنواع متعددة من البوم، والكركي والقطا العربية والحبارى والنسور والبغاث وغيرها من الصقور كانت بعسير، وأما العاسوق فهو صقر صغير يوجد في جميع الجزيرة العربية، وإضافةً إلى ذلك ترى الغربان السوداء اللامعة أزواجًا وقطعانًا في الفضاء، كما عرفت أنواع ثلاثة من الحدأة في الجزيرة العربية، منها: حدأة ذات ذنب أبيض، وحدأة ذهبية، وحدأة ذات لون القمح، وتتواجد بها نسور مصرية، ومثل ذلك تتواجد النسور الكبيرة في اليمن والعسير.

والطيور التي تهاجر إلى الجزيرة العربية تشتمل على طيور تسكن في المناطق المائية والساحلية، وهي تهاجر في الأغلب من شمال أوربا والمناطق الحارة عند خط الاستواء في الخريف والربيع إلى الجزيرة العربية، فمنها: طيور تأكل النحل والطيور المغردة والطيور الطنانة وآكلة الجيف والأبابيل والعصافير وآكلة العصافير والهدهد والحمام والعندليب والذعائر وغيرها من طيور أخرى تهاجر أزواجًا وأسرابًا، كذلك كانت هناك طيور اللقلق، ومالك الحزين وطيور النحام والبط، والطيور المائية والنعام السوري، وتقضي أطعمتها وحوائجها الأخرى في المناطق الساحلية والبرك المتكونة من المياه المطرية وغيرها. 148

أهم مناطق الجزيرة العربية

هنا تذكر بعض الخصائص الطبيعية والجغرافية للمناطق الهامة في شبه الجزيرة العربية كتهامة والحجاز والبحرين والعروض وعمان ونجد واليمامة واليمن وأماكنها الهامة مع تفصيل يسير.

(1) تهامة

تهامة كانت من أهم مناطق الجزيرة العربية جغرافيًا بما أنها مع وقوعها في ضفة ساحلية مهمة جدًا من حيث التاريخ الإسلامي، وقد قضى الرسول صلى الله عليه وسلم أيام طفولته في إحدى أحيائها، وتقع فيها المنطقة الساحلية على طول البحر الأحمر والضفة الساحلية الجنوبية من الجزيرة العربية، ويطلق عليها الغور قديمًا، يكون طقسها في الصيف من أشد الطقوس حرارةً لاتطاق، ومن أهم أماكنها بلاد هذيل وصحراء بوباة والقرن والينبع وغيرها.

سبب تسميتها بــ" تهامة"

كلمة" تهامة" مشتقة من" التهم"، ومعناها اللغوي "الحرارة الشديدة" أو"الاحتباس الشديد"، ولما كانت الحرارة تشتد وتركد الهواء في هذه المنطقة إلى حد لايطاق فأطلقت عليها تهامة، كما صرح به ياقوت الحموي على أنها سميت تهامة؛ لشدة حرها وركود ريحها. 149 وقد نقل اسمه الآخر في الكتب التاريخية، وهو الغور، وذلك بسبب أنها واقعة في انحدار بالنسبة إلى ارتفاع نجد كما ذكره ياقوت الحموي: إذا انقطعت الجبال من نحو تهامة فما وراءها إلى البحر فهو الغور، والغور والتهامة واحد. 150

موقعها الجغرافي

ضفة البحر الأحمر الساحلية وخطة الجزيرة العربية جنوبًا تطلق عليها من قديم" تهامة"، فقد ذكر الدكتور شوقي خليل: وهي السهول الساحلية الممتدة بمحاذاة سواحل البحر الأحمر، وتمتد من ينبع شمالًا إلى نجران جنوبًا. 151

فالجغرافيون القدامى قد ذكروا تهامة كإقليم مستقل مع وضعية خاصة منفصلة، أما الجغرافيون الجدد فخالفوا المتقدمين في استقلالها وانفصالها، فعدّوها كقطعة متصلة بالحجاز، فقال السيد سليمان الندوي: عند كثير من الجغرافيين ليست تهامة إقليمًا مفردًا؛ بل هي جزء من الحجاز، فتقسم بلاد العرب إلى المناطق التالية: العروض ونجد واليمن والحجاز وكل منطقة منها مقسمة إلى أجزاء صغيرة. 152 وممن عد مكة المكرمة في مناطق تهامة السيد محمود الشكري، حيث يقول: ففيها من البلاد مكة المكرمة شرفها اللّٰه تعالى. 153

ولكن كما ذكرنا فإن المؤرخين الجدد قد اعتبروها جزءًا من الحجاز، ولذلك أكثر الباحثين قد ذهبوا إلى أن مكة المكرمة معدودة من الحجاز.

أهم مناطقها

تهامة مشتملة على عدة مناطق مهمة، منها ما خربت وانطمست آثارها، ومنها ما بقيت على آثارها القديمة، فمن المناطق الباقية بلاد هذيل، أي: النخلة اليمانية والنخلة الشمالية، وبوباة، وينبع. ونذكر بعض تفاصيلها في المباحث القادمة.

بلاد هذيل

هذيل كانت من قبائل الحجاز المهمة، وتنقسم إلى قسمين: شمالي وجنوبي، وتقع ديار هذيل الشمالية في أطراف مكة من جهة الشرق والجنوب، وبالأخص في أطراف مكة والطائف بقرب جبل برد، وجبل ذكا المشهور، ويتألف هذا القسم الشمالي من سبعة أفخاذ: المطارفة والمساعيد والسواهر ولحيان وعمرو أو عمير والجنابر وأما القسم الثاني فيدعى هذيل اليمن ويتألف من الأفخاذ الآتية: الندوية ودعد والسراونة والعاهلة وجميل، 154 فالقطعة الكبيرة من تهامة كانت مشتملة على بني هذيل، وكانت معروفة بـ"بلاد الهذيل".

وتقع بلاد الهذيل في طريق مكة على بعد مسافة ليلتين، حيث كانت تحتوي على حارتين كبيرتين وأحياء عديدة، وكانت فيهما "نخلتان"، قال فيهما جاراللّٰه الزمخشري: نخلة اليمانية ونخلة الشامية واديان لهذيل في طريق مكة على ليلتين. 155

والحد النهائي لنخلة اليمانية يصل إلى وادي" يدعان" كما يحد نخلة الشامية بطن مر، فيذكر ياقوت الحموي عن ذلك: واد يصب في يدعان. 156 وفي نخلة اليمانية نفسها واد آخر من تهامة يقال لها: وادي السبوحة، يقول عنها الزمخشري: سبوحة واد في نخلة اليمانية على بستان بني عامر. 157 كذلك يذكر زين الدين الهمداني موضحًا حدود وادي يدعان والنخلة الشامية فيقول: يدعان واد به مسجد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، وبه عسكرت هوازن يوم حنين ونخلة الشامية مجتمعهما بطن مر. 158

والمراد بما قال: إن نقطة تفصل يدعان ونخلة الشامية يقال لها بطن مر، وكان بها مسجد الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم باسم" لية".

مسجد وادي لية

نزل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم وأصحابه رضوان اللّٰه عليهم أجمعين في وادي يدعان فبنوا بها مسجدًا حيث نزلوا، يقول السمهودي: ومنها مسجد لیة، وبین وادى لیة ووادى الطائف نحو ثمانیة أمیال، قال ابن إسحاق: سلك رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم حین فرغ من حنین متوجها إلى الطائف على نخلة الیمانیة، ثم على قرن وهو مهلّ أهل نجد ثم على الملیج ثم على بحرة الرغا من لیة فابتنی بها مسجدًا وصلى فیه. قال المطري: وهو معروف الیوم وسط وادي لیة، رأیته وعنده أثر فى حجر، یقال: به أثر خف ناقة رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم. 159

فهذا المسجد كان معروفًا باسم" لية" حتى مرت عليه قرون عديدة، وهناك أقوال تدل على أنه كان موجودًا في زمن المطري.

مضيقات بلاد الهذيل

كانت ببلاد الهذيل عدة مضيقات صغيرة، من أشهرها كانت أبام وأبيم ونحا ومراح، أما أبام وأبيم فكانتا مضيقتين صغيرتين جبليتين، يذكر جار اللّٰه الزمخشري في كتابه: أبام وأبيم شعبان بنخلة اليمانية لهذيل بينهما مسيرة ساعة من النهار، قال السعدي:

  وإن بهذا الجزع بين أبيم
وبين أبام شعبة من فؤاديا 160

وفي مرتفعاتها شعاب ومضيقات عديدة، ذكرها السيد محمود الشكري في بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب حيث قال:

  "ثم فوق ذلك شعب یقال له: نحا، وكان لهذيل أيضًا، ثم المراخ وهي لهذیل، وهي ثلاثة شعاب تصب من داءة، وداءة هي الجبل الذى یحجز بین نخلتین، ثم عشر وهو شعب لهذیل یصب من داءة أيضًا، وقبالة عشر من شق نخلة الأخرى" شعبان"، یقال لهما: الصهیاتان یجیئان من السراة، وبینهما وبین بسوم جبل یقال له: المرقبة، كان مرقبة لهذیل تکون رقباؤهم فیه، وشعب یقال له: هلال یجيء من السراة أيضًا من بسوم، ثم شعب مثل هذا أيضًا یقال له: خیص، وبسوم جبل لهذیل، وشعبان یقال لهما: الکفوان، الکفو الأبیض والکفو الأسود وهما طریقان مختصران یصعدان إلى الطائف وهما مغان لا تطلع علیها الشمس إلا ساعة من نهار وهما شعبا سار وهما بلاد مهائف تهاف الغنم من المرعى الذي في التار ولا یرعیان إلا في الصیف". 161

صحراء بوباة

بقعة بتهامة يقال لها: بلاد سعد بن بكر؛ لأنها كانت في العصر القديم موطن قبائل سعد بن بكر بن هوازن، ذكره العالم الجغرافي الشهير ياقوت الحموي في كتابه: اسم لصحراء بأرض تهامة إذا خرجت من أعالي وادي النخلة اليمانية وهي بلاد بني سعد بن بكر بن هوازن. 162 ويقول الحموي في موضع آخر: واد يجيء من السراة سعد ابن بكر ولبعض قريش. 163 وذكر جار اللّٰه الزمخشري: البوباة صحراء بتهامة وهي بلاد سعد بن بكر. 164 وقال عاتق الحربي: البوباة من ديار بني سعد بن بكر. 165

فالبوباة كانت مساكن قبيلة سعد بن بكر، وهي الصحراء التي نشأ وترعرع فيها الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم وقضى فيها أيام رضاعته؛ بما أن حليمة السعدية رضي اللّٰه عنها كانت من بلاد بني سعد، وهم حضنة النبي صلى اللّٰه عليه وسلم. 166

وادي قرن

وكان في صحراء بوباة" قرن"، وهي واد بين صحراء وبين الشعاب، يقول عنها الحموي: قرن واد بين البوباة والمناقب وهو جبل. 167 وقال عنها جار اللّٰه الزمخشري: قرن واد بين البوباء. 168 وكان هذا الوادي المسمى بـ" القرن" آخر جزء من صحراء البوباة، وهي ميقات لأهل نجد والأحساء والعراق ودول الخليج العربية والبحرين، وهي من المواقيت التي حددها الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم كما روى الترمذي عن عبد اللّٰه بن عمر رضي اللّٰه عنهما قال: أن رجلًا قال: من أين نهل يا رسول اللّٰه؟ قال: يهل أهل المدينة من ذي الحليفة وأهل الشام من الجحفة وأهل نجد من قرن. 169

وأخرج البخاري رحمه اللّٰه عن زيد بن جبير رضي اللّٰه عنه: حدثني زيد بن جبير أنه أتى عبد اللّٰه بن عمر في منزله وله فسطاط وسرادق، فسألته من أين يجوز أن أعتمر؟ قال: فرضها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم لأهل نجد قرنًا ولأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة. 170 قد وضح الحموي نقلا عن الغوري قال: هو ميقات أهل اليمن والطائف يقال له: قرن المنازل... وقال القاضي عياض: قرن المنازل وهو قرن الثعالب بسكون الراء، ميقات أهل نجد تلقاء مكة على يوم وليلة... وقال الحسن بن محمد المهلبي: قرن قرية بينها وبين مكة أحد وخمسون ميلًا وهي ميقات أهل اليمن، بينها وبين الطائف ذات اليمين ستة وثلاثون ميلًا". 171

وقد اشتهر الآن باسم "السيل الكبير" الواقع بين مكة المكرمة والطائف، يقع على مسافة أربع وتسعين(94) كلو مترًا، كما ذكره عبد الله بن عبد الملك: وبعدها عن حرم مكة المكرمة 94 كلو مترًا. 172 كما يطلق عليها ميقات مسجد السيل الكبير؛ فإنه ميقات يدخلون منه الحجاج أفواجًا، وأكثرهم حجاج مواطنون، فأهل الطائف ونجد سكان المناطق الشرقية من الرياض مع المقيمين الأجانب، وجميع التسهيلات والوسائل متوفرة هنا كما تتوفر في أطراف مساجد المواقيت الأخرى، فيذكر الشيخ محمد طاهر الكردي في هذا الصدد: ومیقات المتوجه من نجد الحجاز ونجد الیمن ومن الطائف قرن، بفتح القاف وسکون الراء، ویقال لها: قرن المنازل، وهي علی مرحلتین من مکة لنجد، وهي تعادل السیل الکبیر یحرم منه أهل نجد الآن وقد توهم بعضهم أن قرن المنازل هو قرن الثعالب، ولیس ذلك بصحیح، بل هما موضعان، فقرن الثعالب قریب من عرفات، ولیس من المواقیت، وقرن المنازل هو الموازي للسیل الکبیر، وهو المیقات المعروف. 173

فالأماكن التي مر ذكرها آنفًا كانت من أهم مناطق تهامة، تتضح منها أهمية موقعها الجغرافي، وهناك منطقة أخرى تسمى بينبع.

ينبع

ينبع من أهم مناطق تهامة، حاضرة مدينة المنورة، كانت في الأصل بلدةً قريبةً من البحر يسكن بها بنو حسن بن علي بن أبي طالب رضي اللّٰه عنه، كما يذكر شمس الدين السخاوي: وأكثر سكانها الكثير منهم زيدية شرفاء من بني حسن سمر الألوان. ويقال: أن بها وقفًا لعلي- رضى اللّٰه تعالى عنه- يتولاه أولاده. 174 فاستوطنها قبائل الأنصار وغيرها في العصور القديمةكما قال زين الدين الهمداني: ويسكنها الأنصار وجهينة وليث. 175

وكانت على مقربة منها ميناء نحو مرحلة (أي: رحلة يوم)، ويكتب القاضي سليمان المنصورفوري في كتابه موضحًا تفاصيلها: إنها من أشهر الموانئ وهي ميناء مشهورة على الطريق البحري من مصر إلى جدة وهي أقرب الموانئ إلى المدينة المنورة، وأحاطت بها أسوار متينة من الجهات الثلاثة، ويقع البحر من جهتها الشرقية، وفي أعماق البحر عديد من الجبال البحرية، والمياه عميقة عند الميناء، والسفن الكبيرة لا تقترب من الساحل في جدة كما تقترب منه في ميناء ينبع، وينفع ذلك التجار والملاحين كلهم، وتوجد هنا ماكينة تحلي ماء البحر، أجهزها الأتراك في عهدهم، والماء المجهز بها ماء طيب لذيذ، وأنا أفضله على مياه العيون الجارية، فينبع منطقة متسعة يعادل سكانها أكثر من ثلاثة آلاف نسمةً. 176

و"رضوى" اسم جبل بالقرب من ينبع، 177 يقول عنه السيد محمود الشكري: وبقربها جبل" رضوى" الذي يحمل منه حجر المسن إلى الآفاق. 178 وكان في قديم الزمان محطًا ومنزلًا للحجاج الذين يتوجهون من مصر، يقول الصالحي: وهو منزل الحاج المصري. 179 يدل قوله هذا على أن جبل رضوى كان منزلًا لمن يقدم من مصر لأداء فريضة الحج، فينزلون فيه ويستريحون، ثم يواصلون السير إلى بيت اللّٰه المکرم المقدس.

القبائل

كانت هناك كثير من القبائل العدنانية والقحطانية تعيش في تهامة، فالمناطق اليمنية التي تدخل في تهامة معظمها من القبائل القحطانية بينما العدنانية كانت تعيش في ماعداها من مناطق أخرى، وأما ما ذكر عمر بن رضا الدمشقي من القبائل العدنانية فهي الأهدل، 180 والجرابح، 181 وبهي، 182 وبنو دوس بن عدنان، 183 ومن القبائل العدنانية فهي بنو إياد بن نزاز، 184 وبنو بكر بن سعد 185 وبنو جهينة، 186 وبنو الحارث بن بهثة. 187

فاتضح أن تهامة كانت جزءًا مهمًّا من الجزيرة العربية، ويطلق عليها "الغور" أيضًا، وأجوائها حارة وهوائها محرقة جدًا، فينشأ الاحتباس في الفضاء، وهناك منطقة كبيرة مشتملة على أحياء عديدة من بني الهذيل شهيرة بـ"بلاد الهذيل" تحتوي على عدة مضيقات، منها: نحا ومريخ وأبام وأبيم وغير ذلك، وكذلك إنها تحتوي على وديان متعددة، منها: نخلة اليمانية ونخلة الشامية والسبوح ويدعان، وهو موضع أقام به الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم يوم الحنين، وبنى مسجدًا عرف بعد ذلك بالمسجد "لية"، وكان بها موطن حاضنة الرسول صلى اللّٰه تعالى عليه وآله وسلم حليمة السعدية رضي اللّٰه عنها، والصحراء الواقعة بها باسم البوباة آخر جزئها "قرن"، وهي ميقات لأهل نجد والأحساء وأهل الدول الخليجية العربية والبحرين.

(2) الحجاز:

قدمت أفكار وأنظار مختلفة في تحديد الحجاز جغرافيًا، وبعد إمعان النظر فيها يتضح أن تهامة ليست جزءًا من الحجاز إلا أن كثيرًا من المؤرخين والجغرافيين يعتبرونها معدودةً من الحجاز، وأما المدينة المنورة فقيل: إن نصفها تهامة ونصفها الحجاز، وأحيانًا تتسع حدود الحجاز الشرقية إلى موضع "فيد"؛ لكن القول به لا يخلو عن المبالغة كأن يقال: إن حدودها الشمالية متصلة بفلسطين، فالمدين والمناطق النائية لم تكن معتبرة من الحجاز وفق ما تعينت الحدود الشمالية بالضبط، وأما حدود الحجاز الجنوبية فكانت تتصل باليمن في زمن ما؛ إلا أن اليوم قد حالت بينها وبين اليمن منطقة العسير، وأما الحجاز في الأيام الحاضرة فهي المنطقة التي تشكل جانبًا غربيًا من المملكة السعودية الحالية. 188

سبب تسميتها

الحجاز معناه اللغوي "المنع والحجز"، أي: الحائل بين الشيئين، فقيل: الحجاز لغةً من الحجز وهو الفصل بين الشيئين. 189 وفصل أبو منصور الأزهري بعض مشتقاتها، فقال: الحجز أن تحجز بين مقاتلين، والحجاز الاسم، وكذلك الحاجز قال اللّٰه عزوجل: وجعل بين البحرين حاجزا 190 أي: حجازًا بين ماء ملح وماء عذب لا يختلطان، وذلك الحجاز قدرة اللّٰه. 191

ويطلق الحجاز على الجبال أيضًا كما جاء في كتب اللغة: ويقال للجبال أيضًا: حجاز، أي؛ لأنها تحجز بين أرض وأرض. 192 فعلم أن لهذه الكلمة معانٍ كثيرة، وقد اتفق أهل اللغة على أنه لو أريد بالحجاز "الفصل" فهي بالتأكيد سلسلة جبال السروات التى تحد أراضي تهامة المنحدرة الملتوية الممتددة على طول قلزم، وتفصلها من أراضي نجد المرتفعة في داخل المملكة، وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنه كان حاجزًا بين الشام واليمن.

وتدل الدراسات الجيولوجية المثقفة على أن جبال هاتين المنطقتين تقع خارج الدرع العربي، ومنها جبل السراة أيضًا،كما ورد في الموسوعة الفقهية الكويتية: الحجاز البلد المعروف سمي بذلك من الحجز الذي هو فصل بين الشيئين قيل: لأنه فصل بين الغور (أي تهامة) والشام والبادية. 193 وكذلك ذكر ياقوت الحموي: وإنما سمي حجازًا؛ لأنه حجز بين تهامة ونجد. 194 ويقول أبو منصور الأزهري: سمي حجازًا؛ لأن الحرار حجزت بينه وبين عالية نجد. 195

حدودها الأربعة

قد نقلت أقوال مختلفة في تعيين حدود الحجاز، ذكر ياقوت الحموي أن الحجاز الجبل الممتد الذي حال بين الغور وغور تهامة ونجد. 196 والأصمعي قال: الحجاز من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام. 197 ويوافق ذلك ما قاله هشام الكلبي من أن جبل السراة من قعرة اليمن إلى أطراف بوادي الشام سمته العرب حجازا. 198

دل هذا على أن اسم الحجاز قد أطلق على منطقة كبيرة من الجزيرة العربية لموقعها الطبيعي والجغرافي، وقد أحاطت حدود الحجاز عدة أماكن مهمة وشهيرة مثل بدر وعكاظ وغيرهما، ولها أهمية تاريخية كبيرة، فبسط السيد محمود الآلوسي كلامه في بيان حدود الججاز حيث قال: حد الحجاز الأول بطن نخلة وظهر حرة لیلى، والحد الثاني مما یلي الشام شعب وبدا، والحد الثالث مما یلي تهامة بدر والسقیا ورهاط وعکاظ، والحد الرابع شابة وودان ثم ینحدر إلى الحد الأول. 199

وهناك عديد من الحرار أو الحمم اللابة التي يشتمل عليها الحجاز، وهي كما ذكرها السمهودي: حرة واقم، وحرة راجل -بالراء - والجيم، وحرة ليلى، وحرة بني سليم، وحرة النار، وحرة وبرة، 200 ونحوه مذكور في الموسوعة الفقهية. 201 وذكرها عبد المالك المجاهد بقوله:

  "طول الحجاز شمالًا وجنوبًا يمتد من العلاء إلى اليمن، ما يعادل حوالي ثلاث مئة وخسمين (350) ميلًا، أي: خمس مئة وستين (560) كلو مترًا، وتهامة معدودة من أرض الحجاز في الأغلب حتى عدّ منها بعض الباحثين تبوك وفلسطين أيضًا، وتعتبر جبل السراة كعمود فقري لشبه الجزيرة العربية، وتعلو بعض قممها في جانب اليمن، وتسقط بها الثلوج في فصل الشتاء". 202

هذه هي حدود الحجاز من الجهات الأربعة طبيعيًا وجغرافيًا، أما في مصطلح الفقهاء وخاصةً عند الشافعية والحنابلة فقد أرادوا بالحجاز موضعًا آخر في بيان حكم الجزيرة العربية الوارد في الحديث، فالمراد عندهم بالحجاز كما ذهب الإمام الشافعي إلى أن الحجاز مکة والمدینة والیمامة ومخاليفها كلها. ثم قال: ولا یتبین أن یمنعوا ركوب بحر الحجاز ویمنعون من المقام في سواحله، وكذلك إن كانت في بحر الحجاز جزائر وجبال تسکن منعوا من سکناها؛ لأنها من أرض الحجاز. 203

فتبين أن الجزائر وجبالها مدرجة في الحجاز كما ذكرها الفقهاء، أما من حيث موقعها الطبيعي والجغرافي فليست هي معدودة منها.

طقسها ومناخها

إن موقعها الجغرافي والطبيعي يمثل دورًا فعالًا في تسخين طقسها وتكوين مناخها حارًا جافًا، ثم يتسبب طقسها هذا في تقليل مياهها، والرياح التي تهب فيها على نوعين: نوع ملائم للحياة البشرية، ونوع يخالفها، وقد ذكر دي ليسي أو ليري( DE Lecy O’Leary) عن مناخ الحجاز ورياحها فقال:

  "إن منطقة الحجاز حارة جدًا هواءً وفضاءً، ومعظم أرضها جافة جدباء، والجبال بها ممتدة مترامية الأطراف إلا أنها مجدبة، وأشعة الشمس تسخنها وتحرقها كشعلة من النار، فتحيط الرياح المحرقة بالمنطقة تمامًا، ولاتنزل بها الأمطار إلا نادرة، وبسبب ذلك لاتنبت أرضها الإنتاجات الزراعية، وأما المنطقة الخصبة منها فهي الطائف فقط، وتهب هناك ريحان، ذكرهما الشعراء في أشعارهم وقصائدهم، النسيم: أي: ريح الصبا، وهي تهب من جانب الشرق صباحًا، وهي ريح تبعث النشاط والبسطة في القلب والروح، والسموم: وهي ريح محرقة مسمومة، تقضي عواصفها على البشر والحيوان جميعًا، وهي تجف عيون المياه وبركها، وتحرق النباتات والشجيرات، فالعرب إذا كانوا في هذه الكيفية الصعبة المعسرة فانتقلوا من مكان إلى آخر، واختاروا الحياة البدوية الرحالة بسبب قلة المياه في مناطقهم، وشعراء العرب قد ذكروا عيونًا وبركًا في أشعارهم وأبياتهم". 204

فالجو في الحجاز كان حارًا جافًا لأجل موقعها الجغرافي والطبيعي، ما كان سببًا لقلة المياه واضطرار سكانها إلى الحياة البدوية الرحالة.

أهم أماكنها

الحجاز منطقة غربية شمال الجزيرة العربية، مقدسة مشرفة، برز فيها فجر الإسلام، ولها أهمية كبيرة من حيث أنها أصبحت كمهبط للوحي ومركز روحاني للإسلام، ومن ثم تطلق عليها "أرض الإسلام"، وهنا بيت الله المحرم الواقع في وسط مكة المكرمة، وهي مسقط رأس الرسول صلى الله عليه وسلم ومهبط الوحي، فالحجاز أرض مباركة طيبة لها شأن في قلوب المسلمين بسبب أن بها حرما مكّيًا ومدنيًا ولايدخلهما إلا أهل الإسلام، ومن ثم افترضت بها حدود معينة لا يعبرها الكفار، 206 والحجاز كانت مشتملةً على مدن وبلاد ومناطق صغيرة وكبيرة، وسنذكر أهمها التي لا بد من ذكرها، 206 وهي:

  1. مكة المكرمة
  2. المدينة المنورة
  3. جدة
  4. الطائف
  5. خيبر
  6. بدر
  7. تبوك

مكة المكرمة

تتميز مكة المكرمة بأسماء عديدة، ومن أشهرها مكة، يقول الإمام النووي رحمه اللّٰه: ولا يرى في البلاد بلدة أكثر أسماء من مكة والمدينة؛ لكونهما أشرف الأرض. 207 كما ورد ذكر مكة في القرآن الكريم، ففي مقام قال جل وعلا:

  وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا 208

وقد ورد في هذه الآية المباركة اسم مكة الحقيقي، وهو الذي استخدمه العرب.

سبب تسميتها

كلمة مكة مشتقة من "مك"، ومك يقال للتدافع والجذب، وسميت بها؛ لأن الناس يدافعون بعضهم بعضًا عند الطواف، أو لأنها تجذب وتنقص ذنوب العصاة فتمحوها، وقيل: لقلة مائها، وذلك أنهم كانوا يمتكون الماء فيها، أي: يستخرجونه، 209 وقيل: سميت مكة؛ لأنها كانت تمك من ظلم فيها وألحد أي: تهلكه، 210 وورد في الموسوعة الفقهية الكويتية أن اختلف في سبب تسمیتها مکة بالمیم فقیل: لأنها تمك الجبارین أي: تذهب نخوتهم، وقیل: لأنها تمک الفاجر عنها أي: تخرجه، وقیل: كأنها تجهد أهلها من قوله تمککت العظم إذا أخرجت مخه، وقیل: لأنها تجذب الناس إلیها من قوله: امتك الفصیل ما في ضرع أمه إذا لم یبق فیه شیئا، وقیل لقله مائها. 211

كما ذكر فخر الدين الرازي سبب تسمية مكة في تفسيره مع بيان اشتقاقاتها فقال: وأما مكة ففي اشتقاقها وجوه، الأول: أن اشتقاقها من أنها ‌تمك ‌الذنوب أي: تزيلها كلها، من قولك: امتك الفصيل ضرع أمه، إذا امتص ما فيه، الثاني: سميت بذلك؛ لاجتلابها الناس من كل جانب من الأرض، يقال: امتك الفصيل، إذا استقصى ما في الضرع، ويقال: تمككت العظم، إذا استقصيت ما فيه، الثالث: سميت مكة؛ لقلة مائها، كأن أرضها امتكت مائها، الرابع: قيل: إن مكة وسط الأرض، والعيون والمياه تنبع من تحت مكة، فالأرض كلها تمك من ماء مكة، ومن الناس من فرق بين مكة وبكة، فقال بعضهم: إن بكة اسم للمسجد خاصةً، وأما مكة، فهو اسم لكل البلد. 212

فعلم أن معاني كلمة "مكة" تشمل استخراج اللب من العظم، وامتصاص اللبن من الضرع، والقضاء على عصيان الظالم والمعتدي، وما إلى ذلك، ولجميعها صلة معنوية قوية بـ"مكة"، فسميت بها لتشابه معانيها المختلفة بعضها بعضًا.

حدودها الأربعة

تشمل حدود مكة المكرمة جنة المعلى، وجبل أبي قبيس، وغيرهما من أماكن مهمة، كما ذكر أطرافها الأربعة الشيخ قطب الدين الحنفي بقوله:

  "إن بلد اللّٰه الحرام مكة المشرفة، زادها اللّٰه شرفًا وتعظيمًا بلدة كبيرة مستطيلة، ذات شعاب واسعة، ولها مبدؤ ونهاية، فبدؤها: المعلاة، وهى: المقفرة الشريفة، ومنتهاها: من جانب جدة، موضع يقال له: الشبيكة، ومن جانب اليمن، قرب مولد سيدنا حمزة (رضى اللّٰه تعالى عنه) فى لصق مجرى العين، ينزل إليه من درج له يقال له: البازان، وعرضها من وجه يقال له الآن: جبل جزل إلى أكثر من نصف جبل أبى قبيس، ويقال لهذين الجبلين: الأخشبان، وسماهما الأزرقي جبل أبى قبيس والجبل الآخر فإنه قال: خشبا أبى قبيس، وهو: الجبل المشرف على الصفا، والآخر: الجبل الذى يقال له: الأحمر... وهي تسع خلقًا كثيرًا خصوصًا فى أيام الحج فإنه ترد إليها قوافل عظيمة وطوائف لا يحصيهم إلا اللّٰه تعالى، فتسعهم جميعاً". 213

وأضاف السيد سليمان الندوي إليه فقال: ولها اسم ثالث أم القرى، هي عاصمة الحجاز، هي مدينة بناها نبي شيخ كبير هو إبراهيم عليه السلام، وهاجر إليها نبي شاب هو إسماعيل عليه السلام، وولد فيها نبي يتيم هو محمد صلى اللّٰه عليه وآله وسلم، تقع على إحدى وعشرين (21) درجةً وثمان وثلاثين (38) دقيقةً عرضًا، وعلى أربعين (40) درجةً وتسع (9) دقائق طولًا، ترتفع ثلاث مئة وثلاثين (330) مترًا من سطح البحر، تحيط بها الجبال من كل جانب، طولها ثلاثون (30) كلومترًا شرقًا وغربًا، وعرضها كلومتر ونصف جنوبًا وشمالًا، والسلسلة الشرقية مركبة من سلاسل جبل قيقعان، والجبل الهندي، وجبل لعلع، وجبل كداء، وجبل كداء هو الذي دخل منه النبي صلى اللّٰه عليه وآله وسلم مكة فاتحًا، والسلسلة الجنوبية مؤلفة من جبل ثور، وجبل كدى، وبعض جبل أبي قبيس، وفي الشرق جبل أبي قبيس، ووراءه جبل خندمة، وفي الغرب جبل عمر. 214

المدينة المنورة

المدينة المنورة هي أشهر بلدة وأقدس بقعة في الحجاز بعد مكة المكرمة -زادهما الله شرفًا وعزًا ووقارًا-. وهي نفس الأرض المباركة التي هاجر إليها خاتم الأنبياء محمد رسول اللّٰه- صلى اللّٰه عليه وسلم- وهو صلى اللّٰه عليه وسلم لايزال ينورها بوجوده المبارك فيها -عليه الصلوات والتسليمات-، قضى الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم أواخر عشر السنوات من حياته المباركة في المدينة المنورة، واختار مقرًا ومقامًا له-صلى اللّٰه عليه وسلم-، يقول السيد محمود الآلوسي في وصف البيئة الممتعة والهادئة هنا: ففیه من البلاد المشهورة المدینة النبویة علی ساكنها أفضل الصلاة وأكمل السلام، وقیل: هي من نجد وهي بلدة طیبة مباركة كثیرة الخیرات عذبة المیاه وافرة النخیل والثمار أهلها وسکنتها یودون الغرباء ویحبون من هاجر إلیهم. 215

وكان أول أسمائها يثرب، وأطلق عليها الجغرافي اليوناني الشهير بطليموس اسم "يثريبه" في جغرافيته. 216 ولما هاجر النبي -صلى اللّٰه عليه وسلم- إلى يثرب فأطلق عليها اسم طيبة وطابة كما روي عنه صلى اللّٰه عليه وسلم قال: من سمى المدينة يثرب فليستغفر اللّٰه تعالى، هي طابة كشامة، هي طابة، هي طابة، قال ذلك ثلاثًا. 217 وقد ورد في القرآن كلا اسميها، أما يثرب فقال تعالى: وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم، 218 وأما المدينة فقال جلّ وعلا: وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم. 219

حدودها الأربعة

تقع المدينة المنورة شمال خط الاستواء عند ثلاث (3) درجات وخمسين (50) دقيقةً من خط الطول شرقًا، وأربع وعشرين (24) درجةً واثنان وثلاثون (32) دقيقةً من خط العرض شمالًا، وتقع على بعد ثلاث مئة (300) ميل من مكة المكرمة وواحد وثلاثين (130) ميلًا من ينبع وترتفع ست مئة (600) متر على سطح البحر، يقع في شمالها جبل أحد وفي جنوبها جبل عير، ويقع كلا الجبلين على بُعد أربع (4) كيلومترات من المدينة المنورة حتى أيامنا هذه. 220 ويزيد عبد المعبود بسطًا في حدود المدينة المنورة حيث قال: خط طول المدينة المنورة وخط طول مكة متطابقان تقريبًا، أي: تسع وأربعون ونصف درجة شرقاً؛ لكن خط عرضها هو أربع وعشرون (24)درجةً شمالًا، بينما خط عرض مكة هو واحد وعشرون (21) درجةً شمالًا، وتقع هذه المدينة المقدسة في سهل له منحدر جبلي طفيف على الجانب الشمالي، وهي محاطة بتلتين شرقًا وغربًا وجبلين شمالًا وجنوبًا، وفي شرقها حرة الواقم وغربها حرة البلدة. 221

جدة

تقع جدة على ساحل البحر الأحمر، مركز تجاري وثقافي مهم في الجزيرة العربية، ومينائها تعتبر من أكبر موانئ البحر الأحمر كما أنها أكبر مدينة وعاصمة اقتصادية للمملكة العربية السعودية بعد الرياض، وإلى جانب ذلك إن جدة هي بوابة مهمة للدخول إلى أقدس الأماكن الإسلامية وهي المسجد الحرام والمسجد النبوي، مع أن المدينة المنورة بها مطار دولي يأتي منه بعض الحجاج والمعتمرون والزوار مباشرةً إلا أن مطار جدة الدولي هو المدخل الرئيسي، وكان الحجاج في القرون الماضية يأتون من ميناء جدة على البواخر؛ ولكن معظمهم الآن يفضلون السفر عن طريق الجو، ولما كانت قريبةً من البحر الأحمر فيهيمن صيد الأسماك والمأكولات البحرية على الثقافة المحلية هنا عوض المناطق الأخرى.

سبب تسميتها

تختلف معاني الألفاظ وتتغير مفاهيمها عند تغير استخدامها، فتوجد كثير من النظريات البارزة للغويين والمؤرخين فيما يتعلق بأصل الكلمة واستخداماتها المختلفة في اللغة العربية، والكل يشرحونها حسب نطقهم لها، وقد وقع الخلاف في نطق كلمة "جدة" كما اختلف في سبب تسميتها، فمن المؤرخين من نطقها "جُدة" بضم الجيم ومعناها الشاطي والساحل، ويقول البعض: إن اسمها الأصلي هو "جَدة" أي: أم الأب؛ ولكن المؤرخ الشهير أبا عبيد البكري أوضح سبب تسميتها وعزاها إلى جدة بن جرم، أحد أبناء القضاعة، وقضاعة كانت مدينة قبل حوالي ثلاثة آلاف (3000) سنة، وسميت بجدة؛ نسبة لجدة بن جرم بن ربان الذي استقر هنا في زمن قديم، ويوضح البكري ذلك بقوله: وبجدة ولد جدة بن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وبها سمي. 222

وذكر القاضي سليمان المنصورفوري أنواعًا من الكلمات المتعلقة بجدة ومعانيها وتطبيقاتها فقال: جدّة ذكرها البكري في معجمه وابن بطوطة في رحلته بالضم أي: جُدّة، يُطلق على الشاطئ الجاف للبحر وهي تعني أيضًا طريقًا واسعًا، لذا فإن المسافة من جدة إلى مكة واسعة جدًا، وينطقها أهل مصر بالفتح أي: جَدّة وتعني أيضًا واسعةً وتلفظ عمومًا بجِدّة بالكسر وتعني السعادة. 223

بينما يرى البعض أن أصح هذه الأقوال هو أن جَدّة تعني "أم الأب"، وأكبر دليل على ذلك هو المقبرة القديمة في مدينة جدة، وفيها ضريح مبارك معزو إلى أم البشر حواء عليها السلام، وهذا الدليل يكتفى به على التقرير المذكور سالفًا، وذكره تقي الدين الفاسي في فضائل جدة فروى عن ابن عباس رضي اللّٰه عنهما أن فيها قبر حواء. 224 ويقول ابن جبير الأندلسي في ذلك: وبها موضع فیه قبة مشیدة عتیقة یذكر أنه كان منزل حواء أم البشر صلى اللّٰه علیها عند توجهها إلى مکة فبنى ذلك المبنى عليه تشهیرا لبركته وفضله. واللّٰه أعلم بذلك. 225 وأضاف إلى ذلك تقي الدين الفاسي فقال: ولعل هذا الموضع هو الموضع الذى یقال له: قبر حواء وهو مکان مشهور بجدة إذ لا مانع من أن تکون نزلت فیه ودفنت فیه. واللّٰه أعلم. 226

وقال العلامة العصامي: أكثر الرواة على أنها دفنت بجدة بالمحل المعروف بها. 227 وذكر ابن عبد اللّٰه الحميري: وبجدة نزلت حواء عليها السلام، وقيل: بجدة قبرها. 228كما ذهب إليه القاضي محمد سليمان المنصورفوري في وصفه لموقع القبر المنسوب إلى السيدة حواء عليها السلام والتفاصيل التي رآها بعينيه فقال: قبر أم البشر يقع في الجانب الشرقي، طوله مئة وخمسون (150) مترًا أي: أربع مئة واثنان وتسعون (492) قدمًا، بينما ارتفاعه متر واحد (1) أي: ثلاثة وربع (3) قدم وعرضه ثلاثة (3) أمتار أي: عشرة (10) أقدام، وبنيت قبة في جانب الرأس بهيئة المحراب يبلغ طولها حوالي ثلاثة أرباع الضريح، وبنيت قاعدة تشبه القوس في جانب الأقدام من الضريح فوق القبر، وبني على عرض القبر جداران تتوسط بينهما مساحة فارغة، وهذان الجداران يدلان على عرض القبر. 229

الطائف

تعتبر الطائف من أقدم مدن الحجاز المقدس، وهي مصيف (مكان صحي للإقامة في الصيف) لأهل مكة منذ العصور القديمة بسبب ارتفاعها ألف وسبع مئة (1700) متر على سطح البحر، وذكر أبو عبد اللّٰه الفاكهي حول هوائها ومائها أن الطائف بلد طيب الهواء، ‌بارد الماء، 230 كما قال السيد محمود الآلوسي: هو بطن من جبل غزوان بشرقي مکة وهو شدید البرد كثیر الفواكه لما فیه من كثرة البساتین التی تسقیها العیون والجداول المنحدرة من الجبال. 231 ويذكر الدكتور جواد علي أنه أبرد مکان في الحجاز وربما جمد الماء في ذروته في الشتاء ولیس بالحجاز موضع یجمد فیه الماء سوى هذا الموضع. 232 وعادةً تقضي بها أثرياء مكة أسخن الأيام والليالي وأحرها بسلام وطمأنينة، ويتمتعون بطقسها الجيد الهادئ، والحق أن مثل هذا الطقس في الجزيرة العربية نعمة من نعم اللّٰه الجليلة.

سبب تسميتها

أقدم أسماء الطائف "وج"، وهو اليوم اسم لواد صغير في الطائف، وقد سميت برجل من العمالقة" وج بن عبد الحي" يقول ياقوت الحموي: كانت الطائف تسمى قبل ذلك وجًا بوج بن عبد الحي من العماليق. 233 ومن معاني الطائف في اللغة العربية: "المحيط" أو "السور" أيضًا، وقد ذكر القرطبي سبب تسميتها نقلًا عن البكري فقال: سمیت الطائف؛ لأن رجلًا من الصدف یقال له: "الدمون" بنى حائطًا وقال: قد بنیت لکم طائفًا حول بلدكم، فسمیت الطائف. 234

كذلك يذكر عبد الملك المجاهد أن رجلًا من أثرياء بني صدف، قتل ابن عمه ثم هرب إلى "وج"، واقترح لأهلها بأن يحيطوا بجوانب بلدتهم جدرانًا وأسوارًا لحماية ووقاية بلدتهم من شن الغارات ونهب القطاع واللصوص، فبنى بنو ثقيف جدارنًا متينةً تشكل قلعةً حصينةً، ولما كانت هذه الجدران محاطةً بالبلد من جميع الأطراف فسموا بذلك طائفًا. 235 ويذكر البكري نقلا عن أبي مسكين المدني: أصاب رجل من الصّدف دمًا فى قومه بحضر موت، وكان يقال للصّدفىّ الدّمون، وكان قتل ابن عم له، فقال فى ذلك:

  وحربة ناهك أو جرت عمرا
فمالي بعده أبدا قرار 236

ثم خرج هاربًا حتى نزل بوجّ، فحالف مسعود بن معتّب ومعه مال عظيم، فقال لهم: هل لكم أن أبني لكم طوفًا عليكم، يكون لكم ردءًا من العرب؟ قالوا: نعم، فبنى لهم بماله ذلك الطوف، فسمّى الطائف؛ لأنّه حائط يطيف بهم. 237

فتبين أن سبب الأسوار المحيطة ببلدة الطائف هو رجل صدفي قد قتل ابن عمه، فهرب إلى الطائف وبناها بما لديه من الأموال، وبسبب هذه الأسوار التي تشكل طوفًا تسمى طائفًا، ولم يكن الغرض الأوفر والمقصد الأكبر إلا حماية ووقاية لها.

مناطقها وأوديتها

كانت في الطائف أحياء عديدة ووديان كثيرة، منها: الوج والنخب والأعرج ولية وجلدان وفتق وغيرها من مناطق كثيرة، قال السيد محمود الآلوسي عن هذه المناطق: ومن بلاد الطائف وج وهو وادیها الذى یقول فیه الثقفى:

  سقيا لوج وجنوب وج
واحتله غيث دراك الثج

وواد یقال له النخب وهو من الطائف علی ساعة، وواد یقال له العرج وهذا غیر العرج الذى بین مکة والمدینة، وواد یقال له لیة أعلاه ثقیف وأسفله لنصر، وبین لیة وبسل بلد یقال له جلدان تسکنه بنو نصر، وبجلدان هضبة سوداء یقال لها تبعة وبها نقب كل نقب قدر ساعة كانت تلتقط فیه السیوف العادیة والحرز ویزعمون أن فیه قبورا لعاد، وكانوا یعظمون ذلك الجبل، ومن بلاد الطائف الشدیق وهو واد والهدة بینها وبین السراة وقریة لبني نصر یقال لها الفتق وعکاظ نخل في واد بینه وبین الطائف لیلة وبینه وبین مکة زادها اللّٰه تعالى شرفا ثلاث لیال، وبه كانت تقوم سوق العرب بالابتداء، وبه كانت أیام الفجار وكانوا یطوفون بصخرة هناك ویحجون إلیها وذو المجاز ماء من أصل كبكب وهو لهذیل، وقال أبو عبد اللّٰه الواقدى: عکاظ بین نخلة والطائف، وذو المجاز خلف عرفة و مجنة بمر الظهران وهذه أسواق قریش والعرب ولم یکن فیها شيء أعظم من عکاظ". 238

فكانت سوق العكاظ وذي المجاز من أهم وأشهر الأسواق في الجزيرة العربية أيام الجاهلية. 239

خيبر

خيبر من أقدم مدن الحجاز، حيث وقعت معركة خيبر الحاسمة عام سبع من الهجرة وفق سنة ست مئة وثماني وعشرين (628) من الميلاد، ذكر الإمام بدر الدين العيني أنها مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع على ثمانية برد من المدينة إلى جهة الشام. 240 كان معظم سكانها اليهود، فلما أجلوا منها وطردوا فتفرقوا في بلاد مختلفة.

موقعها الجغرافي

لو أمعن النظر في موقعها الجغرافي وحدودها الأربعة لاتضح أن خيبر واحة واسعة ترتفع على سطح البحر ألفين وثمان مئة (2800) قدم، وتقع في شمال المدينة المنورة على بُعد مئة وأربع وثمانين (148) كلومترًا، والطريقة الواصلة إليها محتوية على مضيقات ضيقة متعرجة حوالي مئة (100) كلومتر، وهي سلسلة متواصلة من الجبال والبراكين والحمم اللابة، وبها أراضي بيضاء صالحة للحراثة والزراعة بعيدة عن المدينة المنورة من خمسة عشر كلومترًا إلى عشرين كلومترًا، متسعة من عشر إلى اثني عشر كلومترًا، وتعقبها الحرة في جانب خيبر، وهناك أطلال وآثار اليهود القديمة على الجانب الأيمن من طريق المدينة المنورة ممتدة إلى عدة أميال، وتظهر منها برك وسدود خربة، ولما تجف المياه في الحر الشديد فترى في إعماقها تربة دقيقة رقيقة منجمدة من بعيد، ومن بين هذه البرك بركة تسمى "الصهباء" كان ينزل بها الرسول صلى اللّٰه عليه وآله وسلم ويستريح عند الذهاب والإياب، ويقع عقبها واد وسيع منحدر تقع فيه خيبر، وقد أحاطت هذه المنطقة بالواحات الكثيفة الكثيرة حتى لاترى ملامح داخل البلد في الخارج، ويقال: إن خيبر كانت فيها قبيلة عنيزة سنة ألفين وتسع مئة وأربع وستين من الميلاد، وعدد المقيمين الأصليين يبلغ إلى خمسة آلاف نفسًا ويزداد هذا العدد عند ما تحصد المزارع إلى ستين ألف نسمةً.

سبب التسمية

هناك أقوال عديدة نقلت في سبب تسميتها بـ"خيبر"، أولها: أنها سميت باسم بانيها "خيبر بن قانية بن مهلائل"، وهو أول من استوطنها، كما نقله ياقوت الحموي عن أبي القاسم الزجاجي أنها سميت بخيبر بن قانية بن مهلائيل بن أرم بن عبل، وكان أول من نزل هذا الموضع. 241 وزعم بعض آخر أنها نسبة إلى رجل اسمه "خيبر بن فاتية بن مهلاييل"، سميت خيبر باسمه؛ لأنه كان أول من نزلها. 242

والقول الآخر في هذا الخلاف مانقله السيد محمود الآلوسي عن أبي عبيد البكري أنه قال: إنها سميت باسم رجل من العماليق نزلها. 243 وفي رواية: أن السمويل بن عاديا اليهودي كان ساكنًا فيها. 244 كذلك قيل: إن ابن عاد من أبناء أعمام العمالقة أيضًا كان ساكنًا فيها.

طقسها ومناخها

إن الهواء هنا مفسد وضار بالصحة تمامًا حتى لايوافق الناس الذين يأتون من الخارج غالبًا فيصابون الحمى الشديدة، وقد ذكر الشاعر شدة حر خيبر وشدة حماها في أبياته فقال:

  ومن يك أمسى في بلاد مقامه
يسائل أطلالا بها لاتجاوب
وقفت بها أبكي وأشعر سخنة
كما أعتاد محموما بخيبر صالب 245

وكانت هنا واحات متسعة مكثفة، ومن هنا تصدر التمر إلى مناطق نائية أخرى، وقد ذكر خارجة بن ضرار المري التمر في أشعاره:

  أخالد هلا إذ سفهت عشيرة
كففت لسان السوء أن يتدعرا
فإنك واستبضاعك الشعر نحونا
كمستبضع تمرا إلى أرض خيبرا 246

وقد نقل الدكتور جواد علي قصيدة خارجة بن ضرار المري في كتابه أيضًا. 247 واليوم بقيت من تلك الواحات والمزارع والحقول آثار وأطلال يسكن بها بعض الفلاحين والعبيد السود، وهنا منطقة باسم "فدك" توجد بها الواحات والبساتين والحقول الزراعية كما قال الشاعر:

  من عجوة الشق يطوف بالودك
ليس من الوادي ولكن من فدك 248

ولما كانت خيبر من أحر المناطق فتنضج فيها التمور بأحسن طريق، وتصدر إلى المناطق الأخرى في الجزيرة العربية، وإضافة إلى ذلك إن خيبر كانت خصبة خضرة نضرة، مبنية فيها القلاع التي تشكل القصور الشامخة، فهذه المزايا جعلتها كأحسن وأطيب مكان في الجزيرة العربية، ومن ثم كان لليهود الذين أقاموا بخيبر أثر بالغ وقدم راسخ؛ لكنهم لما وقعت معركة خيبر في عهد النبي صلى اللّٰه عليه وسلم فأجلاهم الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم ولا يزال اليهود يعيشون ذليلين صاغرين.

بدر

من أهم وأشهر أماكن الحجاز "بدر"، وهو موضع شهير حدثت فيه وقعة "بدر الكبرى" في السابع عشر (17) من شهر رمضان، سنة الثانية (2) من الهجرة، الموافق ثلاثة عشر (13) آذار(مارس) سنة ست مئة وأربعة وعشرين (624) من الميلاد، وهو واقع على بُعد مئة وخمسين (150) كلومترًا جنوب المدينة المنورة، وأحاطت به جبال راسية عالية من جميع أطرافه، وسمي به؛ لوجود بئر فيه كانت تسمى" بدر"، يقول عنها ياقوت الحموي: " بدر" ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء بينه وبين الجار وهو ساحل البحر ليلة. 249 فكانت بينه وبين شاطئ البحر مسافة ليلة واحدة، كذلك كانت به البساتين والآبار العديدة التي تنزل بها القوافل الرحالة.

سبب تسميتها

قد وقع الخلاف في تسميته ببدر، ونجد هناك أربعة أقوال.

قال بعض المؤرخين: إنه سمي ببدر بن يخلد نزل فيه ساكنًا، وكان من قبيلة بني كنانة، بينما قال بعضهم: إنه كان من بني ضمرة، وذكر ياقوت الحموي: یقال: إنه ینسب إلى بدر بن یخلد بن النضر بن كنانة، وقیل: بل هو رجل من بني ضمرة سکن هذا الموضع فنسب إلیه. 250 كما صرح عليه ابن حجر العسقلاني مع ذكر وجوه أخرى في تسميته ببدر فقال: هي قریة مشهورة نسبت إلي بدر بن مخلد بن النضر بن كنانة كان نزلها، ویقال: بدر اسم بئر التي بها، سمیت بذلك؛ لاستدارتها أو لصفاء مائها فکان البدر یري فیها، وحکي الواقدي إنکار ذلك كله عن غیر واحد من شیوخ بني غفار، وإنما هي مأوانا ومنازلنا وما ملکها أحد قط، یقال له: بدر، وإنما هو علمٌ علیها كغیرها من البلاد. 251

ويقول عنه الرحالة الشهير ابن بطوطه في رحلته: هي قریة فیها حدائق نخل متصلة وبها حصن منیع یدخل إلیه من بطن واد بین جبال وببدر عین فوارة یجري ماؤها وموضع القلیب الذى سحب به أعداء اللّٰه المشركون هو الیوم بستان وموضع الشهداء خلفه وجبل الرحمة الذى نزلت به الملائکة على یسار الداخل منه إلى الصفراء وبإزائه جبل الطبول وهو شبه كثیب الرمل ممتد ویزعم أهل تلك البلاد أنهم یسمعون هنالك مثل أصوات الطبول في كل لیلة جمعة وموضع عریش رسول اللّٰه- صلى اللّٰه عليه وسلم- الذي كان به یوم بدر یناشد ربه جل وتعالى متصل بسفح جبل الطبول وموضع الوقیعة وعند نخل القلیب مسجد یقال له مبرك ناقة النبي- صلى اللّٰه عليه وسلم- 252

فالبدر سهل صحراوي بيضوي طويل حوالي خمسة أميال ونصف ميل، عريض حوالي أربعة أميال، محاط بالجبال العالية، ملتقى طرق مكة والمدينة والشام، تنشعب فيه الأودية شمالًا وشرقًا وجنوبًا، ويقوم هنا سوق كبير في أول ذي القعدة إلى الثامن منه كل سنة في أيام الجاهلية، وكان آنذاك موطنًا لبني ضمرة، ومن بطونها بنو غفار، وقد أرسل إليه النبي صلى اللّٰه عليه وسلم أباذر رضي الله عنه ليدعوهم إلى الإسلام والتوحيد، ومن ثم اشتهر بأبي ذر الغفاري رضي اللّٰه عنه، ويطلق عليه أهله "بدرو"، وهنا قرية باسم بدر معمورة على تل مرتفع، وبني هناك مسجد كبير، ويجري النهر في الأسفل، وبجانبيه واحات مخضرة مزدهرة، يقال: إن ذاك النهر انشعب من مكان بنى فيه الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم حوضًا كبيرًا اجتمع فيه ماء المطر يوم بدر، ولما كان أعداء الإسلام- وهم كفار مكة- اضطروا إلى الماء ولم يكن عندهم فأمر النبي صلى اللّٰه عليه وسلم أصحابه أن لا يمنع الماء عنهم.

المكان المتبرك به

يقع عند بدر جبل كبير مرتفع، وفيه كهف واسع دخله الرسول صلى اللّٰه عليه وآله وسلم أيضًا، ومن ثم لما كان الحجيج يمرون بهذا الطريق فيقفون ويصلون صلاةً نافلةً تبركًا، يقول السمهودي: رأیت بأوراق في منازل الحاج ما لفظه: ومن بدر إلى الدخول نحو نصف فرسخ وهو الغار الذي دخل النبي صلى اللّٰه عليه وسلم فيه... وهذا الغار على یمین المصعد من بدر، ورأیت الحجاج یتبركون بالصلاة فیه. 253

وفي هذا الموضع حدثت معركة بدر الكبرى بين أهل الحق وأهل الباطل، وهو يوم الفرقان الذي غلب فيه المسلمون على المشركين، ومن قتلى المشركين يومئذ بدر بن الأسود بن زمعة بن المطلب بن نوفل القرشي، ورثاه أبوه بقوله:

  أتبكي أن يضل لها بعير
ويمنعها من النوم السهود 254
فلا تبكي على بكر ولكن
على بدر تقاصرت 255 الجدود 256

فالحرب التي أظهرت أنه جاء الحق وزهق الباطل هي وقعت في بدر، وقد أنعم اللّٰه على المسلمين حيث أعز الإسلام والمسلمين مع قلة عددهم وعدتهم، وأذل الشرك والمشركين.

تبوك

من أهم مواضع وأماكن الحجاز تبوك، تقع بين المدينة المنورة والشام، بعيدة عن المدينة المنورة حوالي أربعة عشر مرحلةً، ويقع عن المدينة على منتصف طريق دمشق، يذكر العلامة جلال الدين السيوطي مسافته عن المدينة المنورة فيقول: تبوك مكان من المدينة على أربع عشرة مرحلة. 257أما اليوم حسب البحوث والانكشافات الحديثة فيقع على بُعد ست مئة (600) ميل عن المدينة المنورة، أي: حوالي تسع مئة وخمسين (950) كلومترًا، ويبلغ عدد سكان تبوك اليوم خمس وسبعين ألف (75000) نسمةً.

لقد حدثت هنا معركة تبوك الحاسمة في شهر رجب عام تسع من الهجرة الموافق ست مئة وثلاثين من الميلاد، كما قال الحموي: توجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سنة تسع للهجرة إلى تبوك من أرض الشام، وهي آخر غزواته. 258 والحر كان شديدا في المدينة المنورة، وهي مكثفة بالنخيل، والتمور على وشك النضج والحصاد، وقد انتهت مابقيت من السنة الماضية عند الناس، ولم تكن الأيام إلا قريبةً من أيام القحط، فكانت أنظار الناس مركوزة على التمور الناضجة الآتية؛ لأن مدار معاشهم كان على التمور السنوية، فآنذاك أمر النبي صلى اللّٰه عليه وآله وسلم أصحابه بتجهيز الجيش للمحاربة مع الروم، فخرجوا في سبيل الجهاد جماعات وفرادى مع أنهم كانوا في القحط والجدب، فسميت بغزوة العسرة.

سبب تسميتها

يذكر ابن الملقن الشافعي أنها سميت تبوك بالعين التي أمر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم الناس ألا يمسوا من مائها شيئا. 259 وعزاه ياقوت الحموي إلى حصن به عين ونخل وحائط ينسب إلى النبي صلى اللّٰه عليه وسلم. 260 كذلك نقله السمهودي أيضًا، 261 واليوم قد بني مسجد على موضع صلى فيه النبي صلى اللّٰه عليه وآله وسلم، وكان مصنوعًا من الأخشاب إلا أن ضابطًا تركيًا بناه من اللبن على نفقته الخاصة سنة ألف ومئتين وخمس أربعين (1245) من الهجرة، وقد أقيمت في ذلك المسجد مؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبجنبه قلعة تركية تاريخية قديمة تستخدم الآن كسجن. 262

عين الماء

وبجنب هذا المسجد عين جارية صافية مطنوفة بالجدار الصغير الوسيع، ويقال: إن هذه هي العين التي ورد ذكرها في الأحاديث النبوية- على صاحبها ألف تحيات وتسليمات- كما أخرجه الإمام مسلم عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن ‌معاذ بن جبل- رضى اللّٰه تعالى عنهما- أخبره قال: قال النبي صلى اللّٰه عليه وسلم لأصحابه وهو في طريق تبوك: إنكم ستأتون غدًا إن شاء اللّٰه ‌عين ‌تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئًا حتى آتي، فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان، والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء، قال: فسألهما رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئًا؟ قالا: نعم! فسبهما النبي صلى اللّٰه عليه وسلم وقال لهما ما شاء اللّٰه أن يقول. قال: ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلًا قليلًا حتى اجتمع في شيء. قال: وغسل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها، فجرت العين بماء منهمر، أو قال غزير- شك أبو علي (الراوي عن مالك بن أنس) أيهما قال- حتى استقى الناس، ثم قال: يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانًا. 263

يقول رئيس المحمكة الشرعية الشيخ صالح: إن هذه العين كانت جاريةً حوالي ألف وأربع مئة سنة إلا الربع أي: إلى سنة ألف وتسع مئة وسبع وخمسين (1957) من الميلاد، ولما حفرت الآبار الأنبوبية في المناطق المنحدرة بقربها فانتقلت مياهها إليها، فجفت هذه العين بعد أن انقسمت مياهها في خمس وعشرين بئرًا أنبوبيًا تقريبًا، 264 واستغلالًا لهذه المياه المنقسمة تغرس الأشجار في تبوك وأطرافها، ومنطقتها مكثفة بالحدائق والبساتين والأشجار والأزهار وما زالت تزداد كما أخبره النبي صلى اللّٰه عليه وآله وسلم.

فالحجاز ممتد شمالًا وجنوبًا حوالي ثلاث مئة وخمسين (350) ميل أي: خمس مئة وستين (560) كلومترًا، وتهامة تعتبر كقطعة من أرض الحجاز كما اعتبر بعض المؤرخين تبوك وفلسطين أيضًا من أرض الحجاز، أما الفقهاء فيعدون من الحجاز الجزر والجبال ما حوله التي لم يعتبرها الجغرافيون منه في الأغلب، والحجاز تنقسم إلى ثلاثة أنحاء، الحجاز الشمالي والوسطي والجنوبي، ومن أهمها المنطقة الوسطى، فإن بها أماكن عديدة مهمة في التاريخ الإسلامي، منها: مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف وخيبر وبدر وتبوك، ثم لكل من هذه المناطق المهمة أهمية كبيرة في مجالها، وكل منها يتميز عن الأخرى بخصائص وصفات لم تتصف بها الأخرى، كالحرمين الشرفين المكة المكرمة والمدينة المنورة، فإن مزاياهما واضحة بينة، كما أن خصائص بدر وتبوك متفقة متبركة بها، وأما جدة فبها ميناء مهم، والطائف من أخضر وأبرد المناطق، وخيبر تمتاز بتمرها الجيد المصدر منها إلى جميع أنحاء الحجاز، ولما كانت المياه قليلةً في الحجاز فالجو حار وجاف بالنسبة إلى المناطق الأخرى، والطائف من أبرد أجزائها وهو من أفضل الأماكن التي يتوجه إليها العرب عند شدة الحرارة، والرياح التي تهب في الحجاز على قسمين: أحدهما: ريح تفيد صحة الإنسان وتبعث فيه النشاط والبساط، أما الثانية فهي مفسدة وضارة بالصحة البدنية، وإضافةً إلى ذلك إن الحجاز هي منطقة مهمة من الجزيرة العربية التي لاتكتمل بدونها.

(3) نجد

نجد منطقة وسطية ونقطة مركزية من الجزيرة العربية، محتوية على أعالي الهضاب وصدوع الصخور، وهي منطقة شاسعة واسعة، في ارتفاعها تهامة واليمن، وفي انحدارها العراق والشام، وتحدها في جانب الحجاز سلسلة جبلية ممتدة من ذات العرق حتى تصل إلى جبال المدينة المنورة، والمنطقة التي ما بين ذات العرق وبين تهامة هي حجاز، وأما في شمالها فكانت بها صحراء الشام، والعراق والأردن، بينما يقع في غربها الحجاز كما يقع في شرقها صحراء الدهناء، وتحدها اليمامة جنوبًا، وكانت تعتبر من أفضل وأحسن مناطق الجزيرة العربية، وقد ورد ذكر تلالها وجبالها وهوائها وأجوائها في أشعار الجاهلية كثيرًا.

سبب تسميته

تطلق كلمة "النجد" في اللغة على مكان مرتفع من الأرض كما تطلق على مكان صلب، وذكر الملا علي القاري نقلًا عن ابن الأثير أنه قال: النجد ما ارتفع من الأرض وهو اسم خاص لما دون الحجاز، ويذكر العلامة بدر الدين العيني: هو في الأصل ما ارتفع من الأرض، والجمع نجاد ونجود وأنجد. 265

فسميت نجد بذلك؛ لأنه مكان صلب وأرفع بالنسبة إلى المناطق الأخرى، وترتفع هذه الهضبة العالية حوالي سبع مئة وخمسين (750) مترًا إلى ألف وخمس مئة (1500) متر عن سطح البحر، كما ذكر السيد سليمان الندوي أن نجد بلد خصب في وسط العرب، ترتفع عن سطح البحر ألفين ومئتي (1200) متر، وتحيط بها صحاري قاحلة من ثلاث جهات تحميها من النفوذ الأجنبي والسلطة الخارجية، 266 وسميت بذلك؛ فإنه أرفع وأعلى بالنسبة إلى المناطق الأخرى، واتضحت من هذا تسميته بنجد بكل وضوح.

ويذكر ياقوت الحموي نقلا عن الأصمعي أنه قال: كل ما ارتفع عن تهامة فهو نجد فهي (الآبال) ترعى بنجد وتشرب بتهامة. 267 وهو مثل سائر يضرب لبيان الخضرة والنضرة، والأشجار والأزهار، وفيه إشارة إلى مراعيها وبساتينها، حيث إن الآبال كانت ترعى في مرتفعاتها وغاباتها، وتشرب من منحدرات تهامة ارتواء، والقبيلة العدنانية كانت تقول لنجد "نُجُد" في لغة بني هذيل، وما كانوا يريدون بذلك إلا مكانًا مرتفعًا، كما يتضح من أسماء الأماكن التي يأتي نجد في أسمائها المركبة، وهناك أماكن أخرى صغيرة باسم نجد في الجزيرة العربية، منها: نجد برق، ونجد ألوذ، ونجد العقاب، ونجد كبكب، ويقول صفي الدين حول نجد برق:" نجد برق واد باليمامة". 268

وكذلك قال ياقوت الحموي عن موقع نجد ألوذ الجغرافي: نجد ألوذ في بلاد هذيل. 269 ويذكر الإمام الزمخشري أن نجد العقاب بدمشق. 270 وقد وردت أنجاد أخرى في الكتب الأخرى، مثل نجد آجا، ونجد شرى وخال، 271 ونجد عقرب ونجد مريع، 272 ونجد كبكب وغيرها. وقد بين الدكتور جواد علي موقع نجد الكبكب فقال: كبكب جبل بعرفات. 273 وبناء على ذلك كلما تأتي كلمة نجد في كتب الحديث والسيرة والتاريخ فالمراد بذلك هذه الهضبة العالية المسماة بـ"نجد"، وقد عمرت فيه اليوم مدينة الرياض. 274

موقعها الجغرافي

"نجد" من أعلى المناطق الوسطى في الجزيرة العربية، تمتد حدودها من الحجاز إلى العراق، كما تتصل في الجوانب الأخرى بالمدينة المنورة ومكة المكرمة واليمن والشام، يقول السيد سليمان الندوي: نجد بلد خصب مرتفع في وسط العرب ترتفع عن سطح البحر ألف ومئتين (1200) متر، وتحيط بها صحارى قاحلة من ثلاث جهات تحميها من النفوذ الأجنبي والسلطة الخارجية، في شمالها صحراء النفوذ، وفي غربها الحجاز، وفي شرقها الأحساء، وفي جنوبها بلاد اليمامة. 275

حدودها

كانت نجد محاطة بصحارى قاحلة من ثلاث جهات، لذلك كانت هذه المنطقة محمية في الغالب من النفوذ الأجنبي والسلطة الخارجية، تحيط بها من الشمال صحاري سوريا والعراق والأردن، ومن الغرب الحجاز، ومن الشرق صحراء الدهناء، ومن الجنوب منطقة اليمامة، أما الربع الخالي فيقع في جنوب اليمامة، وفي شمال نجد كانت صحارى النفود، وفي وسطها سلسلة جبال طويق التي تقطعها عدة أودية (أي أنهار)، أهمها وادي الرماح ووادي حنيفة. ونقلت عدة أقاويل للمؤرخين في تحديد حدودها، فذكر الهروي نقلًا عن الأصمعي أنه قال: سمعت الباهلي یقول: كل ما وراء الخندق الذى خندقه كسرى علی سواد العراق فهو نجد إلى أن تمیل إلى الحرة فإذا ملت إلیها فأنت في الحجاز. 276 وذكر ابن منظور الإفريقي: الأصمعي قال: سمعت الأعراب یقولون: إذا خلفت عجلزًا مصعدًا وعجلز فوق القریتین فقد انجدت. 277

وكذلك روى الهروي نقلًا عن الأصمعي أيضًا قوله: وما ارتفع عن بطن الرمة- والرمة واد معلوم- فهو نجد إلی ثنایا ذات عرق. 278 وبعبارة أخرى، كان على جوانب نجد خندق، وفي المرتفعات عجل وتل شديد الانحدار وفي الجانب السفلي يقع بطن الوادي، يذكر ياقوت الحموي في هذا السياق:

  "إن نجد إذا جاوزت عذيبًا إلى أن تجاوز فید وما يليها، وقیل: نجد اسم الأرض العریضة التي أعلاها تهامة والیمن وأسفلها العراق والشام، قال السکري: حد نجد ذات عرق من ناحیة الحجاز كما تدور الجبال معها إلى جبال المدینة وما وراء ذات عرق من الجبال إلى تهامة فهو حجاز، فإذا انقطعت الجبال من نحو تهامة فما وراءها إلی البحر فهو الغور، والغور والتهامة واحد، ویقال: إن نجدًا كلها من عمل الیمامة، وقال عمارة بن عقیل: ما سال من ذات عرق مقبلًا فهو نجد إلى أن تقطعة العراق". 279

وذكر الإمام بدر الدين العيني أن نجد بفتح النون وسکون الجیم، قال الجوهري: نجد من بلاد العرب وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد، وهو مذكر، قلت: النجد الناحیة التي بین الحجاز والعراق، یقال ما بین العراق وبین وجرة وغمرة الطائف نجد ویقال: هو ما بین جرش وسواد الکوفة وحده من الغرب الحجاز وفي العباب نجد من بلاد العرب خلاف الغور وهو تهامة وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد. 280

فاتضح من الأقول المذكورة أعلاها أن المناطق العليا الواقعة في شرق المدينة المنورة بعد عبور عجلز بالفور هي حدود غربية لنجد منذ زمن قديم، وترتفع "نجد" بالنسبة إلى المناطق الأخرى، وحدها الشمالي يصل إلى العراق الذي يقع باتجاه أراضيها المنخفضة والمنحدرة قدرًا ما، وأما المناطق الجنوبية العليا فيقع فيها اليمن، فالقول النهائي في تعيين حدود "نجد" أنها منطقة واقعة بين الحجاز والعراق والشام واليمن واليمامة.

نجد العالية والسافلة

قسم علماء العرب نجدًا إلى قسمين: ‌نجد ‌العالية، ونجد السافلة، أما العالية فما ولي الحجاز وتهامة، وأما السافلة، فما ولي العراق، 281 ذكر السيد محمود الآلوسي أن نجد اسمان، السافلة والعالیة فالسافلة ما ولي العراق والعالیة ما ولي الحجاز وتهامة. 282 أما السيد سليمان الندوي فقد ذهب إلى أن نجد تنقسم هذه الأيام إلى ثلاثة أجزاء: شمر والقصيم والعارض، يحكمها شيخان. 283

أهم مناطقها

"نجد" كانت من أخضر المناطق وأخصبها، فقد اشتهرت بعض مواضعها بأشجارها وأزهارها، كما حازت مكانةً ممتازةً في قصائد الشعراء وأبياتهم لما تمتعت من خضرة جيدة وتربة طيبة، فيقول شاعر جاهلي:

  ألا حبذا نجد وطيب ترابه
وغلظة دنيا أهل نجد ودينها 284

يروي ساعدة بن جويه الهزلي ذكريات رحلتها في منطقة نجد الشرى في أشعاره على النحو التالي:

  تحملن من ذات السليم كأنها
سفائن يم تنتحيها دبورها 285

ويقول السيد محمود الألوسي: هي أطيب أرض في جزيرة العرب، ولذلك ترى الشعراء قديمًا وحديثًا يلهجون بذكرها ويترنمون برُباها وريّا عُطرِها قال قائلهم:

  تمتع من شميم عرار نجد
فما بعد العشية من عرار
ألا يا حبذا نفحات نجد
وريا روضه غب القطار 286

فـ"نجد" كانت من أفضل وأطيب المناطق في الجزيرة العربية مع جوها الصفي وهوائها النقي، ومن أشهر مناطقها جبل شمر والقصيم وسدير والوشم والعارض والحريق والخرج والأفلاج ووادي الدواسر. 287

ضرية

"ضرية" من أشهر وأقدم قرى نجد، يقول ابن سعيد الأنصاري عن موقعها الجغرافي: ضرية من بلاد نجد إلى جهة الشام. 288 ويذكر ياقوت الحموي أنها قرية عامرة قديمة على وجه الدهر في طريق مكة من البصرة من نجد. 289 وفي تسميتها بـ"ضرية" احتمالان: الأول: إنها قرية قديمة منسوبة إلى ضرية بنت ربيعة التي تسكن فيها كما قاله ابن الأثير: قریة موضع معروف نسب إلى ضریة بنت ربیعة بنت نزار. 290 ويذكر الإمام الزمخشري أن ضرية اسم امرأة سمي بها الموضع.

والاحتمال الثاني: إن ضرية سميت باسم بئر كانت هنا، يقول ابن الأثير: ضرية هي اسم بئر، فضرية من أوسط القرى في نجد، متكونة من المراعي الخصباء، وهي تقع اليوم بعيدة عن "الربذة" حوالي مئة وخمس وستين (165) كلومترًا، وبعيدة عن "الحناكية" حوالي مئتين وسبع وأربعين (247) كلومترًا شرقًا، وبعيدة عن "البتراء" الواقعة على شارع "العنيزة" ما يقارب مئة وخمس وثلاثين (135) كلومترًا جنوبًا، وبعيدة عن "العفيف" حوالي تسعين (90) كلومترًا شمالًا، وقد بعثت سرية محمد بن مسلمة الأنصاري إلى القرطاء سنة خمس من الهجرة، وأما القرطاء فكانت بطن من بني بكر بن كلاب، يقول المسعودي: سریة محمد بن مسلمة الأنصاري في المحرم إلى القرطاء من بني بکر بن كلاب بناحیة ضریة بموضع یقال له: البکرات، وضرية على سبعة أميال من المدينة. 291

فـ"ضرية" كانت قرية وسطية مركزية من قرى نجد، وقد سميت باسم امرأة سكنت فيها أو باسم بئر حفرت فيها، وكانت من أفضل القرى وأخضر المراعي وخاصةً تتكثر فيها الأعشاب والأعلاف للأنعام.

ذات الرقاع

روبت في تسميتها بذات الرقاع عدة أقوال، فقيل: وإنما سميت ذات الرقاع؛ لأن الجبل الذي سميت به ذات الرقاع جبل به سواد وبياض وحمرة، فسميت الغزوة بذلك الجبل، 292 والرقاع جمع رقعة وهي خرقة قطعت من الثوب، وغزوة ذات الرقاع سميت بذلك؛ لأنهم- أي: الصحابة رضي اللّٰه تعالى عنهم- شدوا الخرق على أرجلهم من شدة الحر لفقد النعال293 بما أنهم كانوا ماشين بالأقدام، وهناك رأي ثالث، وهو أن الصحابة رضي اللّٰه عنهم كانوا رقعوا فيها راياتهم، وقيل: سميت بذلك؛ لشجرة هناك تسمى: ذات الرقاع، 294 وبقربها قرية "المرية" واقعة من الحناكية على بعد من عشرة إلى خمسة عشر كلومترًا جنوبًا.

جبال طيء ومنطقة حائل

جبال بني طيء تقع في مناطق نجد العليا، وهي متكونة من جبل أجا وجبل سلمى، وزعموا أن أجا كان رجلًا عاشقًا "لسلمى"، وهي كانت امرأةً جميلةً، ثم قتلا وصلبا على جبلين سميا باسمهما، وقد نقل العلامة ابن كثير هذه الحكاية عن السهيلي، 295 ويقول السهيلي نقلًا عن الكلبي أن أن أجأ اسم رجل بعينه، وهو: أجأ بن عبد الحي، وكان فجر بسلمى بنت حام، أو اتهم بذلك، فصلبا في ذينك الجبلين، وعندهما جبل يقال له: العوجاء، وكانت العوجاء حاضنة سلمى فيما ذكر وكانت السفير بينها وبين أجأ، فصلبت في الجبل الثالث، فسمي بها. 296

وقد بسط ياقوت الحموي الكلام فيها بقوله:

  "وذكر العلماء بأخبار العرب أن أجأ سمي باسم رجل، وسمي سلمى باسم امرأة وكان من خبرهما أن رجلًا من العمالیق، یقال له: أجأ بن عبد الحي عشق امرأةً من قومه یقال لها: سلمى، وكانت لها حاضنة یقال لها: العوجاء، وكانا یجتمعان في منزلها حتى نذر إخوة سلمى وهم الغمیم والمضل وفدك وفائد والحدثان وزوجها فخافت سلمى وهربت هي وأجأ والعوجاء، وتبعهم زوجها وإخوتها فلحقوا سلمى على الجبل المسمى سلمى، فقتلوها هناك، فسمّي الجبل باسمها ولحقوا العوجاء على هضبة بين الجبلين، فقتلوها هناك، فسمّي المكان بها ولحقوا أجأ بالجبل المسمّى بأجأ، فقتلوه فيه، فسمّي به". 297

فهذه الجبال الثلاثة جبال بني طيء اشتهرت بذلك، وبلاد الطيء كانت مساكن بني أسد في الأزمنة القديمة، وهي قبيلة من القبائل العدنانية، فقد استوطنها بنو أسد مع عائلاتهم، ويقول عمر بن رضا فيهم أنها قبيلة عظيمة، وإن بلاد طيء كانت لبني أسد. 298 وكان حاتم الطائي المعروف بجوده وكرمه وسخائه من هذه المنطقة، وهنا عمرت بلدة جميلة من بلاد نجد باسم "الحائل" وتمرها من أشهر التمور في العرب باسم" حلوة الجبل"، والحائل اليوم إقليم من أقاليم المملكة السعودية العربية، ومن أشهر مدنها الجبة والغزالة، والحليفة، والسليمى، والسبعان والمياه، والحائل هي عاصمة الولاية واقعة على شاطئ الجدول المنشعب من جبل أجأ وجبل سلمى. 299 ويذكر القاضي سليمان المنصورفوري أن بلدة الحائل متكونة من أربعة مناطق كبيرة، ويبلغ عدد سكانها إلى أربعة مئة ألف (400000) نسمةً تقريبًا، وتعتبر خيلها من أفضل أنواع الجياد في العالم كله، وتوجد بها الحمير والآبال والأبقار والشياه بكثرة، كذلك توجد في أجبالها الحيوانات الوحشية الجبلية، منها: البقر الوحشي والنمر والثعلب والذئب والغزال والأرنب وغيرها التي تعيش في الجبال والبراري. 300

ويقول السيد سليمان الندوي: تنقسم نجد هذه الأيام إلى ثلاثة أجزاء: شمر والقصيم والعارض، يحكمها الشيخان، الجزء الشمالي المجاور لبادية الشام والعراق والحجاز يسمى "شمر"، وقد يعرف باسم عاصمتها "حائل"، ويدخل فيه جبلا شمر: أجأ وسلمى وبعض الأودية، وهذه الجبال تبقى خضراء بأوديتها الطبيعية". 301 وإضافةً إلى ذلك، هنا منطقة مربوطة متصلة بالحائل في الشرق، وهي أطيب وأخصب مناطق نجد، ومعظم سكانها أهل البادية، واسمها" القصيم". 302

القصيم

القصيم من مناطق نجد الوسطى، تقع بين الوشم وجبل الطيء (جبل شمر)، ويسيل النهر المنشعب من حرة خيبر والحائل الجنوبي وسط القصيم، وكانت عاصمتها الإقليمية "بريدة"، وفي غربها "جبل الطامية"، يرتفع حوالي ألف ومئتين وست وثمانين (1286) كلومترًا، ومعظم سكانها أهل البادية، ومن أشهر حاصلاتها التمر وغير ذلك من الفواكه، كما قال ياقوت الحموي: وفيه شجر الفاكهة من التين والخوخ والعنب والرمان، 303 وكانت بها أنواع أخرى من الفواكه أيضًا كالزيتون والزبيب والبطيخ والشمام والمشمش والتمر. 304

ونصف جزء القصيم شمالًا كان تحت سيطرة شمر، وزمامها في هذه الأيام بأيدي آل رشيد، وسكانها تقريبًا ثلاث مئة ألف (300000) نسمةً، وسمي به؛ لأن شمر نزل فيه، وكان بطن من قبيلة بني طيء، ومن أشهر مناطق القصيم اليوم البريدة والعنيزة، والرس، والمذنب، والبكيرية، وعقلة الصقور، النقرة، والقبة، والخبراء. 305

الرياض

لها أسماء كثيرة، وكانت شهيرة بـ" العارض" في الأزمنة القديمة، بينما تعرف اليوم باسم" الرياض"، ومازالت مسكنًا لبني تميم منذ قرون كثيرة، يذكر السيد سليمان الندوي عن موقعها الجغرافي أن العارض والذي يجاور إقليم الأحقاف من اليمن يسمى" نجد اليمن"، وهذه الناحية هي التي يطلق عليها" نجد" في هذه الأيام، أمير نجد من آل سعود، وعاصمتها مدينة الرياض، والجزء الجنوبي من القصيم خاضع لهذه الحكومة، هذا الجزء من نجد أخضر من شمر. 306

إن الموجود في نجد من تميم يمكن حصره في ثلاثة بطون وهي: أولًا: بطن حنظلة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم، وثانيًا: بطن سعد ابن زيد مناة بن تميم، وثالثا: بطن عمرو بن تميم، 307 وهذه البطون الثلاث أوائل سكان نجد، وهم السكان الحقيقيون لها.

فالجهة الشرقية من الجزيرة العربية أكثرها عالية مرتفعة، ولما كانت أعلى وأصلب بالنسبة إلى المناطق الأخرى فأطلق عليه "نجد"، إنها ترتفع عن سطح البحر حوالي سبع مئة وخمسين (750) إلى ألف وخمس مئة (1500) كلومتر، وموقعها الجغرافي مهم جدًا بالنسبة إلى أن حدودها ممتدة من الحجاز إلى العراق كما تتصل بحدود العراق والمدينة المنورة ومكة المكرمة، واليمن والشام، ونجد منطقة محاطة بالصحاري القاحلة من ثلاث جهات كأسوار قوية طبيعية تحميها من السلطة الخارجية، ثم نجد منقسمة إلى نوعين: النوع الأول: نجد العالية وهي منطقة مرتفعة، تتصل بالحجاز وتهامة، والنوع الثاني: نجد السافلة، وهي منطقة منخفضة تنحدر إلى العراق، وقد برز فيها كبار من شعراء العرب، وعلى رأسهم امرؤ القيس ومهلهل، وكانوا يذكرونها في أشعارهم وقصائدهم كجزء لا ينفك منها لخضرتها وخصبتها، وتقع هنا مناطق مهمة شهيرة، منها: جبل شمر، والقصيم، وسدير (وادي فقي)، والوشم، والعارض، والخرج، والحريق، والأفلاج، ووادي الدواسر، وقرية ضرية، والرياض، وتقع في جانب لها جبال طئ، ومن أشهرها جبل أجأ وجبل سلمى وجبل العوجاء، وكانت مساكن لكثير من القبائل العربية حتى قبل عهد النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، وكانت من أوائلها طسم وجديس، ثم استوطنتها القبائل القحطانية والعدنانية، وهذه المنطقة مهمة وشهيرة جدًا بأن وقعت فيها حرب البسوس بين بني بكر وبني تغلب حتى استمرت إلى أربعين سنة، وكانت حربًا حاسمةً داميةً، وكان موطن قبائل مضر الذين قاموا بعدة هجمات عدوانية ضد الإسلام والرسول صلى اللّٰه عليه وآله وسلم في قديم الزمان، ولما فتح الرسول صلى اللّٰه عليه وآله وسلم مكة فاعتنق بعضهم الإسلام إلا أنه قد أصبح كمركز لفتنة الردة قبل أن توفي الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم، فادعى بعض الكذابين منهم النبوة، وأرسل النبي صلى اللّٰه عليه وآله وسلم جيشًا في إمارة أبي قتادة رضي اللّٰه عنه لاستئصالها وقمعها، وهو موضع حدثت فيه غزوة ذات الرقاع، فـ"نجد" كان من أهم البلاد المركزية الأساسية التي لها أثر بالغ في السياسة والاقتصاد والاجتماع.

(4) العروض

قطعة ممتدة من شرق نجد وحدود العراق إلى ساحل الخليج الفارسي وسلطة عمان، والعروض في الأصل يقال للخطوط المعوجة المائلة، فإن هذه المناطق متكونة تكوينًا معوجًا غير مستقيم، فأطلق عليها العروض، وهي مناطق ممتدة مع طول ساحل الخليج العربي، وحائلة بين بلاد فارس واليمن وبين الجزيرة العربية، ومتألفة من الانحدارات والارتفاعات والجبال والتلال، يقول السيد محمود الآلوسي: أما العروض فقد اشتمل على ناحيتين: الأولى اليمامة: وهي مدينة دون مدينة الرسول صلى اللّٰه عليه وآله وسلم في المقدار،... والناحية الثانية بلاد البحرين وهي قطر متسع مجاور لبحر فارس كثير النخل والثمار. 308

وذكر ابن الفقيه أن أرض اليمامة والبحرين إلى عمان من العروض، 309 وهناك نص في الموسوعة الفقهية يؤيد ما ذكرناه من أن العروض اليمامة والبحرين وماوالاهما. 310 ومثلما ذكرناه صرح عليه صاحب المسالك والممالك حيث قال: وصارت بلاد اليمامة والبحرين وما والاهما العروض. 311 وقد بين في كتابه الآخر "المعجم" نفس هذا الموقع الجغرافي 312 كما بينه ياقوت الحموي في معجم البلدان. 313

ومن أقسام العروض، شبه جزيرة "قطر" التي تمتد من عمان إلى حدود الأحساء، 314 يقول السيد سليمان الندوي: في هذه المنطقة ثلاثة أقاليم، اليمامة والبحرين وعمان، البحرين وعمان واقعتان على ساحل بحر فارس، واليمامة وراء البحرين، وعمان بين بحر فارس واليمن. 315 فتبين أن عمان أيضًا جزء من العروض، وهو رأي أكثر المؤرخين، بينما عده بعضهم من الحجاز كما قيل: فيه أي: في الحجاز المدينة وعمان 316 إلا أن العبرة للقول الراجح وهو قول أكثر المؤرخين، فجميع البلاد الثلاثة من اليمامة والبحرين وعمان هي مناطق العروض، بل يطلق على مجموعتها العروض.

(5) اليمامة

اليمامة بلدة مهمة من بلاد العروض، وهي أكثر نخلًا في بلاد الحجاز، وبها مياه كثيرة، ومنها كان مسليمة الكذاب الذي ادعى النبوة في زمن النبي صلى اللّٰه عليه وآله وسلم، وقتل في زمن أبي بكر رضي اللّٰه عنه 317 يذكر الإمام بدر الدين العيني أن الیمامة مدینة بالبادیة یعني مقام مسیلمة الکذاب وهي بلاد بني حنیفة وهي أكثر نخلًا من سائر الحجاز. 318 واليمامة كانت من أخصب الأراضي في شبه الجزيرة العربية التي تصدر الحبوب والفواكه منها إلى أنحاء العرب، وأكثر سكان العرب يسدون أوطارهم وحوائجهم الغذائية من هذه المنطقة، وكانت شهيرة في الخضرة والثمار، فلم يكن أهلها يفتقرون إلى أحد في القمح والشعير ولا في نوع من أنواع الثمار، كما ذكر الإمام الطبري أنها إذ ذاك من أخصب البلاد وأعمرها وأكثرها خیراً لهم فیها صنوف الثمار ومعجبات الحدائق والقصور الشامخة. 319

وأما أهل مكة وخاصةً رؤساءهم يأكلون في عامة الأحوال اللحم مع خبز الحنطة رغم أن مكة المكرمة أرض قفراء جدباء لاينبت فيها أي نوع من أنواع الحبوب لندرة الماء، إلا أن الحبات والثمرات تصل إلى هذه البلدة الآمنة مصداقًا لقول اللّٰه عز وجل: وارزق أهله من الثمرات. 320 فإن هذه الآية تشمل جميع أنواع الثمار التي تؤكل حتى الحنطة بل هو من أفضلها، فإنها طعامهم، وكانت الحنطة تصدر إلى مكة من اليمامة كما رواه الإمام البخاري في قول ثمامة رضي اللّٰه عنه، فإنه لما أسلم وأمره الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت، قال: لا؛ ولكن أسلمت مع محمد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، ولا واللّٰه، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى اللّٰه عليه وآله وسلم. 321

سبب تسميتها

في قديم الزمان وسالف الأيام كانت اليمامة معروفة بـ"جو"، ثم بعد زمن مديد سميت باسم امرأة "يمامة" كما ذكره ابن الأثير حيث قال: واسم اليمامة إذ ذاك" ‌جو"، 322 وذكره ياقوت الحموي أن تسمى اليمامة" جوا"، 323 واليمامة كانت مشهورة بـقرية وحجر أيضًا، ويذهب السيد سليمان الندوي إلى أن الاسم القديم لليمامة" جو"؛ ولكنها اشتهرت بعاصمتها القرية، أو الحجر، هما كلمتان معناهما واحد، وقد أكد ذلك ابن الحائك الهمداني اليماني الذي كان خبيرًا بلغات العرب القديمة، 324 فالحاصل أن معنى كلا اللفظين واحد، وهو "العمران"، واللفظ في الأصل حجر، ثم تغير إلى القرية في نفس المعنى، وفي نفس المساق ذكر ياقوت الحموي أن حجر هي مدينة اليمامة وأم قراها. 325 فكلها كانت أسمائها في قديم الزمان حتى سميت باسم اليمامة، وقد سميت بامرأة نزلت بها كان اسمها اليمامة كما ذكر ياقوت الحموي، فسميت اليمامة باليمامة بنت سهم بن طسم، 326 وصرح السمهودي بأنها كانت زرقاء العين، 327 وذكر العلامة الزركلي في الأعلام أن يقال لها: زرقاء اليمامة وزرقاء جو لزرقة عينها، 328 وأوضح ابن خلدون في تاريخ العرب أن الزرقاء أخت رباح ناكحًا في طسم وتسمى عنزة واليمامة، 329 ويقول ابن الجوزي: كانت فيهم الزرقاء واسمها الیمامة وبها سمي بلدها الیمامة، 330 ويذكر ابن خلدون في مقام آخر أن تلك البلد تسمى جو فسميت باليمامة اسم تلك المرأة. 331

فما هي الميزة التي تميزت بها المرأة حتى سميت البلدة باسمها؟ فنجد أن لها ميزة ما لم تكن لعامة النساء، وهي أنها كانت حديدة النظر تبصر الراكب على مسيرة ثلاثة أيام، 332 وقد رويت في هذا الصدد حكاية معروفة عن اليمامة في كتب التاريخ، يقال: إن طسمًا وجديسًا هما من ولد الأزد ابن إرم بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام، أقاموا باليمامة وهي كانت تسمى جوا والقرية، وكثروا بها وربلوا حتى ملك عليهم ملك من طسم يقال له: عمليق ابن هباش بن هيلس بن ملادس بن هركوس بن طسم، وكان جبارًا ظلومًا غشومًا، وكانت اليمامة أحسن بلاد اللّٰه أرضًا وأكثرها خيرًا وشجرًا ونخلًا، 333 ذكر العلامة الطبري أن كان عليهم ملك من طسم ظلوم غشوم لا ینهاه شيء عن هواه یقال له: عملوق، مضرًا بجدیس مستذلًا لهم. 334

وقد كان مضرًا ومذلًا لهم حتى كانت البكر من جديس لا تهدى إلى زوجها حتى تدخل عليه فيفترعها، وكان السبب في ذلك أن امرأةً منهم كان اسمها هزيلة، طلقها زوجها وأخذ ولده منها، فأمر عملوق ببيعها وأخذ زوجها الخمس من ثمنها، فقالت شعرًا تتظلم منه، فأمر أن لا تزوج منهم امرأةً حتى يفترعها، فقالوا كذلك حتى تزوجت الشموس، وهي عفيرة ابنة غفار بن جديس أخت الأسود، فافتضها عمليق، 335 فعيرت عفيرة بنت غفار أخاها الأسود وقومها على ما فعله بها عمليق، فلما سمعوا ذلك امتلأوا غضبًا ونكسوا حياءً وخجلًا فقال أخوها الأسود: يا قوم! أطيعوني فإنه عز الدهر فليس القوم بأعز منكم ولا أجلد، ولولا تواكلنا لما أطعناهم وإن فينا لمنعة، فقال له قومه: أشر بما ترى، فنحن لك تابعون ولما تدعونا إليه مسارعون إلا أنك تعلم أن القوم أكثر منا عددًا، ونخاف أن لا نقوم لهم عند المنابذة، فقال لهم: قد رأيت أن أصنع للملك طعامًا ثم أدعوه وقومه فإذا جاءونا قمت أنا إلى الملك وقتلته وقام كل واحد منكم إلى رئيس من رؤسائهم يفرغ منه فإذا فرغنا من الأعيان لم يبق للباقين قوة، وصنع الأسود الطعام وأكثر وأمر قومه أن يدفن كل واحد منهم سيفه تحته في الرمل مشهورًا، وجاء الملك في قومه فلما جلسوا للأكل وثب الأسود على الملك فقتله ووثب قومه على رجال طسم حتى أبادوا أشرافهم ثم قتلوا باقيهم، 336 وذكر عبد الملك بن هشام بعد نهاية هذه الحكاية أن جديس وثبت على طسم فقتلت مقتلةً عظيمةً، 337 وفي رواية الحميري أنهم قتلوا الملك عمليقًا وجميع قومه. 338

فلم يسلم أحد إلا رجل واحد اسمه رباح بن مرة، فإنه هرب منهم إلى حسان بن تبع مستنصرًا به، فوجه جيشًا إلى اليمامة- وتسمى يومئذ جوا- وكان بها امرأة يقال لها: زرقاء اليمامة وهي أخت رباح، تبصر الجيش على مسافة ثلاثة أيام وباسمها سميت اليمامة، فلما خافوا أن تبصرهم قطعوا الشجر وجعل كل واحد منهم بين يديه شجرةً، فنظرت إليهم اليمامة فقالت: يا جديس! لقد سارت إليكم الشجر وأتتكم حمير، فقالوا: وما رأيت؟ فقالت: رأيت في الشجر رجلًا معه كتف يأكلها ونعلًا يخصفها، فكذبوها، فصبحهم حمير فأوقعت بهم وقعة أفنتهم إلا يسيرًا، 339 فأبادهم، وهدم قصورهم وحصونهم، 340 ودعا تبع باليمامة أخت رباح التي أبصرتهم فقلع عينها، ويقال: إنه وجد بها عروقًا سودًا زعمت أن ذلك من اكتحالها بالإثمد، 341 وكانت فيما ذكر أنها أول من اكتحل بالإثمد، 342 وكانت تلك البلدة تسمى جوّا، فسميت باليمامة باسم تلك المرأة.

موقعها الجغرافي

تقع اليمامة في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، وقد كانت في قديم الزمان مدرجةً في اليمن ومنطقةً عامرةً مأهولةً بالسكان بسبب كثرة الحدائق والبساتين والواحات فيها، يصف السيد محمود الآلوسي موقعها بقوله: هي مدینة دون مدینة الرسول صلى اللّٰه عليه وآله وسلم في المقدار، كان بینها وبین البصرة ست عشرة مرحلةً وبینها وبين الکوفة مثل ذلك وهي أكثر نخلًا من بلاد الحجاز وفیها میاه كثیرة. 343

واليوم تقع هذه المنطقة على بُعد يسير من مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، وتقع في شرقها عمان والبحرين، وفي شمالها الغربي نجد كذلك يقع الربع الخالي في جنوبها، وقد ذكر حدودها الأربعة السيد سليمان الندوي أن يحد اليمامة من الشرق عمان والبحرين، ومن الغرب الحجاز وبعض أجزاء اليمن، ومن الجنوب الأحقاف أو الربع الخالي، ومن الشمال نجد، وأراضي اليمامة متصلة بنجد الخصبة. 344 وقد عد كثير من المؤرخين والباحثين اليمامة من العروض، منهم السيد محمود الآلوسي، 345 وأبو عبيد اللّٰه البكري، 346 وابن الفقيه، 347 والدكتور جواد علي، 348 بينما عدها بعض المؤرخين من نجد كما عدها ياقوت الحموي بقوله: وهى معدودة من نجد وقاعدتها حجر وتسمى الیمامة جوا والعروض بفتح العین. 349

ومنطقة اليمامة الرئيسية هي حجر، وهناك مناطق أخرى معدودة من اليمامة غير ما مر ذكرها، وتوجد في الأيام الحاضرة قرية باسم اليمامة في الناحية الشمالية الغربية من الرياض على بُعد ثمانين كلومترًا تقريبًا. 350

(6) البحرين

بلدة من بلاد العروض، وهي دولة صغيرة على الضفة الساحلية من غرب الخليج الفارسي، وتبلغ مساحتها حوالي مئة (100) ميل مربع، وعاصمتها "دارين"، فكانت الضفة الساحلية من شرق المملكة العربية السعودية البحرين في عهد النبي صلى اللّٰه عليه وآله وسلم، وقد ضمت بها الآن جزيرة قطر والبحرين، وعاصمتها كانت دارين، الواقع على ساحل جنوب ظهران الحالية، وهي اليوم مجموعة الجزائر الواقعة بين السعودية العربية وقطر في إمارة البحرين وخليج فارس، وعاصمتها "المنامة".

وكان طيب دارين من أشهر وأرج الطيوب في الدول العربية كما ذكره ابن خلدون أن دارین هي من بلاد البحرین ینسب إلیها الطیب كما تنسب الرماح إلى الخط بجانبها فیقال: مسك دارین والرماح الخطیة، 351 فقد صرح ابن خلدون على أن خط أيضًا كانت من مناطق البحرين، ومن أشهر مصنوعاتها الرمح كما كان الطيب من أشهر مصنوعات دارين.

موقعها الجغرافي

إذا نظرنا إلى موقع البحرين الجغرافي فيتضح أن هناك ثلاث مناطق مهمة متصلة بالبحرين، وقد صرح البكري على أن غربيها متصل بالیمامة وشمالها متصل بالبصرة وجنوبها متصل ببلاد عمان، 352 وقال بدر الدين العيني: البحرین ثنية بحر في الأصل موضع بین البصرة وعمان والنسبة إلیه بحراني، 353 وذكر السيد محمود الآلوسي أن بلاد البحرين هي قطر متسع مجاور لبحر فارس كثير النخل والثمار، 354 ويذكر ابن الفقيه المسافة بينها وبين البصرة فقال: بين هجر مدينة البحرين وبين البصرة مسيرة خمسة عشر يومًا على الإبل، 355 كما أطال المقال فيها ابن خلدون أن هذا الإقلیم مسافة شهر علی بحر فارس بین البصرة وعمان شرقیها بحر فارس وغربیها متصل بالیمامة وشمالیها البصرة وجنوبها بعمان کثیرة المیاه ببطونها علی القامة والقامتین، کثیرة البقل والفواکه مفرطة الحر منهالة الکثبان یغلب الرمل علیهم في منازلهم وهى من الإقلیم الثاني وبعضها في الثالث. 356

ومنطقة البحرين الواقعة في المملكة السعودية اليوم يطلق عليها الأحساء، وأما في العصور القديمة فكانت البحرين عبارةً عن منطقة ممتدة من الكويت إلى نجد، وهجر كانت من أهم بلادها، ويطلق عليها "الهفوف" في العصر الراهن، وكان في الأصل اسم هذه المنطقة الحساء ثم تغير إلى الأحساء في العهد العثماني، كما أطلقت البحرين على منطقة متسعة ممتدة في الساحل الشرقي، وكان" أوال" اسم المنطقة التي تطلق عليها إمارة البحرين اليوم، ولما استقلت المملكة السعودية العربية فسميت الأحساء بالمنطقة الشرقية، وعاصمتها الدمام. 357

أهم أماكنها

قد اختلفت البحرين وأماكنها ومواقعها عما كانت عليها في الزمن القديم تمامًا، فكثير من المناطق التي عدها المؤرخون في البحرين قد أدرجت في الدول العربية الأخرى، وذكر ابن الفقيه أسماءًا لمناطق عديدة، منها: جُواثي والأحساء والقطيف والآرة والبينونة والزارة والسابور والحوس ودارين والكثيب الأكبر والأصغر. 358 ونذكر عن أحوال بعضها:

جُواثى

كانت جُواثى من أشهر مناطق البحرين في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت بها قبيلةً كبيرةً آنذاك، سيدها عبد القيس، كما ذكر عنها ابن حجر العسقلاني أنها قبیلة كبیرة یسکنون البحرین ینسبون إلى عبد القیس بن أفصى بن دعمى بن جدیلة بن أسد بن ربیعة بن نزار، 359 وكانت هذه القبيلة منتشرةً في شتى مناطقها في العهد النبوي- على صاحبه ألف تحيات وتسليمات- وقد أتى سيد منها مع وفد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة ثماني من الهجرة حيث ذكر الملا علي القاري أن عبد القیس أبو قبیلة عظیمة تنتهي إلى ربیعة بن نزار بن معد بن عدنان، وربیعة قبیلة عظیمة في مقابلة مضر وكان قبیلة عبد القیس ینزلون البحرین وحوالي القطیث وما بین هجر إلى دیار المضرية وكانت وفادتهم سنة ثمان. 360

وأهل جواثى هم أول من اعتنقوا الإسلام من أهل البحرين، ولما رجعوا إلى بلادهم فأقاموا مسجدًا في قبيلتهم، وأقيمت بها أول جمعة جمعت، بعد جمعة جمعت في المدينة المنورة كما روى ابن خزيمة عن ابن عباس رضي اللّٰه عنهما قال: إن أول جمعة جمعت بعد جمعة فى مسجد رسول اللّٰه - صلى اللّٰه عليه وآله وسلم- فى مسجد عبد القیس بجواثی من البحرین، 361 وكذلك ذكر الإمام القرطبي أن أول جمعة جمعت بعدها جمعة بقریة یقال لها: جواثی من قرى البحرین. 362

فجواثى قرية من قرى البحرين في قول، أو حصن من حصونها في آخر أو مدينة من مدنها في ثالث، وبسبب أن التجارة والصيد من أشهر حرفها كان التجار يتجهون إليها، وذلك يدل على أنها كانت متجرًا كبيرًا آنذاك.

الهَجَر والأحساء

الهجر كان يطلق على بحرين القديم، ثم دمرها القرامطة عند استيلائهم، واستأنفوا بناءها، وسموها بالأحساء، كما ذكر السيد محمود الآلوسي أن المشهور فیه من البلاد هجر بفتح الهاء والجیم، وكانت هذه البلدة قاعدة البحرین وخربها القرامطة عند استیلائهم على البحرین وبنوا مدینة الأحساء ونزلوها وصارت إذ ذاك قاعدة البحرین وهی مدینة كثیرة المیاه والنخیل والفواكة وبینها وبین الیمامة نحو أربعة أیام، 363 وقد ذكر السياح الكبير ابن بطوطة في رحلته أننا سافرنا منها إلى مدینة هجر وتسمع الآن بالحسا وهي التي یضرب المثل بها فیقال:"

كجالب التمر الى هجر
" وبها من النخیل ما لیس ببلد سواها ومنه یعلفون دوابهم، وأهلها عرب وأكثرهم من قبیلة عبد القیس بن أفصى، 364 وكذلك ذكر ابن خلدون أن هجر اسم مدينة، كانت حضرية، فخربها القرامطة وبنو الأحساء وصارت حاضرةً. 365

ويتضح من هذا أنهم دمروها تدميرا وأجلوا أهلها ثم بنوها على ذلك المكان الأحساء، والبحرين كانت من بلاد العروض، وهي كانت دولةً أو إمارةً صغيرةً ممتدةً قرب الخليج الفارسي حوالي مئة (100) ميل مربع، وكانت تسمى بالهجر قديمًا، وعاصمتها دارين، وقد جاء وفد منهم إلى الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم واعتنقوا الإسلام، وكانت مشتملةً على بني عبد القيس وبني بكر بن وائل وبني تميم، ومن أشهر القبائل في عهد الرسول صلى اللّٰه عليه وآله وسلم بنو عبد القيس، وهم قد أوفدوا إلى الرسول صلى اللّٰه عليه وآله وسلم، وكانت في قديم الزمان وسالف الأيام تحت سيطرة إيران، وتولى أمرها من جانب المملكة الفارسية" أسبذ"، وكان منذر بن ساوي من ولده، الذي كان واليًا للبحرين في زمن النبي صلى اللّٰه عليه وآله وسلم، فدعاه النبي صلى اللّٰه عليه وآله وسلم إلى الإسلام فأسلم؛ لكن أخذ منهم الجزية بسبب أن معظم السكان بها كانوا من المشركين واليهود والنصارى والمجوس، ومن أهم مناطق البحرين جواثى، والأحساء، والقطيف، وآرة، وزارة، وبينونة، وسابور، وحوس، ودارين، والكثيب الأكبر والأصغر، وقد أسلم سيد جواثى في الثامن الهجري، وبعد ما رجع من المدينة المنورة بنى في البحرين مسجدًا أقيمت فيه أول جمعة جمعت بعد جمعة جمعت في المدينة المنورة، وكذلك من أهم مناطقها تاروت ومشقر، واشتهر تمر الأحساء وذاعت صيتها بينما اشتهر من حاصلات دارين الطيب، كما اشتهر رماح منطقة الخط التي يضرب بها المثل في الأشعار والأبيات.

(7) عُمان

كانت من مناطق اليمن، وتعد من ديار العرب في الناحية الجنوبية من الجزيرة العربية، وأما عَمان- بتشديد الميم وفتح العين- فهي بالشام قرب دمشق، وأما عُمان- بضم العين وتخفيف الميم- فهو باليمن. 366

سبب تسميتها

وقد وقع الخلاف بين المؤرخين في سبب تسمية عمان، فرويت عنهم ثلاثة أقوال، أكثرهم قالوا: سميت باسم عمان بن إبراهيم عليه السلام إلا أن هذا القول ضعيف بسبب اختلاف الأقوال في الوسائط بين عمان وإبراهيم عليه السلام، وقال بعضهم: سميت باسم عمان بن لوط، أو باسم عمان بن قحطان، كان من رؤساء اليمن. وهناك قول آخر، وهو أنها سميت باسم عمان بن سبأ، كان ملك اليمن في قديم الزمان.

القول المنسوب إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام

قد ذكر غير واحد من المؤرخين بصدد تسمية عمان أنها سميت باسم عمان بن إبراهيم عليه السلام، ونقله ياقوت الحموي في معجم البلدان عن الزجاجي أنها سمیت عمان بعمان بن إبراهیم الخلیل، 367 وذكر الإمام السيوطي أن عمان بلد باليمن سميت بعمان بن سبأ، 368 وذكر ابن الكلبي أنها سمیت بعمان بن سبأ بن یفثان بن إبراهیم الخلیل الرحمن؛ لأنه بنى مدینة عمان، 369 وخالفه السهيلي حيث قال: سميت بعمان بن سنان وهو ولد من إبراهيم، 370 وهذا النسب ذكره الحلبي أيضًا حيث أن بلدة باليمن سميت بذلك؛ لأنه نزلها عمان بن سنان من ولد إبراهيم. 371

وقد ضعف بعض العلماء هذا الرأي وأضربوا عنه على أنه لم يعثر التاريخ على ابن إبراهيم عليه السلام من صلبه يدعى بـ"سنان"، يذكر السهيلي بعد ذكر هذا الرأي أن عمان فهو بالیمن سمیت بعمان بن سنان وهو ولد من إبراهیم فیما ذكروا وفیه نظر إذ لا یعرف فى ولد إبراهیم لصلبه من اسمه سنان. 372

فيتبين أن عمان سميت باسم عمان، كان من ولد إبراهيم عليه السلام معروفًا بعمان بن سنان، نعم! قد اختلف المؤرخون في الوسائط التي بينه وبين إبراهيم عليه السلام إلا أن هذا الخلاف لا يضر تسميتها باسمه أصلًا.

الأقوال المنسوبة إلى رؤساء اليمن

وبهذا الصدد قد نقلت آراء تاريخية منسوبة إلى رؤوساء اليمن، كما ذكر بعض الإخباريين أنها سميت باسم عمان بن قحطان، فذكر ابن خلدون أنها سمیت بعمان بن قحطان أول من نزلها بولایة أخیه یعرب، 373 كما ذهب الدكتور جواد علي إلى أن یذكر الإخباریون أن عمان نسبة إلى رجل اسمه عمان بن قحطان وكان أول من نزلها بولایة أخیه یعرب، 374 ويقول بعض المؤرخين: إنها سميت باسم حفيد من أحفاد سبأ الملك القديم لليمن، كما ذهب إليه مرتضى الزبيدي حيث قال: عمان باليمن سمي بعمان بن نفثان بن سبا أخي عدن. 375

فيظهر من الآراء المذكورة أنها سميت باسم عمان بن قحطان أو عمان بن نفثان حفيد سبأ.

القول المنسوب إلى لوط عليه السلام

عمان كان من أبناء نبي الله لوط عليه السلام، وقد ورد ذكره في التوراة، ودولة عمان لم ينسبها أحد إليه غير السيد سليمان الندوي؛ فإنه قد ذكر أن عمان تنتمي إلى عمان بن قحطان؛ ولكن حسب نص التوراة فإنه ينبغي أن تنسب إلى عمان بن لوط، 376 ورأيه هذا مخالف للحقيقة الواقعية؛ فإن مملكة عمان غير منسوبة إلى عمان بن لوط، بل المنسوبة إليه هي مدينة بالشام باسم عمان، كما ذكره الحلبي: وأما عمان- بفتح العین وتشدید المیم- فبلدة بالشام سمیت بذلك؛ لأن عمان بن لوط كان سکنها، 377 وذكره السهيلي أيضاً حيث قال: وأما عمان- بتشدید المیم وفتح العین- فهي بالشام قرب دمشق سمیت بعمان بن لوط بن هاران كان سکنها فیما ذكروا. 378

على كل حال إن عمان الواقعة في اليمن، أول اسم يأتي في سبب تسميتها هو عمان بن إبراهيم عليه السلام، رغم أن بينهما وسائط كثيرة إلا أن كلها تشير إلى رجل واحد، كما ذكر البعض في هذا الصدد عمان بن قحطان، وإضافةً إلى ذلك ذكر البعض اسم عمان بن نفثان، فيمكن أن يقال: إن سلطة عمان سميت باسم رجل معين إما كان من ولد قحطان وإما كان من ولد إبراهيم عليه السلام.

موقعها الجغرافي

عمان كانت مدينةً في جنوب الجزيرة العربية في قديم الزمان إلا أنها أصبحت الآن كدولة عربية مستقلة. فقد ذكر الإمام بدر الدين العيني نقلًا عن القاضي عياض أنها فرضة بلاد اليمن، 379 وعاصمتها في الأيام الحاضرة هي "مسقط" الواقعة على ساحل خليج عمان من جنوب شرق عاصمتها القديمة" صحار"، على بُعد حوالي مئتين وخمس وعشرين (225) كلومترًا، 380 فتقع هذه القطعة من الجزيرة العربية على ساحل بحر العرب وخليج عمان، في شرقها بحر عمان، وفي غربها الربع الخالي، وفي جنوبها البحرين، وفي شمالها اليمامة. كذلك ذكر ابن خلدون أن عمان هي من ممالك جزیرة العرب المشتملة علی الیمن والحجاز والشحر وحضرموت وعمان هي خامسها إقلیم سلطاني منفرد علی بحر فارس من غربیه مسافة شهر شرقیها بحر فارس وجنوبها بحر الهند وغربیها بلاد حضر موت وشمالیها البحرین. 381

إنها منطقة واقعة على ساحل البحر، تبلغ مساحتها ثلاث مئة ألف وعشرة آلاف (310000) كيلومتر مربع، وذكر في هذا المساق العلامة إسحاق المنجم أنها على ساحل البحر، 382 ويحيط بها سور قوي من سلسلة جبلية في جميع أطرافها كدفاع لها من السلطة الخارجية والصولة الأجنية، كما يقول ابن خلدون: هي جبال منيعة فلم تحتج إلى سور، 383 وهي منطقة ساحلية تقع على ساحل بحر العرب وخليج عمان، موقعها الطبيعي منيع عن كل عدو خارجي، ولاتمس حاجتها إلى أي ثغور صناعية تحميها، فهي محفوظة من جميع الأعداء الخارجين ومن هجومهم عليها.

(8)اليمن

هي واقعة في جنوب غرب الجزيرة العربية، وليست بمثابتها منطقة أخرى في خضرتها ونضرتها وحضارتها وثقافتها، 384 ومن أقدم وأهم مناطقها كما كان لها شأن من بداية تأسيسها وتاريخها، وكانت معروفةً بسبأ وعاصمتها مآرب في فترة قبل ميلاد المسيح عليه السلام، واشتهرت بذلك الاسم إلى أزمان حتى سميت باليمن، ومازال اسمها اليمن منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى يومنا هذا، وأما في الأيام الحالية فعاصمتها الصنعاء، وهي تعتبر من أهم وأقدم المناطق حضارةً وثقافةً عربيةً، ولم تكن بمثابتها-كما ذكره الإخباريون- أية منطقة من الجزيرة العربية في الحضارة والثقافة والتمدن والعلوم الفنون، وكانوا يسمونها بلاد العرب السعيدة أو بلاد اليمن كما يسمونها في هذه الأيام. 385

سبب تسميتها

نقلت عدة أقاويل في سبب تسميتها بـ"اليمن"، وتتبين من اختلاف هذه الأقاويل أن اليمن كان لها أكثر من اسم حيث أطلق عليها في اعتبارات مختلفة، فذكر المؤرخون سبب تسميتها بـ"اليمن" أن بني قحطان لما نزلوا مكة المكرمة فاتخذوا الجانب الأيمن من الكعبة مستقرًا لهم فسموا بعد ذلك منطقتهم بـ"اليمن" كما ذكره ابن سعد أن لحقت بنو یقطن بن عابر بالیمن فسمیت الیمن حیث تیامنوا إلیها. 386

اليمين هو الجانب الأيمن ضد الأيسر في اللغة العربية، والجانب الأيمن يعتبر محمودًا وميمونًا عند العر، فلما ازداد عدد السكان في مكة وبدأوا يهاجرون منها، فمن ذهب في الجهة اليمنى عن بيت اللّٰه الشريف، فسموا باليمن ومن رحل الجانب الشمال من مكة فسموا بالشام، وفي هذا الصدد يروي ياقوت الحموي عن ابن عباس رضي اللّٰه عنهما أنها تفرقت العرب فمن تیامن منهم سمیت الیمن ویقال: إن الناس كثروا بمکة فلم تحملهم فالتامت بنو یمن إلى الیمن وهي أیمن الأرض فسمیت بذلك، 387 وقيل: سمي اليمن يمنًا؛ لأنه على يمين الكعبة، 388 وبالمناسبة يطلق على ركن من أركان بيت اللّٰه الركن اليماني؛ نسبة إلى اليمن. 389

والقول الثاني في تسمية اليمن أن يعرب بن قحطان كان اسمه أيمن، وقد خاطبه هود عليه السلام بهذا اللقب، وبسبب ذلك أطلق على مستقره يمنًا بعد ما نزل به، قال الحلبي: يعرب هذا قيل له أيمن؛ لأن هودًا نبي اللّٰه عليه الصلاة والسلام قال له: أنت أيمن ولدي، وسمي اليمن يمنًا بنزوله فيه، وهو أول من قال القريض والرجز، 390 - الرجز بحر من بحور الشعر، 391 والغرض منه تحريض الجنود على القتال- ويؤيده ما نقل السهيلي عن ابن هشام حيث ذكر السهيلي أن يمنا هو یعرب بن قحطان سمي بذلك؛ لأن هوداً قال له: أنت أیمن ولدي نقیبة. 392

كما ذكر الدكتور جواد علي أنه أولد قحطان بن هود أربعة وعشرين رجلًا، منهم يمن، وبه سميت اليمن، 393 ولها أسماء أخرى في كتب التاريخ، ويطلق عليه المؤرخون باليمن الخضراء أيضاً لكثيرة الأشجار والثمار فيها، حيث يذكر ياقوت الحموي أنها سميت اليمن الخضراء لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها. 394 ووصفها السيد محمود الآلوسي أنها لم تزل محمودةً علی السنة الأصفیاء لما أودع اللّٰه فيها من البركة في جمیع الأشیاء، وكانت تسمی الخضراء لکثرة مزارعها ونخیلها وأشجارها وأثمارها ومراعیها وریعها، 395 ويصفها الكلاعي في قصيدته على النحو التالي:

  هي الخضراء فاسأل عن رُباها
يخبرك اليقين المخبرونا
ويمطرها المهيمن في زمان
به كل البرية يظمؤنا
وفي أجيالها عز عزيز
يظل له الورى متقاصرينا
وأشجار منورة وزرع
وفاكهة تروق الآكلينا 396

ويطلق عليها يمن الخير في العصور القديمة كما لاحت في آثارها القديمة، فإن اليمن مشتق من اليمنات، ومعنى اليمنات ذات الخير والبركة، وإضافةً إلى ذلك قد سماها المؤرخون اليونانيون بلاد العرب السعيدة (Arabic Felix)، وفي هذا المساق ذكر أبو المحاسن عصفور أن اسمها مشتق من كلمة" یمنات" الواردة في نصوص سبئیة قدیمة كاسم لهذه البلاد، وربما یکنی بها عن الیمن والخیر؛ لأن بلاد الیمن قدیماً كانت وفیرة الخیرات... على أن الیونان قديمًا سموها بلاد العرب السعیدة Arabia felix علی احتمال أنهم ترجموا كلمة یمنت أو یمنات بالبلاد السعیدة، 397 وكذلك ذكر أبو شهبة أنها قد بلغت الیمن من بسط العیش ورخاء الحیاة وفخامة المدنیة ما حمل معاصریهم من الیونانیین أن یسموا بلادهم بلاد العرب السعیدة. 398

فمن أسماء اليمن كان اليمن والخير أيضاً أي: مكان مبارك سعيد، وذلك بسبب كثرة الأشجار والثمار بها التي أضافت إلى نضارتها وبهائها، ومن ثم أطلق اليونانيون عليها Arabic Felic معناها بالعربية البلاد السعيدة.

أماكنها الشهيرة

كانت من أشهر وأقدم مناطق اليمن معين، ومآرب، وظفار، وشيبان، وأوزال، وبراقش، وفشق، وخولان، وقرن شبوه، وعمران، وصنعاء، وأكثرها الآن إما أصبحت تلالًا وإما رمالًا إلا قليلًا ما بقيت مع أنها تغيرت أسماءها، فاليمن مشتملة على كثرة سكان وعمران مع الخضرة والنضرة، ومن ثم تنقسم إلى أقاليم عديدة تطلق عليها مخلاف اليمن، وقد ذكرها اليعقوبي إلى أربعة وثمانين إقليمًا، منها: طمو، عيان، طمام، همل، قدم، خيوان، سنعان، ريحان، جرش، صعدة، هوزن، حيران، مارب، زبيد، ربع، بني محيد، حضر موت، الحقلين، عنس، 399 وكذلك ذكر المناطق الساحلية أيضًا وهي عدن- وهي ساحل- صنعاء والمندب وغلافقة والحردة والشرجة وعثر والحمضة والسرین وجدة. 400

كذلك كانت فيها عدة من المدن والبلاد إلا ما ذاعت صيتها في الأطراف والأقطار هي أربعة، نذكر بعض تفاصيلها هنا، وهي صنعاء، وحضرموت، وبلاد الأحقاف، ونجران.

الصنعاء

من أشهر مدن اليمن، تقع في قلب اليمن وعلى ساحل البحر الأحمر في جنوب غرب الجزيرة العربية، وترتفع عن سطح البحر بنحو ألفين ومئة وست وتسعين (2196) مترًا، وذكر المؤرخون عن قدمها أن سام بن نوح عليه السلام قد عمر هذه المدينة، ويذكر عنها الدكتور جواد علي أنه يرجع بعض أهل الأخبار بناء صنعاء إلى "سام بن نوح"، وزعموا أنها أول مدينة بنيت باليمن، وقد ورد اسم "صنعاء" لأول مرة على ما نعلم في نص يعود عهده إلى أيام الملك "الشرح يحضب""ملك سبأ وذي ريدان"، ودعيت فيه بـ"صنعو". 401

كذلك يُعلم من بعض الأنقال والأقوال أن الصنعاء كان اسمها قديمًا "صنعو"، ثم اشتهرت بـ"صنعاء"، وكان بها قصر شامخ شهير باسم غمدان، كتب عنه الدكتور جواد علي أن قصر "غمدان" كان أحد البيوت السبعة التي بنيت على اسم الكواكب السبعة، بناه "الضحاك" على اسم الزهرة، وكان الناس يقصدونه إلى أيام "عثمان" فهدمه، فصار موضعه تلًا عظيمًا... وذكروا أن قصر غمدان الذي هو بها قصر "سام بن نوح"، أو قصر "الشرح يحضب" "ليشرح يحضب" وذكروا أيضًا أنها أول مدينة اختطت باليمن بنتها "عاد" ورووا قصصًا عن "غمدان"، فزعم بعضهم أن بانيه "سليمان" أمر الشياطين، فبنوا لبلقيس ثلاثة قصور: غمدان وسلحين وبينون، وزعم بعضهم أن بانيه هو: "يشرح يحضب" أراد اتخاذ قصر بين صنعاء و"طيوة"، فانتخب موضع "غمدان ". 402

ومن عجائب قصر غمدان ذكرها القزويني أن اتخذه علی أربعة أوجه: وجه أحمر ووجه أبیض ووجه أصفر ووجه أخضر، وبنی في داخله قصرًا على سبعة سقوف، بین كل سقفین أربعون ذراعًا، فکان ظله إذا طلعت الشمس یرى على ماء بینهما ثلاثة أمیال، وجعل في أعلاه مجلسًا بناه بالرخام الملون، وجعل سقفه رخامة واحدة، وصیر على كل ركن من أركانه تمثال أسد إذا هبت الریح یسمع منها زئیر الأسد وإذا أسرجت المصابیح فیه لیلًا كان سائر القصر یلمع من ظاهره كما یلمع البرق. 403

سبب تسميتها

مدينة صنعاء هي عاصمة اليمن، و كانت تعرف سابقًا باسم" أزال"، وقد أصبح فيما بعد صنعاء.

فيكتب السيد محمود الألوسي عنها أنها كانت في الزمن القديم تسمى أزال، 404 كما ذكر الدكتور جواد علي أن ذكر الأخباريون أنها كانت تعرف بـ"أزال" وبـ"أوال"، أخذوا ذلك على ما يظهر من "أزال" في التوراة بواسطة أهل الكتاب مثل "كعب الأحبار" ووهب بن منبه ". 405

وقد نقل المؤرخون في سبب تسميتها بصنعاء قولين:

القول الأول: هو أنها سميت باسم الملك اليمني القديم "صنعاء "، ويذكر ياقوت الحموي نسبه على النحو التالي: صنعاء ابن أزال بن یقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد، وكان أول من بناها ثم سمیت باسم ابنه لأنه ملکها بعده فغلب إسمه علیها. واللّٰه أعلم، 406 وذكر ابن الفقيه أنها سميت صنعاء بصنعاء بن أزال بن يقطن. 407

والثاني: أنه لما دخل الأحباش اليمن، فقد تحيروا بعد ما دخلوها ورأوها مبنيةً بالأحجار، فقالوا: هذه صنعة، وفي هذا المساق يذكر عبد اللّٰه الحميري أنها مدينة عظيمة باليمن كان اسمها في القديم أزال فلما وافتها الحبشة ونظروا إلى مدينتها فرأوها مبنيةً بالحجارة قالوا: هذه صنعة وتفسيرها بلسانهم حصينة. 408

روي أن هذا سبب تسميتها بصنعاء، قامت فيها دول عظيمة لمعين، وسبأ، وحمير، وأنشئ سد مأرب أو سد العرم في أوديتها، وكانت مأرب وأزال عاصمتين لها، وكانت ملكة سبأ ابنة هذه الأرض، وشيدت فيها قصور غمدان، وناعطـ، وربدة، وصرواح، ومدراسي، والتي شاهد آثارها الهمداني بأم عينيه في القرن الرابع الهجري. 409

حضرموت وسبب تسميتها

حضرموت من أقدم بلاد اليمن وأشهرها، وهي تقع على ساحل المحيط الهندي، يحدها الربع الخالي والأحقاف جنوبًا، ومن الغرب تحدها صنعاء اليمن. قال محمد البيومي في موقعها الجغرافي: تقع حضر موت إلی الشرق من الیمن علی ساحل بحر العرب، 410 وهي ناحية باليمن مشتملة على مدينتين، يقال لإحداهما شبام وللأخرى تريم، وهي بقرب البحر في شرقي عدن، وإنها بلاد قديمة، 411 وذكر الملا علي القاري موضحًا اسمها أنه اسم بلد بالیمن وهما اسمان جعلا اسمًا واحدًا فهو غیر منصرف بالعلمیة والترکیب وهو بفتح الحاء المهملة والراء والمیم وسکون الضاد المعجمة، وفي القاموس هو بضم المیم بلد وقبیلة. 412

قد ورد اسمها في التوراة بـ"حاضرميت" كما ينقل ياقوت الحموي عن ابن الكلبي أن اسم حضرموت في التوراة حاضرميت، 413 وقد وقع الخلاف بين المؤرخين في اسم حضرموت بأقوال، أولها: أن قحطان أو يقطان الشهير بالجد الأعلى لأهل اليمن كان له اثنا عشر ابنًا، وكان منهم حضرموت، وقد سميت هذه المدينة باسمه، كما قیل: سمیت بحضرموت بن یقطن بن عامر بن شالخ. 414

ونقل ياقوت الحموي عن أبي عبيد أنه قال: حضرموت بن قحطان نزل هذا المكان فسمي به. 415

والقول الثاني المأثور في مساق تسمية حضرموت أن عامر بن قحطان هو أول من دخل الأحقاف، وإنما سمي حضرموت؛ لأنه كان إذا حضر حربًا أكثر فيها من القتل، وقد خاف الناس خوفًا شديدًا حتى أنه كلما مر فيقولون: حضرموت، فلقب بذلك، واشتهر حتى أطلقوا حضرموت على منطقة تقطن قبيلته. 416

وهناك قول ثالث في هذا الصدد، ذكره الملا علي القاري: إن صالحًا لما هلك قومه جاء مع المؤمنین إلیه فلما وصل إلیه مات، فقیل حضرموت. 417

يعني أن قوم صالح عليه السلام لما نجوا من العذاب وبلغوا مع نبيهم صالح عليه السلام إلى هذا المقام، فتوفي صالح عليه السلام، فسموه بـ"حضر موت".

مشهد هود عليه السلام

وتزداد أهميتها وقيمتها بما أن بها قبر هود عليه السلام، 418 وهو مورد للزائرين والواردين، وقد روى الحاكم النيسابوري رحمه اللّٰه بطريق عامر بن واثلة عن علي رضي اللّٰه عنه یقول لرجل من حضر موت: هل رأیت كثيبًا أحمر یخالطه مدرة حمراء وسدر كثیر بناحیة كذا وكذا؟ قال: واللّٰه یا أمیر المؤمنین! إنك لتنعته نعت رجل قد رآه، قال: لا؛ ولکن حدثت عنه، قال الحضرمي: وما شأنه یا أمیر المؤمنین؟ قال: فیه قبر هود عليه السلام. 419

والآن حضرموت دولة مستقلة تحت إمارة إمام مستقل، ولا تقل في الخصوبة عن صنعاء. 420

وادي برهوت وبئر بلهوت

قد كانت في حضرموت بئر برهوت، وهي أسوأ وأشر الآبار في العالم، فروى فيها عبد الرزاق عن علي رضي الله عنه أنه قال: خير واديين في الناس ذي مكة، وواد في الهند هبط به آدم صلى الله عليه وسلم فيه هذا الطيب الذي تطيبون به، وشر واديين في الناس وادي الأحقاف، وواد بحضرموت يقال له: برهوت، وخير بئر في الناس زمزم، وشر بئر في الناس بلهوت، وهي بئر في برهوت تجتمع فيه أرواح الكفار، 421 وقد أورده العلامة جلال الدين السيوطي في تفسيره الشهير الدر المنثور أيضًا. 422

نجران

هي أيضًا مدينة تاريخية قديمة من اليمن، تقع على بعد حوالي مئتين وخمسين (250)كيلومترًا في شمال صنعاء، وقد وصف موقعها السيد محمود الآلوسي أنها قطعة عظیمة من أرض الیمن ذات نخیل وأشجار علی القرب من صنعاء وهي بین عدن وحضر موت ویقال: هي جبال من شمال الیمن إلی شمال صعدة تبعد عن صنعاء نحو عشرة مراحل وكانت من بلاد همدان بین قرى ومدائن وعمائر ومیاه. 423

وهذه المنطقة اليمنية كانت مدينةً كبيرةً سكانيةً في العهد النبوي- على صاحبه ألف تحيات وتسليمات- فكانت بها ثلاث وسبعون قرية، كذلك كان بها معسكر للمقاتلين، فقد ورد ذكر نجران في حديث طويل أورده الصالحي الشامي: وطول الوادى مسیرة یوم للراكب السریع وفیه ثلاث وسبعون قریة ومئة ألف مقاتل. 424

سبب تسميته

وقد ذكر المؤرخون سبب تسمية هذه المدينة حيث نسبوها إلى نجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان؛ لأنه كان أول من استوطنها، ونقل البلاذري عن ابن الكلبي أنه قال: سمیت نجران الیمن بنجران بن زید بن سبا بن یشجب بن یعرب بن قحطان، 425 وكذلك ذكر ياقوت الحموي أنه سمي نجران الیمن بنجران بن زیدان بن سبا بن یشجب بن یعرب بن قحطان؛ لأنه كان أول من عمرها ونزلها. 426

كانت مدينة نجران ممرًا للقوافل التجارية قديماً، وهي تقع حاليًا داخل حدود المملكة العربية السعودية، إنها منطقة خضراء وهضبة للغاية اليوم.

بلاد الأحقاف

بلاد الأحقاف من أقدم المدن في اليمن، لها تاريخ قديم كتاريخ حضرموت، وهي معمرة في الصحراء الحائلة بين حضرموت ونجران، والعرب تسمي الرمل المعوج حقافًا وأحقافًا، 427 وكانت هذه المدينة مخضرة مزدهرة شهيرة بين بالبلاد والعباد، أما اليوم فلم تبق منها إلا التلال والرمال وإن كانت مدينةً ذات شأن وقيمة في قديم الزمان، فليست هي الآن إلا الصحراء المسماة بالأحقاف وهي جزء ساحلي لأكبر صحاري العرب الربع الخالي، 428 ويقال: إن مساحتها الإجمالية تبلغ ثلاثة مئة ألف (300000) ميل مربع، وتوجد في بعض أماكنها رمال دقيقة لدرجة أن كل ما يصل إليها ينهار وينغمس فيها. 429

أشهر أنهار اليمن

كانت اليمن محتويةً على كثير من الأنهار التي تلعب دوراً فعالاً في ازدهار اليمن وتخضيرها، ومن أبرزها نهر نجران ونهر الحجر ونهر حضرموت، فنهر نجران يسيل على الجانب الشمالي من اليمن في نجران، وتجذب ماؤه الربع الخالي في جنوب جبل الطويق، والنهر الوحيد الذي كان يسيل طيلة سنة في وادي الحجر على جنوب حضرموت، وتتدفق مياهه في بحر العرب، ولم تبلغ مساحتها إلا أقل من مئة كلومتر، أما نهر حضر موت فقد كان في شمال حضر موت الشرقي، ويختلط بالأنهار التي انشعبت من الجنوب والشمال، وتسمي نهر المسيلة أو وادي المسيلة، وتتدفق في بحر العرب قريبًا من سيحوت، وسيحوت كانت مدينةً من أقليم شرقي وهو مهرة، واقعة على ضفة ساحلية لبحر العرب، بعيدة عن مكلأ حوالي خمس مئة واثنين وعشرين (522)كلومترا، وبعيدة عن الصنعاء حوالي ألف وثلاث مئة وثمانية عشر (1318)كلومترًا، وكانت فيها مصانع السفن. 430

فاليمن واقعة في جنوب غرب العرب، وكانت مسماةً بسبأ قبل ميلاد عيسى عليه السلام، وعاصمتها كانت مآرب؛ لكن مع مرور الزمن قد تغير اسمها، وصارت اليمن التي سميت فيما بعد باليمن الخضراء لخضرتها ونضرتها، وبها نجران التي هي منطقة خضرة مزدهرة، ويعتبر قماشها من أفضل أقمشة العرب، ومن هنا قد جاء وفد من النصارى إلى النبي صلى اللّٰه عليه وآله وسلم، وأرادوا المباهلة حتى خافوا ورضوا بالجزية. وكذلك تهامة، والحجاز، ونجد، والعروض، وعمان، واليمامة، واليمن والبحرين هي مناطق مهمة من شبه الجزيرة العربية، وكل منها تشتمل على بلاد، ومدن وقرى متعددة، ودوافع مزاياها الجغرافية تتفق تارةً وأخرى تختلف، كما أن أراضيها الطويلة المشتملة على مئات الأميال محاطة بوديان قفراء لا ماء فيها ولا كلأ، ومحاطة بأراضي خصبة خضرة وواحات مزدهرة، وبها سواحل حارة شديدة الاحتباس، وأن بها هضبة مرتفة من نجد، شهيرة في جميع أنحاء العرب بأطيب الأرض وأجود الطقس، يبدو كأن الجزيرة العربية إقليم واسع شاسع مترامي الأطراف، يأخذ كل شيء فيه حظًا وافرًا من الجمال والكمال، وأرض قيمة ذات شأن بسبب أنها مهبط آدم عليه السلام، ومن هنا انتشرت ذريته في جميع الأنحاء، وهي أرض اختارها اللّٰه كمهبط للوحي والنور السماوي، وأكمل قصر النبوة ببعثة النبي صلى اللّٰه عليه وآله وسلم بعد الأنبياء كلهم في هذه المنطقة المباركة، وبسبب ذلك هي أرض مقدسة محرمة بالفضل والشرف إلى يوم القيامة.

 


  • 1 R. W. McColl (2005), Encyclopedia of World Geography, Facts on File Inc., New York, USA, Vol. 1, Pg. 710.
  • 2 Akbar Shah Najeebabadi (2000), The History of Islam, Darussalam, Riyadh, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 52.
  • 3 Abdulrahman Alsharhan, Zeinelabidin S. Rizk et al. (2001), Hydrogeology of an Arid Region:The Arabian Gulf and Adjoining Areas, Elsevier, Amsterdam, Netherlands, Pg. 7.
  • 4 R. W. McColl (2005), Encyclopedia of world geography, Facts on File Inc., New York, USA, Pg. 810.
  • 5 Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 29-30.
  • 6 Husein Haykal (1976), The Life of Muhammad (Translated by Ismail Razi Al-Faruqi), Islamic Book Trust, Petaling Jaya, Malaysia, Pg. 8-9.
  • 7 الشیخ صفي الرحمن المباركفوري، الرحیق المختوم، مطبوعة: دار ابن حزم للنشر والطباعة والتوزیع، القاهرة، مصر،2010م، ص:21 -22
  • 9 Husein Haykal (1976), The Life of Muhammad (Translated by Ismail Razi Al-Faruqi), Islamic Book Trust, Petaling Jaya, Malaysia, Pg. 8-9.
  • 10 Muhammad Mohar Ali (1998), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 29-31.
  • 11 الدكتور محمد حمید اللّٰه، فیغمبر إسلام، مطبوعة:بیكن هاؤس، لاهور، باكستان، 2013م، ص:32
  • 12 الدكتور محمد حمید اللّٰه، فیغمبر إسلام، مطبوعة:بیكن هاؤس، لاهور، باكستان، 2013م، ص:32
  • 13 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 95
  • 14 Encyclopedia Britannica (Online): https://www.britannica.com/place/Arabia-peninsula-Asia Retrieved: 20-03-2021.
  • 15 Robert J. Stern and Peter Johnson (2010), Continental Lithosphere of the Arabian Plate:A Geologic, Petrologic and Geophysical Synthesis, Geosciences Dept. University of Texas at Dallas, Texas, USA, Pg. 29.
  • 16 Abdulrahman Alsharhan, Zeinelabidin S. Rizk et al. (2001), Hydrogeology of an Arid Region:The Arabian Gulf and Adjoining Areas, Elsevier, Amsterdam, Netherlands, Pg. 7.
  • 17 R. W. Powers et al. (1966), Geology of the Arabian Peninsula Sedimentary Geology of Saudi Arabia, U.S. Geological Survey Professional Paper 560-D, United States Government Printing Office, Washington, USA, Pg. 101-102.
  • 18 Robert J. Stern and Peter Johnson (2010), Continental Lithosphere of the Arabian Plate:A Geologic, Petrologic, And Geophysical Synthesis, Geosciences Dept. University of Texas at Dallas, Texas, USA, Pg. 35.
  • 19 R. W. Powers et al. (1966), Geology of the Arabian Peninsula Sedimentary Geology of Saudi Arabia, U.S. Geological Survey Professional Paper 560-D, United States Government Printing Office, Washington, USA, Pg. 101-102.
  • 20 Florian Maurer, Roberto Rettori & Rossana Martini (2008), Triassic Stratigraphy, Facies and Evolution of the Arabian Shelf in the Northern United Arab Emirates, International Journal of Earth Sciences, Springer, Germany Pg. 766.
  • 21 L. Dudley Stamp (1946), Asia :A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 109.
  • 22 Florian Maurer, Roberto Rettori & Rossana Martini (2008), Triassic Stratigraphy, Facies and Evolution of the Arabian shelf in the Northern United Arab Emirates, International Journal of Earth Sciences, Springer, Germany Pg. 766.
  • 23 L. Dudley Stamp (1946), Asia: A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 109.
  • 24 R. W. Powers et al. (1966), Geology of the Arabian Peninsula Sedimentary Geology of Saudi Arabia, U.S. Geological Survey Professional Paper 560-D, United States Government Printing Office, Washington, USA, Pg. 106-107.
  • 25 L. Dudley Stamp (1946), Asia: A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K, Pg. 109.
  • 26 Florian Maurer, Roberto Rettori & Rossana Martini (2008), Triassic Stratigraphy, Facies and Evolution of the Arabian Shelf in the Northern United Arab Emirates, International Journal of Earth Sciences, Springer, Germany Pg. 766.
  • 27 C. Armstrong (1998), Lord of Arabia, St. Paul's Press, Beirut, Lebanon, Pg. 212.
  • 28 Henry Field (1932), The Ancient and Modern Inhabitants of Arabia, The Open Court, London, U.K., Issue. 12, Article 4. Pg. 848-849.
  • 29 وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة الكويت، الموسوعة الفقهیة الکویتیة، ج-3، مطبوعة: مطابع دار الصفوة، مصر، 1427هـ، ص:126
  • 30 أبو الحسن علی بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفٰي صلى اللّٰه عليه سلم، ج-4، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419هـ، ص:49
  • 31 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:187
  • 32 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، (تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1،مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 94
  • 33 ماهنامه فکرونظر، شماره:5، ج-6، نومبر 1968م، ص:347
  • 34 محمد كرم شاه الأزهري، ضیاء النبي صلى اللّٰه عليه سلم، ج-1، مطبوعة: ضیاء القرآن فبلي كیشنز، لاهور، باكستان، 1415هـ، ص:248
  • 35 الدكتورة نغار سجاد ظهیر، عرب أور موالي، مطبوعة: قرطاس ببلیشرز، كراتشي، باكستان، 2006م، ص:18
  • 36 الشیخ صفي الرحمن المباركفوري، الرحیق المختوم، مطبوعة: دار ابن حزم للنشر والطباعة والتوزیع، القاهرة، مصر، 2010م، ص:21-22
  • 37 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 8.
  • 38 الشیخ صفي الرحمن المباركفوري، الرحیق المختوم، مطبوعة: دار ابن حزم للنشر والطباعة والتوزیع، القاهرة، مصر، 2010م، ص:21-22
  • 39 Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 30.
  • 40 Jill Condra (2013), Encyclopedia of National Dress:Traditional Clothing Around the World, Abc-Clio LLC., California, USA, Vol. 1, Pg. 62.
  • 41 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 81
  • 42 فلف كي حتي، عرب أور إسلام (مترجم: بروفیسر سید مبارز الدین ومحمد معین خان)، مطبوعة: ندوة المصنفین، دهلي، الهند، 1951م، ص:25
  • 43 محمد بن عبد الرزاق كُرْد، خطط الشام، ج-1، مطبوعة: مكتبة النوري، دمشق، السوریة، 1983م، ص:36
  • 44 محمد رابع الحسني الندوي، جغرافیة ممالك إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:9
  • 45 محمد كرم شاه الأزهري، ضیاء النبي صلى اللّٰه عليه سلم، ج-1، مطبوعة: ضیاء القرآن فبلي كیشنز، لاهور، باكستان، 1415هـ، ص:246-248
  • 46 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:138
  • 47 أبو الحسن علي بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفٰي صلى اللّٰه عليه سلم، ج-4، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419هـ، ص:49
  • 48 الدكتور محمد عمر خان، نور أم النور نور رحمة للعالمین، ج-1، مطبوعة: شبیر بردارز، لاهور، باكستان، 2007م، ص:449
  • 49 أبو إسحاق إبراهیم بن محمد الاصطخري، المسالک والممالک، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 2004م، ص:14
  • 50 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 115
  • 51 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الاسلام، ج-1، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:155
  • 52 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 116
  • 53 محمد رابع الحسني الندوي، جغرافیة ممالك إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:9
  • 54 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 14.
  • 55 Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 29-31.
  • 56 Akbar Shah Najeebabadi (2000), The History of Islam, Darussalam, Riyadh, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 52.
  • 57 Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 29-31.
  • 58 Akbar Shah Najeebabadi (2000), The History of Islam, Darussalam, Riyadh, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 52.
  • 59 Mohammed A. Al-Masrahy & Nigel P. Mountney (2013), Remote Sensing of Spatial Variability in Aeolian Dune and Inter Dune Morphology in the Rub’ Al-Khali: Saudi Arabia, School of Earth and Environment, University of Leeds, Leeds, U.K., Pg. 1.
  • 60 محمد رابع الحسني الندوي، جغرافیة ممالك إسلامیة، مطبوعة:مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:22
  • 61 Mohammed A. Al-Masrahy & Nigel P. Mountney (2013), Remote Sensing of Spatial Variability in Aeolian Dune and Inter Dune Morphology in the Rub’ Al-Khali: Saudi Arabia, School of Earth and Environment, University of Leeds, Leeds, U.K., Pg. 4.
  • 62 Arun Kumar and Mahmoud M. Abdullah (2011), An Overview of Origin, Morphology and Distribution of Desert Forms, Sabkhas and Playas of the Rub’ Al-Khali Desert of the Southern Arabian Peninsula, Center for Petroleum and Minerals, Research Institute King Fahd University of Petroleum and Minerals, Saudi Arabia, Pg. 105.
  • 63 H.Stewart Edgell (2006), Arabian Deserts:Nature, Origin and Evolution, Springer, Netherlands, Pg. IXVI.
  • 64 محمد رابع الحسني الندوي، جغرافیة ممالك إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:23-24
  • 65 Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 29-31.
  • 66 محمد رابع الحسني الندوي، جغرافیة ممالك إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:26
  • 67 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 15-17.
  • 68 Encyclopedia Britannica (Online): https://www.britannica.com/place/Al-Dahna Retrieved: 07-06-2021.
  • 69 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 15-17.
  • 70 J. W. Whitney et al. (N.D.), The Environmental History and Present Condition of Saudi Arabia's Northern Sand Seas, Ministry of Petroleum and Mineral Resources, Deputy Ministry for Mineral Resources, Jeddah, Saudi Arabia, Pg. 8.
  • 71 Encyclopedia Britannica (Online): https://www.britannica.com/place/Syrian-Desert Retrieved: 07-06-2021.
  • 72 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 16.
  • 72 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 16.
  • 73 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 17.
  • 74 أحمد إبراهيم الشريف، مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى اللّٰه عليه سلم، مطبوعة: دار الفكر العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:15-16
  • 75 محمد رابع الحسني الندوي، جغرافیة ممالك إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء،لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:12-13
  • 76 Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex for the Printing of the Holy Quran, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 29.
  • 77 Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 29.
  • 78 Akbar Shah Najeebabadi (2000), The History of Islam, Darussalam, Riyadh, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 52.
  • 80 Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 29-31.
  • 81 محمد رابع الحسني الندوي، جغرافیة ممالك إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:11-13
  • 82 L. Dudley Stamp (1946), Asia:A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 107.
  • 83 Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 29.
  • 84 L. Dudley Stamp (1946), Asia:A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 107.
  • ar 85، محمد رابع الحسني الندوي، جغرافیة ممالك إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:32-37
  • 86 L. Dudley Stamp (1946), Asia:A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 100.
  • 87 Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 30.
  • 88 L. Dudley Stamp (1946), Asia:A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 100.
  • 89 Abdulrahman Alsharhan and Zeinelabidin S. Rizk et al. (2001), Hydrogeology of an Arid Region:The Arabian Gulf and Adjoining Areas, Elsevier, Amsterdam, Netherlands, Pg. 7.
  • 90 L. Dudley Stamp (1946), Asia:A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 109.
  • 91 Muhammad Mohar Ali (1997), Sirat Al-Nabi and the Orientalists, King Fahd Complex, Madinah, Saudi Arabia, Vol. 1, Pg. 29-31.
  • 92 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 17-18.
  • 93 زین العابدین سجاد المیرتهي وانتظام اللّٰه شهاب الأكبرآبادي، تاریخ ملة، ج-1، مطبوعة: إدارة إسلامیات، لاهور، باكستان، 1991م، ص:67
  • 94 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مکتبة ابن تیمیة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 2012م، ص:192
  • 95 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مکتبة ابن تیمیة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 2012م، ص:198
  • 96 Husein Haykal (1976), The Life of Muhammad (Translated by Ismail Razi Al-Faruqi), Islamic Book Trust, Petaling Jaya, Malaysia, Pg. 9.
  • 97 Husein Haykal (1976), The Life of Muhammad (Translated by Ismail Razi Al-Faruqi), Islamic Book Trust, Petaling Jaya, Malaysia, Pg. 9.
  • 98 K. Ali (1980), A Study of Islamic History, Idarah-e-Adabyat-e-Delli, New Delhi, India, Vol. 1, Pg. 16.
  • 99 Majid Ali Khan, Muhammad the Final Messenger (1979), Sh. Muhammad Ashraf Publishers, Lahore, Pakistan, Pg. 42.
  • 100 K. Ali (1980), A Study of Islamic History, Idarah-e-Adabyat-e-Delli, New Delhi, India, Vol. 1, Pg. 16.
  • 101 القرآن،سورة آل عمران 96:3
  • 102 Husein Haykal (1976), The Life of Muhammad (Translated by Ismail Razi Al-Faruqi), Islamic Book Trust, Petaling Jaya, Malaysia, Pg. 20-21.
  • 103 Ibid., Pg. 11.
  • 104 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 30.
  • 105 Bernard Lewis (1954), The Arabs in History, Hutchinson’s University Library, London, U.K., Pg. 25.
  • 106 Husein Haykal (1976), The Life of Muhammad (Translated by Ismail Razi Al-Faruqi), Islamic Book Trust, Petaling Jaya, Malaysia, Pg. 11.
  • 107 Bernard Lewis (1954), The Arabs in History, Hutchinson’s University Library, London, U.K., Pg. 25.
  • 108 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 30.
  • 109 L. Dudley Stamp (1946), Asia:A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg.111.
  • 110 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 30.
  • 112 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 28.
  • 113 Husein Haykal (1976), The Life of Muhammad (Translated by Ismail Razi Al-Faruqi), Islamic Book Trust, Petaling Jaya, Malaysia, Pg. 15-16.
  • 114 Bernard Lewis (1954), The Arabs in History, Hutchinson’s University Library, London, U.K., Pg. 29.
  • 115 Husein Haykal (1976), The Life of Muhammad (Translated by Ismail Razi Al-Faruqi), Islamic Book Trust, Petaling Jaya, Malaysia, Pg. 15-16.
  • 116 محمد رابع الحسني الندوي، جغرافیة ممالك إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:118
  • 117 Bernard Lewis (1954), The Arabs in History, Hutchinson’s University Library, London, U.K., Pg. 29
  • 118 Husein Haykal (1976), The Life of Muhammad (Translated by Ismail Razi Al-Faruqi), Islamic Book Trust, Petaling Jaya, Malaysia, Pg. 15-16.
  • 119 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 19-20.
  • 120 محمد رابع الحسني الندوي، جغرافية ممالك إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:56-57
  • 121 أیضًا، ص:61
  • 122 Santosh Kumar (2014), Ornamental Plants of Saudi Arabia, Jawaharlal Nehru Tropical Botanic Garden and Research Institute, Kerala, India, Pg. 1-30.
  • 123 J. W. Whitney et al. (N.D.), The Environmental History and Present Condition of Saudi Arabia's Northern Sand Seas, Ministry of Petroleum and Mineral Resources, Deputy Ministry for Mineral Resources, Jeddah, Saudi Arabia, Pg. 27-28.
  • 124 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 27-28.
  • 125 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الاسلام، ج-10، مطبوعة: دار الساقي، مصر، 2001م، ص:10
  • 126 الدكتور سید صلاح الدین القادري، أونت، مطبوعة: فضلي سنز، كراتشي، باكستان،2015م، ص:142
  • 127 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 28.
  • 128 أبوالبقاء محمد بن موسى الدميري، حياة الحيوان الكبرى، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1424هـ، ص:28
  • 129 محمد رابع الحسني الندوي، جغرافیة ممالك إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:64
  • 130 أحمد بن إسحاق الیعقوبي، تاریخ الیعقوبي، ج-1، مطبوعة: مکتبة الحیدریة، النجف، العراق، 1964م، ص:193
  • 131 L. Dudley Stamp (1946), Asia:A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 110.
  • 132 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 20-21.
  • 133 محمد رابع الحسنی الندوي، جغرافیة ممالك إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:65
  • 134 محمد ابن عيسي الترمذي، سنن الترمذي، حديث: 739، مطبوعة: دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1996م، ص:108
  • 135 أبو البقاء محمد بن موسیٰ الدمیرب، حیاة الحیوان الكبرى، ج-2، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت 1421م، ص:255
  • 136 L. Dudley Stamp (1946), Asia: A Regional and Economic Geography, Methuen & Co. Ltd., London, U.K., Pg. 110.
  • 137 الدكتور خورشید الرضوي، عربي أدب قبل أز إسلام، إدارة إسلامیات، لاهور، باكستان، 2010م، ص:28-29
  • 138 محمد رابع الحسني الندوي، جغرافیة ممالک إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:67
  • 139 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 20.
  • 140 محمد رابع الحسني الندوي، جغرافیة ممالک إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:67
  • 141 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 20.
  • 142 محمد رابع الحسني الندوي، جغرافیة ممالک إسلامیة، مطبوعة: مکتبة دار العلوم ندوة العلماء، لکهنؤ، الهند، 1962م، ص:67
  • 143 نوفل بن حماسة الطرابلسي، صناجة الطرب في تقدمات العرب، مطبوعة: دار الرائد العربي، بيروت، لبنان،1982م، ص:297
  • 144 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 20.
  • 145 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 20.
  • 146 Caafar Karrar et al. (1991), A. Rapid Assessment of the Impacts of the Iraq-Kuwait Conflict on Terrestrial Ecosystems, United Nations Environment Program, Regional Office for West Asia, Bahrain, Pg. 20.
  • 147 Phillip K. Hitti (1970), History of the Arabs, Macmillan Education Ltd., London, U.K., Pg. 20.
  • 148 Encyclopedia Britanica (Online Version): https://www.britannica.com/place/Arabian-Desert/Climate Retrieved: 08-05-2021
  • 149 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:63
  • 150 أیضًا، ج-5، ص:262
  • 151 الدكتور شوقي أبو خليل، أطلس السيرة النبوية، مطبوعة: دار الفكر، دمشق، السورية، 2003م، ص: 17
  • 152 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 100
  • 153 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مکتبة ابن تیمیة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 2012م، ص:194
  • 154 عمر بن رضا الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-3، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص:1213
  • 155 أبو القاسم محمود بن عمرو جار اﷲ الزمخشري، الجبال والأمکنة والمیاة، مطبوعة: دار الفضیلة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 1999م، ص:303
  • 156 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:277
  • 157 أبو القاسم محمود بن عمرو جار اللّٰه الزمخشري، الجبال والأمکنة والمیاه، مطبوعة: دار الفضیلة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 1999م، ص:169
  • 158 أبو بکر محمد بن موسیٰ الهمداني، الأماكن أو مااتفق لفظه وافترق مسماه من الأمکنة، مطبوعة: دار الیمامة للنشر والتوزیع، بیروت، لبنان، 1415ه، ص:887
  • 159 أبو الحسن علي بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفٰى صلى اللّٰه عليه سلم، ج-3، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419هـ، ص:182
  • 160 أبو القاسم محمود بن عمرو جار اللّٰه الزمخشري، الجبال والأمکنة والمیاه، مطبوعة: دار الفضیلة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 1999م، ص:28
  • 161 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، 2012م، ص:194
  • 162 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-1، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:506
  • 163 أیضًا، ج-4، ص:332
  • 164 أبو القاسم محمود بن عمرو جاراللّٰه الزمخشري، الجبال والأمکنة والمیاه، مطبوعة: دار الفضیلة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 1999م، ص:44
  • 165 عاتق بن غیث الحربي، معالم مکة التاریخیة والأثریة، مطبوعة: دار مکة للنشر والتوزیع، الریاض، السعودیة، 1980م، ص:44
  • 166 عمر بن رضا الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-2، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص:513
  • 167 أبو عبد الله یاقوت بن عبداللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-4، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:332
  • 168 أبو القاسم محمود بن عمرو جاراللّٰه الزمخشري، الجبال والأمکنة والمیاه، مطبوعة: دار الفضیلة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 1999م، ص:262
  • 169 أبو عیسیٰ محمد بن عیسیٰ الترمذي، سنن الترمذي، حدیث:831، مطبوعة: دار السلام للنشر والتوزیع، الریاض، السعودیة، 2009م، ص:273
  • 170 أبو عبد اللّٰه محمد بن إسماعیل البخاري، صحیح البخاري، حدیث:1522، مطبوعة: دار السلام للنشر والتوزیع، الریاض، السعودیة، 1999م، ص:247
  • 171 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-4، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:332
  • 172 عبد الملك بن عبد اللّٰه دهيش، الحرم المکي الشریف والأعلام المحیطة به، مطبوعة:مکةالمکرمة، 1995م، ص:34
  • 173 الشیخ محمد طاهر الکردي المکي، التاریخ القویم لمکة وبیت اللّٰه الکریم، ج-4، مطبوعة: دار خضر للطباعة والنشر والتوزیع، بیروت، لبنان، 2000م، ص:95
  • 174 أبو الخیر محمد بن عبد الرحمن السخاوي، البلدانیات، مطبوعة: دار العطاء، الریاض، السعودیة، 2001م، ص:298
  • 175 زین الدین أبوبکر محمد بن موسیٰ الهمداني، الأماكن أو مااتفق لفظه وافترق مسماه من الأمکنة، مطبوعة: دار الیمامة للنشر والتوزیع، بیروت، لبنان، 1415هـ، ص:932
  • 176 القاضي محمد سلیمان المنصورفوري، سفرنامه حجاز الموسوم بـالهاد إلى سبیل الرشاد، مطبوعة:كانسي رام بریس، لاهور، باكستان، 1924م، ص:273
  • 177 أبو الحسن علي بن عبد الحي الندوي، السیرة النبویة، مطبوعة:دار ابن كثیر، دمشق، السوریة، 1425ه، ص:646
  • 178 أبو المعالي محمود بن عبد اللّّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مکتبة ابن تیمیة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 2012م، ص:195
  • 179 أبو عبد اللّٰه محمد بن یوسف الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سیرة خیر العباد، ج-4، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1993م، ص:17
  • 180 عمر بن رضا الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-1، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص:48
  • 181 أیضًا، ص:177
  • 182 أیضًا، ص:111
  • 183 أیضًا، ص:394
  • 184 أیضًا، ص:52
  • 185 أیضًا، ص:91
  • 186 أیضًا، ص:216-217
  • 187 أیضًا، ص:227
  • 188 أخلاق أحمد، حرمین شریفین كا تاریخي جغرافیة، مطبوعة: بك فورت ریسرج إیند فبلي كیشنز، لاهور، باكستان، 2018م، ص:41- 42
  • 189 وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة الکویت، الموسوعة الفقهیة الکویتیة، ج-17، مطبوعة: مطابع دار الصفوة، القاهرة، مصر، 1427ه، ص:11
  • 190 القرآن، سورة النمل 61:27
  • 191 أبو منصور محمد بن أحمد الهروي، تهذیب اللغة، ج-4، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:75-76
  • 192 وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة الکویت، الموسوعة الفقهیة الکویتیة، ج-17، مطبوعة: مطابع دار الصفوة، القاهرة، مصر، 1427ه، ص:11
  • 193 وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة الکویت، الموسوعة الفقهیة الکویتیة، ج-17، مطبوعة: مطابع دار الصفوة، القاهرة، مصر، 1427ه، ص:11
  • 194 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:219
  • 195 أبو منصور محمد بن أحمد الهروي، تهذیب اللغة، ج-4، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:76
  • 196 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:218
  • 197 أیضًا، ص:229
  • 198 وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة الکویت، الموسوعة الفقهیة الکویتیة، ج-17، مطبوعة: مطابع دار الصفوة، القاهرة، مصر، 1427ه، ص:12
  • 199 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:188
  • 200 أبو الحسن علي بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفٰى صلى اللّٰه عليه سلم، ج-4، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419ه، ص:54
  • 201 وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة الکویت، الموسوعة الفقهية الکویتیة، ج-17، مطبوعة: مطابع دار الصفوة، القاهرة، مصر، 1427ه، ص:12
  • 202 عبد المالك مجاهد، سیرت انسائیکلو بيدیا، ج-1، مطبوعة: دار السلام، لاهور، باكستان، 1433ه، ص:169
  • 203 وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة الکویت، الموسوعة الفقهیة الکویتیة، ج-17، مطبوعة: مطابع دار الصفوة، القاهرة، مصر، 1427ه، ص:12
  • 204 دي لیسي أو لیري (De Lecy O’Leary)، قبل أز إسلام جاهلي عرب (مترجم:یاسر جواد)، مطبوعة: نغارشات ببلشرز، لاهور، باكستان، 2015م، ص:215
  • 206 أخلاق أحمد، حرمین شریفین كا تاریخي جغرافیة، مطبوعة: بک فورت ریسرج إیند فبلي كیشنز، لاهور، باكستان، 2018م، ص:41
  • 206 نذكر هنا جُلّها وأما تفاصيلها فستدون في جزء مستقل بعنوان مكة المكرمة وكذلك المدينة المنورة. إن شاء اللّٰه تعالى.
  • 207 أبو عبد اللّٰه محمد بن یوسف الصالحي الشامي، سبل الهدي والرشاد، ج-1، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1993م، ص:194
  • 208 القرآن، سورة الفتح 24:48
  • 209 أبو الفیض محمّد بن محمّد الزبیدي، تاج العروس، ج-27، مطبوعة: دار الهداية للطباعة والنشر والتوزيع، الكويت، 1965م، ص:343
  • 210 أبو الفضل محمد بن مکرم ابن منظور الإفریقي، لسان العرب، ج-10، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:490- 491
  • 211 وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة الکویت، الموسوعة الفقهیة الکویتیة، ج-38، مطبوعة: مطابع دار الصفوة، القاهرة، مصر، 1427هـ، ص:374
  • 212 أبو عبد اللّٰه محمد بن عمر فخر الدین الرازي، مفاتیح الغیب المشهور بالتفسیر الکبیر، ج-8، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 1420ه، ص:299
  • 213 محمد بن أحمد قطب الدین الحنفي، الإعلام بأعلام بیت اللّٰه الحرام، مطبوعة: المکتبة التجاریة، مکة المکرمة، د. ت. ط، ص:39
  • 214 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 111-112
  • 215 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:188
  • 216 أخلاق أحمد، حرمین شریفین كا تاریخي جغرافیة، مطبوعة: بک فورت ریسرج إیند فبلي كیشنز، لاهور، باكستان، 2018م، ص:157
  • 217 أبو الفرج علي بن إبراهيم الحلبي، إنسان العیون في سیرة الأمین المامون، ج-2، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1427ه، ص:80
  • 218 القرآن، سورة الاحزاب13:33
  • 219 القرآن، سورة التوبة 101:9
  • 220 أخلاق أحمد، حرمین شریفین كا تاریخي جغرافیة، مطبوعة: بک فورت ریسرج إیند فبلي كیشنز، لاهور، باكستان، 2018م، ص:157
  • 221 محمد عبد المعبود، تاریخ مدینه منوّرة، مطبوعة: مکتبة رحمانیة، لاهور، باكستان، د. ت. ط، ص:19
  • 222 أبو عبید عبد اللّٰه بن عبد العزیز البکري، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج-1، مطبوعة: عالم الکتب، بیروت، لبنان، 1403ه، ص:17
  • 223 القاضي محمد سلیمان المنصورفوري، سفرنامه حجاز الموسوم بالهاد إلی سبیل الرشاد، مطبوعة:كانسي رام بریس، لاهور، باکستان، 1924م، ص:38
  • 224 أبو الطیب محمد بن أحمد الفاسي المکي، العقد الثمین في تاریخ البلد الأمین، ج-1، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1998م، ص:216
  • 225 أبو الحسین محمد بن أحمد ابن جبیر الاندلسي، رحلة ابن جبیر، مطبوعة: مکتبة دار الهلال، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:47
  • 226 أبو الطیب محمد بن أحمد الفاسي المکي، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، ج-1، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 2000م، ص:119
  • 227 عبد الملك بن حسین العصامي، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي، ج-1، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1998م، ص:127
  • 228 أبو عبد اللّٰه محمد بن عبد اللّٰه الحمیري، الروض المعطار في خبر الأقطار، مطبوعة: مؤسسة ناصر للثقافة، بیروت، لبنان، 1980م، ص:157
  • 229 القاضي محمد سلیمان المنصورفوري، سفرنامه حجاز الموسوم بالهاد إلى سبیل الرشاد، مطبوعة:كانسي رام بریس، لاهور، باكستان، 1924م، ص:40
  • 230 أبو عبد اللّٰه محمد بن إسحاق الفاكهي المکي، أخبار مکة في قدیم الدهر وحدیثة، ج-3، مطبوعة: دار خضر للطباعة والنشر والتوزیع، بیروت، لبنان، 1414ه، ص: 191
  • 231 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصرى، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:191
  • 232 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-7، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:142
  • 233 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-4، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:9
  • 234 أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، الجامع لأحکام القرآن، ج-18، مطبوعة: دارالکتب المصریة، القاهرة، مصر، 1964م، ص:239
  • 235 عبد المالك مجاهد، سیرت انسائیکلو بیدیا، ج-1، مطبوعة: دار السلام، لاهور، باكستان، 1433ه، ص:201
  • 236 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-4، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:9
  • 237 أبو عبید عبد اللّٰه بن عبد العزیز البکري، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج-1، مطبوعة: عالم الکتب، بیروت، لبنان، 1403ه، ص:67
  • 238 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:191- 192
  • 239 ويأتي ذكرها في فصل آخر في تجارة العرب.
  • 240 أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدین العیني، عمدة القاري شرح صحیح البخاري، ج-17، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:234
  • 241 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:410
  • 242 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-12، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:102
  • 243 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:192
  • 244 ايضاً
  • 245 ايضاً
  • 246 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دارالکتاب المصري، د. ت. ط،ص:192
  • 247 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-13، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:70
  • 248 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-3، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:355
  • 249 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-3، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:357
  • 250 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-1، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:357
  • 251 أبو الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحیح البخاري، ج-7، مطبوعة: دار المعرفة، بیروت، لبنان، 1379ه، ص:285ه
  • 252 أبو عبداللّٰه محمد بن عبد اللّٰه الطنجي، رحلة ابن بطوطة، ج-1، مطبوعة: أكادیمیة المملکة المغربیة، الرباط، المغرب، 1417ه، ص:365
  • 253 أبو الحسن علي بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى صلى اللّٰه عليه سلم، ج-4، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419ه، ص:27
  • 254 أبو محمد عبدالملك بن هشام المعافري، السیرة النبویة لابن هشام، ج-1، مطبوعة: شركة مکتبة ومطبعة مصطفى البابي، مصر، 1955م، ص:648
  • 255 أبو الحسن علي بن أبي الكرم ابن الأثير الجزري، الكامل في التاريخ، ج-2، مطبوعة: دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، 1997م، ص:25
  • 256 أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تاريخ الطبري، ج-2، مطبوعة: دار التراث العربي، بيروت، لبنان، 1387م، ص:464
  • 257 جلال الدین عبد الرحمن بن أبی بکر السیوطي، التوشیح شرح الجامع الصحیح، ج-6، مطبوعة: مکتبة الرشد، الریاض، السعودیة، 1998م، ص:2714
  • 258 أبوعبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:14- 15
  • 259 أبو حفص عمر بن علي ابن الملقن الشافعي، التوضیح لشرح الجامع الصحیح، ج-21، مطبوعة: دار النوادر، دمشق، السوریا، 2008م، ص:584
  • 260 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:14
  • 261 ابو الحسن علي بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفیٰ صلى اللّٰه عليه سلم، ج-4، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419ه، ص:37
  • 262 السید أبو الأعلى المودودي، سفرنامة أرض قرآن، مطبوعة: الفیصل ناشران وتاجران كتب، لاهور، باكستان، د. ت. ط، ص:222-223
  • 263 أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، الصحيح لمسلم، حديث: 5947، مطبوعة: دار السلام، الرياض، المملكة السعودية العربية، 2000م، ص: 1010
  • 264 السید أبو الأعلى المودودي، سفرنامة أرض قرآن، مطبوعة: الفیصل ناشران وتاجران كتب، لاهور، باكستان، د. ت. ط، ص:222
  • 265 أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدین العیني، عمدة القاري شرح صحیح البخاري، ج-1، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:266
  • 266 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 104
  • 267 أبو عبد الله یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:262
  • 268 صفي الدین عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي، مراصد الاطلاع على أسماء الأمکنة والبقاع، ج-3، مطبوعة: دار الجیل، بیروت، لبنان، 1412ه، ص:1358
  • 269 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:265
  • 270 أبو القاسم محمود بن عمرو جار اللّٰه الزمخشري، الجبال والأمکنة والمیاه، مطبوعة: دار الفضیلة للنشر والتوزیع، القاهرة، مصر، 1999م، ص:229
  • 271 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:265
  • 272 أبوبکر محمد بن موسیٰ الهمداني، الأماکن أو مااتفق لفظه وافترق مسماه من الأمکنة، مطبوعة: دار الیمامة للنشر والتوزیع، بیروت، لبنان، 1415 ه، ص:685
  • 273 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-14، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:68
  • 274 القاضي محمد سلیمان المنصورفوري، سفرنامه حجاز الموسوم بالهاد إلى سبیل الرشاد، مطبوعة:كانسي رام بریس، لاهور، باكستان، 1924م، ص:28
  • 275 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 104
  • 276 أبو منصور محمد بن أحمد الهروي، تهذیب اللغة، ج-10، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:350
  • 277 أبو الفضل محمد بن مکرم ابن منظور الإفریقي، لسان العرب، ج-3، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1414ه، ص:414
  • 278 أبو منصور محمد بن أحمد الهروي، تهذیب اللغة، ج-10، مطبوعة: دار احیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:350
  • 279 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:262
  • 280 أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدین العیني، عمدة القاري شرح صحیح البخاري، ج-1، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:266
  • 281 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:182
  • 282 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:200
  • 283 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 105
  • 284 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:263
  • 285 أبو الفضل محمد بن مکرم ابن منظور الإفریقي، لسان العرب، ج-12، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1414ه، ص:300
  • 286 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:197- 198
  • 287 عبد المالك مجاهد، سیرت انسائیکلو بیدیا، ج-1، مطبوعة: دار السلام، لاهور، باکستان، 1433ه، ص:149
  • 288 أبو الحسن علي بن موسى ابن سعید الأندلسي، نشوة الطرب في تاریخ الجاهلیة العرب، مطبوعة: مکتبة الأقصی، عمان، الأردن، د. ت. ط، ص:641
  • 289 أبوعبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-3، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:457
  • 290 أبو السعادات المبارك بن محمد ابن الأثیر الجزري، النهایة في غریب الحدیث والأثر، ج-5، مطبوعة: المکتبة العلمیة، بیروت، لبنان، 1979م، ص:112
  • 291 أبو الحسن علي بن الحسین المسعودي، التنبیه والإشراف، مطبوعة: دار الصاوي، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:218
  • 292 أبو جعفر محمد بن جریر الطبري، تاریخ الرسل والملوك، ج-2، مطبوعة: دار التراث العربي، بیروت، لبنان، 1387ه، ص:556
  • 293 أبو العباس أحمد بن محمد الحموي، المصباح المنیر في غریب الشرح الکبیر، ج-1، مطبوعة: المکتبة العلمیة، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:235
  • 294 أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدین العیني، عمدة القاري شرح صحیح البخاري، ج-17، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:193
  • 295 أبو الفداء إسماعیل بن عمر ابن کثیر الدمشقي، البدایة والنهایة، ج-2، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 1986م، ص:191
  • 296 أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهیلي، الروض الأنف في تفسیر السیرة النبویة لابن هشام، ج-1، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 1412ه، ص:372
  • 297 أبو عبد اللّّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-1، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:94
  • 298 عمر بن رضا الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-1، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص:21
  • 299 عبد المالك مجاهد، سیرت انسائیکلو بیدیا، ج-1، مطبوعة: دار السلام، لاهور، باكستان، 1433ه، ص:149
  • 300 القاضي محمد سلیمان المنصورفوري، سفرنامه حجاز الموسوم بالهاد إلى سبیل الرشاد، مطبوعة:كانسي رام بریس، لاهور، باكستان، 1924م، ص:25
  • 301 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، (تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 105
  • 302 القاضي محمد سلیمان المنصورفوري، سفرنامه حجاز الموسوم بالهاد إلى سبیل الرشاد، مطبوعة:كانسي رام بریس، لاهور، باكستان، 1924م، ص:25- 26
  • 303 أبوعبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-4، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:367
  • 304 القاضي محمد سلیمان المنصورفوري، سفرنامه حجاز الموسوم بالهاد إلى سبیل الرشاد، مطبوعة:كانسي رام بریس، لاهور، باكستان، 1924م، ص:25- 26
  • 305 عبد المالك مجاهد، سیرت انسائیکلو بیدیا، ج-1، مطبوعة: دار السلام، لاهور، باكستان، 1433ه، ص:148
  • 306 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، (تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 105
  • 307 عمر بن رضا الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-1، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص:125
  • 308 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:196
  • 309 أبو عبد اﷲ محمد بن أحمد الفقیه، البلدان، مطبوعة: عالم الکتب، بیروت، لبنان، 1996م، ص:84
  • 310 وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة الکویت، الموسوعة الفقهیة الکویتیة، ج-17، مطبوعة: مطابع دار الصفوة، القاهرة، مصر، 1427ه، ص:12
  • 311 أبو عبيد اللّٰه عبد اللّٰه بن عبد العزيز البكري، المسالك والممالك، ج-1، مطبوعة: دار الغرب الإسلامي، بیروت، لبنان، 1992م، ص:147
  • 312 أبو عبيد اللّٰه عبد اللّٰه بن عبد العزيز البكري، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج-1، مطبوعة: عالم الكتب، بيروت، لبنان، 1403هـ، ص:9
  • 313 أبو عبد اللّٰه ياقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بيروت، لبنان،1995م، ص:137
  • 314 الدکتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-1،مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:174-175
  • 315 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 101
  • 316 أبو العباس أحمد بن محمد الحموي، المصباح المنیر في غریب الشرح الکبیر، ج-1، مطبوعة: المکتبة العلمیة، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:98
  • 317 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:196
  • 318 أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدین العیني، البنایة شرح الهدایة، ج-3، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 2000م، ص:251
  • 319 أبو جعفر محمد بن جریر الطبري، تاریخ الرسل والملوك، ج-1، مطبوعة: دار التراث العربي، بیروت، لبنان، 1387ه، ص:629
  • 320 القرآن، سورة البقرة، 2: 126
  • 321 أبو عبد اللّٰه محمد بن إسماعیل البخارى، صحیح البخاري، حدیث:4372، مطبوعة: دار السلام للنشر والتوزیع، الریاض، السعودیة، 1999م، ص:742
  • 322 أبو الحسن علي بن أبي الکرم ابن الأثیر الجزري، الکامل في التاریخ، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب العربي، بیروت، لبنان، 1997م، ص:73
  • 323 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:442
  • 324 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، (تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 202
  • 325 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:221
  • 326 أبو الحسن علي بن عبد اللّٰه السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفیٰ صلى اللّٰه عليه وسلم، ج-1، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419ه، ص:148
  • 327 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:442
  • 328 أبو الغيث خير الدين بن محمود الزركلي، الأعلام للزركلي، ج-3، مطبوعة: دارالعلم للملايين، بيروت، لبنان، 2002م، ص:44
  • 329 أبو زید عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون الإشبیلي، تاریخ ابن خلدون، ج-2، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 1988م، ص:28
  • 330 أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، المنتظم في تاریخ الأمم والملوک، ج-2، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1992م، ص:51
  • 331 أبو زید عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون الإشبیلي، تاریخ ابن خلدون، ج-2، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 1988م، ص:28
  • 332 محمد عبد الملك بن هشام المعافری، التیجان فی ملوك حمیر، مطبوعة:مرکز الدراسات والابحاث الیمنیة، صنعاء، الیمن، 1347ه، ص:309
  • 333 أبوعبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:442
  • 334 أبو جعفر محمد بن جریر الطبري، تاریخ الرسل والملوك، ج-1، مطبوعة: دار التراث العربي، بیروت، لبنان، 1387ه، ص:629
  • 335 أبو زید عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون الإشبیلي، تاریخ ابن خلدون، ج-2، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 1988م، ص:27
  • 336 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:442
  • 337 أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، التیجان في ملوك حمیر، مطبوعة: مركز الدراسات والأبحاث الیمنیة، صنعاء، الیمن، 1347ه، ص:308
  • 338 نشوان بن سعید الحمیرى الیمني، ملوک حمیر وأقیال الیمن، مطبوعة: دار العودة، بیروت، لبنان، 1978م، ص:141
  • 339 أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، التیجان في ملوك حمیر، مطبوعة: مركز الدراسات والأبحاث الیمنیة، صنعاء، الیمن، 1347ه، ص:309
  • 340 أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزى، المنتظم في تاریخ الأمم والملوك، ج-2، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1992م، ص:76
  • 341 أبو زید عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون الإشبیلي، تاریخ ابن خلدون، ج-2، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 1988م، ص:28-29
  • 342 أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، المنتظم في تاریخ الأمم والملوك، ج-2، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1992م، ص:76
  • 343 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، د. ت. ط، ص:196
  • 344 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 101
  • 345 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:196
  • 346 أبو عبيد اللّٰه عبد اللّٰه بن عبد العزيز البكري، المسالك والممالك، ج-1، مطبوعة: دار الغرب الإسلامي، بیروت، لبنان، 1992م،ص:147
  • 347 أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد الفقیه، البلدان، مطبوعة: عالم الکتب، بیروت، لبنان، 1996م، ص:84
  • 348 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:174-175
  • 349 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:442
  • 350 عبد المالك مجاهد، سیرت انسائیکلو بیدیا، ج-1، مطبوعة: دار السلام، لاهور، باكستان، 1433ه، ص:154
  • 351 أبو زید عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون الإشبیلي، تاریخ ابن خلدون، ج-4، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 1988م، ص:119
  • 352 أبو عبید عبد اللّٰه بن عبد العزیز البکري، المسالك والممالك، ج-1، مطبوعة: دارالغرب الإسلامي، بیروت، لبنان، 1992م، ص:370
  • 353 محمد محمود بن أحمد العیني، عمدة القاري شرح صحیح البخاري، ج-18، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:28
  • 354 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:197
  • 355 أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد الفقیه، البلدان، مطبوعة: عالم الکتب، بیروت، لبنان، 1996م، ص:89
  • 356 أبو زید عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون الإشبیلي، تاریخ ابن خلدون، ج-4، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 1988م، ص:119
  • 357 عبد المالك مجاهد، سیرت انسائیکلو بیدیا، ج-1،مطبوعة: دار السلام، لاهور، باكستان، 1433ه، ص:145
  • 358 أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد الفقیه، البلدان، مطبوعة: عالم الکتب، بیروت، لبنان، 1996م، ص:89
  • 359 أبو الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحیح البخاري، ج-8، مطبوعة: دار المعرفة، بیروت، لبنان، 1379ه، ص:85
  • 360 أبو الحسن علي بن سلطان القاري، مرقاة المفاتیح شرح مشکوة المصابیح، ج-1، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 2002م، ص:88
  • 361 أبوبکر محمد بن إسحاق ابن خزیمة النیسابوري، صحیح ابن خزیمة، حدیث:1725،ج-3، مطبوعة: المکتب الإسلامي، بیروت، لبنان، 1983م، ص:113
  • 362 أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد القرطبي، الجامع لأحکام القرآن، ج-18، مطبوعة: دار الکتب المصریة، القاهرة، مصر، 1964م، ص:99
  • 363 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:197
  • 364 أبو عبد اللّٰه محمد بن عبد اللّٰه الطنجي، رحلة ابن بطوطة، ج-2، مطبوعة: أكادیمة المملکة المغربیة، الرباط، المغرب، 1417ه، ص:153
  • 365 أبو زيد عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون الإشبيلي، تاريخ ابن خلدون، ج-4، مطبوعة: دار الفكر، بيروت، لبنان،1988م، ص:119
  • 366 أبو زید عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون الإشبیلي، تاریخ ابن خلدون، ج-4، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 1988م، ص:119
  • 367 أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهیلي، الروض الأنف في شرح السیرة النبویة لابن هشام، ج-3، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2000م، ص:246-247
  • 368 جلال الدین عبد الرحمن بن أبي بکر السیوطي، التوشیح شرح الجامع الصحیح، ج-6، مطبوعة: مکتبة الرشد، الریاض، السعودیة، 1998م، ص:2703
  • 369 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-4، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:150
  • 370 أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهیلي، الروض الأنف في شرح السیرة النبویة لابن هشام، ج-3، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربی، بیروت، لبنان، 2000م، ص:246-247
  • 371 أبو الفرج علي بن إبراهیم الحلبي، إنسان العیون في سیرة النبي الأمین المامون، ج-1، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1427ه، ص:532
  • 372 أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهیلي، الروض الأنف في شرح السیرة النبویة لابن هشام، ج-3، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2000م، ص:246-247
  • 373 أبو زید عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون الإشبیلي، تاریخ ابن خلدون، ج-4، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 1988م، ص:120
  • 374 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-7، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:202
  • 375 أبو الفیض محمد بن محمد الزبیدي، تاج العروس من جواهر القاموس، ج-35، مطبوعة: دار الهداية للطباعة والنشر والتوزيع، الكويت،1965م، ص:410
  • 376 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 103
  • 377 أبو الفرج علي بن إبراهیم الحلبي، إنسان العیون في سیرة النبي الأمین المامون، ج-1، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1427ه، ص:532
  • 378 أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهیلي، الروض الأنف في شرح السیرة النبویة لابن هشام، ج-3، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2000م، ص:246- 247
  • 379 أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدین العیني، عمدة القاري شرح صحیح البخاري، ج-18، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:28
  • 380 عبد المالک مجاهد، سیرت انسائیکلو بیدیا، ج-1، مطبوعة: دار السلام، لاهور، باكستان، 1433ه، ص:146
  • 381 أبو زید عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون الإشبیلي، تاریخ ابن خلدون، ج-4، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 1988م، ص:119-120
  • 382 إسحاق بن الحسین المنجم، آكام المرجان في ذكر المدائن المشهورة في كل مکان، مطبوعة: عالم الکتب، بیروت، لبنان، 1408ه، ص:49
  • 383 أبو زید عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون الإشبیلي، تاریخ ابن خلدون، ج-4، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 1988م، ص:120
  • 384 الدكتور غستاؤلي بان، تمدن عرب (مترجم:سید علی بلگرامى)، مطبوعة: الفیصل ناشران وتاجران كتب، لاهور، باكستان، د. ت. ط، ص:11
  • 385 ول دیورانت، قصة الحضارة، ج-11، مطبوعة: دار الجیل، بیروت، لبنان، 1988م، ص:116
  • 386 أبو عبد اﷲ محمد بن سعد البصري، الطبقات الکبریٰ، ج-1، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1990م، ص:38
  • 387 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:447
  • 388 أبو الفرج علي بن إبراهیم الحلبي، إنسان العیون في سیرة الأمین المامون، ج-1، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1427ه، ص:29
  • 389 أبو البقاء محمد بن موسی الدَّمِیري، النجم الوهاج في شرح المنهاج، ج-3، مطبوعة: دار المنهاج، جدة، السعودیة، 2004م، ص:486
  • 390 أبو الفرج علي بن إبراهیم الحلبي، إنسان العیون في سیرة الأمین المامون، ج-1، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1427ه، ص:29
  • 391 لويس معلوف، المنجد في اللغة والأدب والعلوم، مطبوعة: المطبعة الكاثوليكية، بيروت، لبنان، 1956م، ص:
  • 392 أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهیلي، الروض الأنف في شرح السیرة النبویة لابن هشام، ج-1، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2000م، ص:51
  • 393 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:9
  • 394 أبو عبداللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:447
  • 395 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 202-203
  • 396 أبو المعالى محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:203
  • 397 أبو المحاسن محمد عصفور، معالم تاریخ الشرق الأدنی القدیم، مطبوعة: دار النهضة العربية، بیروت، لبنان، د. ت. ط،ص:249
  • 398 أبو شهبة محمد بن محمد، السیرة النبویة على ضوء القرآن والسنة، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السوریة، 1427ه، ص:104
  • 399 أحمد بن إسحاق الیعقوبي، تاریخ الیعقوبي، ج-1، مطبوعة: مکتبة الحیدریة، النجف، العراق، 1964م، ص:174
  • 400 ايضاً
  • 401 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-6، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:221-222
  • 402 ايضاً، ص: 221
  • 403 زكریا بن محمد القزویني، آثار البلاد وأخبار العباد، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:51
  • 404 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:205
  • 405 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-6، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:221
  • 406 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-1، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:167-168
  • 407 أبو عبد اللّٰه محمد بن أحمد الفقیه، البلدان، مطبوعة: عالم الکتب، بیروت، لبنان، 1996م، ص:91
  • 408 أبو عبد اللّٰه محمد بن عبد اللّٰه الحمیري، الروض المعطار في خبر الأقطار، مطبوعة: مؤسسة ناصر للثقافة، بیروت، لبنان، 1980م، ص:359
  • 409 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 109
  • 410 محمد بیومي مهران، دراسات في تاریخ العرب القدیم، مطبوعة: دار المعرفة الجامعیة، د. ت. ط،ص:209
  • 411 زكریا بن محمد القزویني، آثار البلاد وأخبار العباد، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، د. ت. ط،ص:35
  • 412 أبو الحسن علي بن سلطان القاري، مرقاة المفاتیح شرح مشکوة المصابیح، ج-5، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 2002م،ص:1999
  • 413 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:270
  • 414 الدكتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-3، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص:130
  • 415 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:270
  • 416 عبد المالك مجاهد، سیرت انسائیکلو بیدیا، ج-1، مطبوعة: دار السلام، لاهور، باكستان، 1433ه، ص:165
  • 417 أبو الحسن علي بن سلطان القاري، مرقاة المفاتیح شرح مشکوة المصابیح، ج-5، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، 2002م،ص:1999
  • 418 زكریا بن محمد القزویني، آثار البلاد وأخبار العباد، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:37
  • 419 أبو عبد اللّٰه محمد بن عبد اللّٰه الحاكم، المستدرك على الصحيحین، ج-2، حدیث:4062، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1990م، ص:615
  • 420 السید سلیمان الندوي، تاریخ أرض القرآن، ( تعريب: د. محمد أكرم الندوي)، ج-1، مطبوعة: دار القلم، دمشق، السورية، 2016م، ص: 108
  • 421 أبو بکر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، مصنف عبد الرزاق، حدیث:9118، ج-5، مطبوعة: المجلس العلمي، الهند، 1403ه، ص:115
  • 422 جلال الدین عبد الرحمن بن أبي بکر السیوطي، الدر المنثور في التفسیر المأثور، ج-4، مطبوعة: دار الفکر، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص:153
  • 423 أبو المعالي محمود بن عبد اللّٰه شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب المصري، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص:206
  • 424 أبو عبد اللّٰه محمد بن یوسف الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سیرة خیر العباد، ج-6، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1993م، ص:416
  • 425 أحمد بن یحییٰ البلاذري، فتوح البلدان، مطبوعة: مکتبة الهلال، بیروت، لبنان، 1988م، ص:74
  • 426 أبو عبد اللّٰه یاقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-5، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، 1995م، ص:266
  • 427 أیضاً، ج-1، ص:115
  • 428 محمد كرم شاه الأزهرى، تفسیر ضیاء القرآن، ج-4، مطبوعة: ضیاء القرآن فبلي كیشنز، لاهور، باكستان، 1399ه، ص:490
  • 429 أردو دائرة معارف إسلامیة، ج-2، مطبوعة: دانش كاه بنجاب، لاهور، باكستان، د. ت. ط، ص:45
  • 430 عبد المالك مجاهد، سیرت انسائیکلو بیدیا، ج-1، مطبوعة: دار السلام، لاهور، باكستان، 1433ه، ص:168